اتفاق اوسلو الثاني..!
لقد غابت شمس الفدائيين عن ارض فلسطين.. بعد توقيع اتفاق (اوسلو) في السراديب المظلمة. وسطع بعدها قمر الذين يؤمنون بالتعاون مع اسرائيل فهم يقولون ان الاتفاق الامني مع اسرائيل شيء مقدس.. لا يجوز المساس به ونسمع عن مفاوضات او املاءات جرت خلال 3عقود بين السلطة الفلسطينية التي تم انشاؤها بمباركة اسرائيل.. بل وبتخطيطها . والحقيقة ان المفاوضات كانت تجري بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وتبلغ نتيجتها الى السلطه فقط . فاتفاق (اوسلو الاول ) هو من كلمات وانتاج واخراج اسرائيل .ونتحدى من يقول غير ذلك . بل كان الذين وافقوا عليه او وقعوا عليه في منتهى الجهل. ان عقيدتي ان الفلسطينيين (شعب جبار) من قديم الزمان بشهادة الكتب المقدسة سواء ما ورد في التوراة..او ما ورد في القران الكريم. اما (التوراة) فقد ورد فيها حرفيا ما يلي :- لما اطلق فرعون الشعب ان الله لم يهدهم الى ارض الفلسطينيين مع انها قريبة ..لئلا يندم الشعب اذا راوا حربا مع (الجبارين) فيرجعوا الى مصر فادار الله الشعب في طريق بحر سوف (البحر الاحمر)سفر الخروج. واما ما جاء في القران الكريم فهو ما يلي :- (واذ قال موسى لقومه ادخلوا الارض المقدسة..التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين.. قالوا يا موسى ان فيها قوما (جبارين) وانا لن ندخلها .) الفلسطينيون شعب جبار لا شك في ذلك ولكن المشكلة تكمن في القيادة فهو شعب من دون قيادة .ذلك ان تركيا كانت تحكم معظم البلاد العربية وهي تلبس (جلباب الخلافة) فلما هزمت تركيا في الحرب العالمية الاولى .انسحبت من فلسطين وتركتها بدون ملك او رئيس او قائد او زعيم.. فلم نجد رجلا يلتف الناس حوله ويقود سفينتهم الى بر الامان. فنحن في سفينة شراعها ممزق وفي بحر متلاطم الامواج ونقع بين مطرقة انتداب انجليزي غادر وبين سندان يهودي خبيث . لا نريد الغوص عميقا في تاريخ فلسطين فهو معروف لمعظم المتقفين ..ولكن نطمع في وجبة دسمة من الغذاء الروحي والتاريخي.. لعلها تنشطنا وتهدينا الى البوصلة الصحيحة لتحرير فلسطين اسرائيل اصبحت دولة قوية في الشرق الاوسط واعترف بها معظم دول العالم الغربية والشرقية بل وبعض الدول العربية.اصبح هذا من خلفنا ولكن هذا مر بصراع عنيف بين اليهود انفسهم.. من جهة ..وبين العرب (مسلمين ومسيحيين)اصحاب الارض من جهة ثانية . نظرة الى من رفضوا قيام دولة اسرائيل:- سنة 1982وضع بنسكر كتابا أسماه (التحرر الذاتي)رفض فيه ان تكون فلسطين الرقعة المختارة لان (شرطه) الا تكون الارض مشغولة يسكان بقطنونها اضافة الى (السامريين) الذين عارضوا انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وكذلك جماعة (ناطوري كارتا) والعلامة اينشتاين رفض اقامة كيان يهود في فلسطين. وهذا اصبح من خلفنا فالحركة الصهيونية اغتصبت جزءا غاليا من فلسطين واقامت فيه اسرائيل ووجدت قيادات فلسطينية تلهث خلف زعامة لها وثروة في الخيال تحت اسم (حل للقضية الفلسطينية) فوقعوا اتفاق اوسلوا المشؤوم سنة 1993 في واشنطن. وهو اتفاق للقادة ..وليس للشعب الفلسطيني فقد سمحت اسرائيل لهم بالعودة الى فلسطين بل ان بعضهم دخل فلسطين لاول مرة في حياته.. واصبحوا وزراء يحكمون الفلسطينيين ويتقاضون رواتب ضخمة.. وسيارات فارهة وشيدوا القصور وتركوا المخيمات الى الفلل والقصور كل بحسب حجمه.. وبمعنى ادق كل بحسب ما تطاله يده ..؟ ورحم الله الشهداء الابرار. لم تكتف اسرائيل بتوقيع اتفاق (اوسلو الاول) فكان لابد من (اوسلو الثاني) ولكن لا داعي للاعلان عنه..فالفرق الوحيد بينهما ان الاول كان علنيا ..اما الثاني فكان سريا .. فهو الخطة الجهنمية الاسرائلية لوضع القيود والاغلال في ايدي الفلسطينيين وهم خارج السجون.. يكفي الاتفاق مع زعماء فلسطين الجدد ..الذين لم نسمع لهم صوتا او صدى. ولا نعرف عنهم شيئا فقد انشقت الارض او نزلوا من السماء الله اعلم .الاتفاق الجديد يقضي بان تغرق اسرائيل الاسواق الفلسطينية بكل مواد الترفيه ثم التكنولوجيا من موبايلات وتلفزيونات واجهزة كمبيوتر ..الخ. واغمض الزعماء الجدد اعينهم فقد عاش الفلسطينيون وفي بيوتهم ثلاجات كهربائية وغسالات ومكيفات هواء ..الخ. وحنى تكتمل الخطة الجهنمية الاسرائلية وتصبح (اوسلو الثانية) حقيقة .فقد قامت البنوك الاسرائيلية والعربية باعطاء القروض.. بدون حدود لكل من يطلب..؟ حتى اصبح الجميع يلهث حتى يسدد القروض .والرئيس يضحك بابتسامة صفراء فقد اغدق الرواتب والمعاشات والمنح لكل من كان ينتمي الى احد المنظمات منذ ثلاثين عاما ..تصوروا رواتب طوال هذه الفترة لمجرد ان اسمه في احد المنظمات . وباختصار فقد نسوا الثورة واصبحوا مشغولين بسداد القروض وانقسمت فلسطين الى (دويلة رام الله) برئاسة فتح (ودويلة غزة) برئاسة حماس .وهكذا تم اختزال فلسطين بينن فتح وحماس .ربما تكون الحياة في غزة لا تطاق بسبب الحصار الاسرائيلي اما في الضفة الغربية فهم في الملذات غاطسون وخلف الاموال يلهثون. اما فلسطين وتحريرها فان من يفكر في ذلك يجد الشرطة الفلسطينية بانتظاره ..ومستقبله اما سجين او شهيد..! ووقعوا(اوسلو الثانية) حتى ننسى تحرير فلسطين الى الابد.وتحيا الوحدة العربية..!!
Comments