أعيادنا أصبحت ..إلكترونية !
بعيدا عن السياسة وقربا من ..العيد ..نقول يعجب المرء من دوران الارض بهذه السرعة الفائقة صنع الله الذي لا اله الا هو! فبالامس القريب كان عيد الفطر السعيد ..ثم عيد الاضحى المبارك فهي اعياد تمر مر السحاب..فلا نشعر بعيد ولا ما يحزنون فيكفي الهموم التي نراها في الفضائيات .ولكن لا احب ان اكون متشائما خاصة فاقول ما قاله الشاعر العربي الكبير المتنبي في وصف العيد:- عيد باية حال عدت يا عيد بما مضى ام لأمر فيك تجديد..؟ مما لا شك فيه اننا تاثرنا بالانترنت والتقدم التكنولجي فاثرت على اعيادنا. العيد ليس كئيبا لهذه الدرجة بل انه يحمل معنى البهجة والسرور..والحقيقة اننا فقدنا البهجة والسرور وليتنا نرجع خمسين او سبعين سنة.. الى الماضي لعلنا نتذكر العيد الجميل زمن الطفولة السعيدة..ونرى بقعة من الزمن مضيئة في حياتنا .. حتى لو كانت من الماضي..المهم اننا فرحنا وزارنا السرور مثل باقي شعوب العالم ..فكنا اطفالا نضحك ونمرح ونلعب مثل باقي الشعوب صحيح..ان العابنا منذ خمسين او سبعين سنة كانت متواضعة ..مقارنة مع العاب احفادنا..لكن صدقونا كانت لدينا متعة بهذه الالعاب المتواضعة اكثر من احفادنا في هذه الايام .كانت قلوبنا مملوءة بالحب وبالصداقة الحقيقية وبالوفاء بعكس الحال هذه الايام .فلم يكن لدينا موبايلات ذكية (ايفون) و(سامسونج )..الخ.وطبعا لم نسمع عن الالعاب اللاكترونية .فكنا نفرح بصندوق العجب والاراجوز وغزل البناتوما شابه. ذلك لكنها كانت تدخل السرور الي قلوبنا ونحن اطفال .نحن نتالم عندما نرى احفادنا وابناء جيراننا وقد اختفت البسمه عن وجوههم بالرغم من الايفون والتيلفونات الذكية التي يحملونها فلم يعد لهم اصدقاء سوى في الخيال. كنا نفرح بالملابس الجديدة التي يشترها اهلنا لنا بمناسبة عيد الاضحى المبارك فهي ملابس العيد ..اما اليوم.. كل يوم ملابس جديدة لا قيمة لها ونبدأ ننتظر من سوف يزورنا في الغد لمعايدتنا فهذا عمي وهذا خالي وهذا عم والدي وهذا ..الخ. المهم اننا نفرح بالعيديات ..التي كنا نجمعها من اهلنا وهي في العادة جنيهات قليلة ان لم تكن قروشا قليلة.. ولكنها تدخل البهجة الى قلوبنا..وتشعرنا ونحن اطفال انه يوجد لنا عائلة كبيرة واذا كبرنا في المستقبل فنحن سوف نعمل مثلهم ..ساق الله على الزمن الجميل في هذه الايام بدات زيارات العيد تختفي او اصبحت نادرة فالمعايدة اصبحت (بالمسج) او (الفيس بوك )اما خروف العيد ..فهذا نحبه ونجلب له الاكل قبل ان يذبح. فعند ذبحه تارة كنا نبكي حزنا عليه ..وتارة يقوم اهلنا بشرح لنا لماذ يجب ان نضحي كل عيد.. ويذكرون قصة (سيدنا ابراهيم) عليه السلام وكيف ان الله جلت قدرته ارسل اليه كبشا.. من السماء لذبحه في الاضحى .. طبعا كنا نسمع ولكن لا نفهم كثيرا فتعود الابتسامة لشفاهنا ونعود الى اللعب والمرح ببراءة الاطفال .كنا نخرج في الحارة حتى نتباهى امام ابناء جيراننا باننا نلبس الجديد والجميع يتنافس من ملابسه احلى ..؟احلام الطفولة بنطال جديد او حذاء جديد او عدة قروش عيديات كانت كفيلة بان نعيش يوما سعيدا.. انه يوم عيد الاضحى المبارك. وبعد ايام قليلة يعود الحجاج ..من عرفات فيتوافد الاهل والجيران للسلام عليهم وتهنئتهم بالحج وبالعودة بالسلامة ..ويبدأ عيد جديد.. فالايام كانت كلها اعياد. فعمي عاد من الحج فيهرع الجميع الي تهنئته بالحج وبعودته بالسلامه .وخالي خرج من المستشفى.. فيتسارع الاهل والاصدقاء للسلام عليه وتهنئته بنجاح العملية وخروجه من المستشفى بالسلامه.واخر عاد من السفر فالجميع يذهبون لزيارته مهنئين بسلامة العودة ..الخ. اما اليوم فصدق الشاعر العربي الكبير المتنبي عندما وصف العيد قائلا:-عيد باية حال عدت يا عيد بما مضى ام لأمر فيك تجديد وكانه يصف حالنا اليوم وما فيه من رعب وحزن فالعيد يمر مر السحاب كانه سحابة سوداء فوق رؤسنا فلا طعم له ولا رائحة فهو حزين..مثل باقي الامة العربية مملوءة بالحزن بدون ان تلبس ملابس سوداء اي ملابس الحداد.. فالحزن يملأ القلوب. الا ان الامام الشافعي رضى الله عنه اعاد البسمة الينا فقال:- ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج وهذا يبشر بالفرج.. وبان العيد القادم سوف يكون عيدا حقيقيا فلا قتال ولا تدمير ولا دماء باذن الله فقد قال تعالى في كتابه العزيز:- (الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) صدق الله العظيم . فالعيد القادم باذن الله سوف نصلي ونسمع تكبيرات العيد ونفرح كما يفرح ابناؤنا واحفادنا.جعلها الله بشرى لنا ولابناء المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.
Comments