اسرائيل تحارب الضفة الغربية باغراقها بالقروض..؟
السلام مع اسرائيل عبارة عن كلمة لا معنى لها ولا روح فيها . فان اسرائيل تريد ان تطبق على الفلسطينيين ديمقراطية روما القديمة حيث كان الانتخاب والترشح للمجلس النيابي الي الرومان فقط اما باقي مواطني روما فهم مجرد عبيد ليس لهم اي حق . اي هناك مواطنون من الدرجة الاولى ومواطنون من الدرجة الثانية وحاولنا دائما ان نرفض هذا الاسلوب في التعايش بين الفلسطينيين والاسرائليينولكن بدون جدوى. طالب الفلسطينيون بابسط حقوقهم وهي الدولة الفلسطينية والتي تم الاتفاق عليها بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في اتفاق اوسلو الشهير وبالرغممن ان الفلسطينيين تنازلوا بغير وجه حق عن 79% من ارض فلسطين الي اسرائيل واكتفوا بالحصول على دولة فلسطينية في 21% من ارضفلسطين التاريخية جزء منها في الضفة الغربية والجزء الثاني في قطاع غزة . الا ان المفاوضات التي جرت بين الفلسطينيين واسرائيل في كل مكان في الكرة الارضيةاثبتت انها مفاوضات عبثية وكل العالم يعرف ذلك فان( اسحق شامير) رئيس وزراء اسرائيل زمن انعاد (مؤتمر مدريد) للسلام سنة 1990قال قولته المشهورة :- (سوف نجعل المفاوضات مع الفلسطينيين عشر سنوات ) . ثم جاء (شمعون بيريز) الذي قاد المفاوضات وقال قولا عجيبا هو:- ( ان المفاوضات مثل لعبة القفز على الحواجز فمن يتوقف عن القفز يخسر المباراة ) . وكانه يريد الفلسطينيين ان يستمروا في المفاوضات مدى الحياة.من هنا كان الخلاف مع اسرائيل في نهج المفاوضات العبثية فهي مضيعة للوقت ولا تريد اسرائيل ان تتخلى عن اي جزء من ارض فلسطين فهي تعيش في وسط الخرافات التوراتية التي كتبها حاخامات اليهود بايديهم ونسبوها الي السماء كذبا وزورا .وما زالت في احلام (الوعد الالهي)(وشعب الله المختار) .فاحضرت الجنرال الامريكي دايتون ليتولى شؤون الشرطة الفلسطينية ويحقق سياجا امنيا لاسرائيل من الشرطة الفلسطينية .ولكن الفصائل الفلسطينية استعدت للمعركة مع اسرائيل ايمانا منها . بان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ..فعملوا بالمنهج الذي جاء به القران الكريم حيث قال تعالى:- (واعدوا لهم ما استطعتم من قوةومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللهوعدوكم¸) فاستطاعت الفصائل الفلسطينية المسلحة من الصمود في وجه الاعتداءات الاسرائلية المتكررة على غزة في سنة 2008 وفي عدوان سنة 2012 وفي عدوان سنة 2014 بالرغم من الترسانة العسكرية الضخمة لدى اسرائيل.من الاسلحة الامريكية المتطورة التي تتدفق على اسرائيل في شكل منح وهدايا بدون مقابل. الشعب الفلسطيني هو شعب واحد وليس شعبين بالرغم من انه يعيش انقساما حادا لظروف سيئة انتهت واصبحت من الماضي فهو يعيش في دولتين (دولة رام الله) عاصمة للضفة الغربية (ودولة غزة) .ورغبة من الدول العربية الشقيقة على مصالحة الفلسطينيين فقد حاولت الدول العربية مشكورة بمحاولة الصلح وجرت اول مصالحة في المملكة العربية السعودية ثم في اليمن ثم في القاهرة ثم في غزة واخيرا في القاهرة . والان جرت مصالحة جديدة في القاهرة ويبدو انها جدية بجهود المخابرات المصرية حيث تم الاتفاق على الغاء اللجنة الادارية التي كانت بمثابة الوزارة في غزة ثم دعوة حكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد رامي الحمد الله لاستلام السطة في غزة واخيرا تسليم جميع المعابر الفلسطينية التي بين غزة واسرائيل ومع مصروهو معبر رفح الي الحرس الرئاسي.وفعلا تم تنفيذ المطالب الثلاثة وبعدها تم توقيع المصالحة بين الفلسطينيين في القاهرة برعاية المخابرات المصرية بتاريخ 12/10/2017 . احتفل الفلسطينيون بهذه المصالحة خاصة( ابناء غزة)ودخل الجميع في عرس الوحدة بعد انفصال استمر اكثر من عشر سنوات..وانتظر اهل غزة الغاء العقوبات التي فرضت على المواطنين في غزة وهي اعادة الكهرباء الي محطة غزة والغاء اقتطاع ثلث رواتب الموظفين واعادة الرواتب الي اهل الشهداء والي اهل الاسرى واعادة الموظفين الذين تمت احالتهم على التقاعد المبكر..واهم من هذا كله شوق اهالي غزة الي فتح (معبر رفح) فهو الرئة التي يتنفسون منها بعد ان تم الاتفاق والمصالحة استلمت السلطة الوطنية الفلسطينية معبر رفح فعلا وتم فتحه مؤقتا . يهمنا في هذا المقال ان نكتب بدموع القلب بعد ان جفت دموع العين نكتب فهل من المتصور ان تحارب اسرائيل اهل غزة حربا اقتصادية من خلال البنوك..؟ لقد اتبعت اسرائيل السياسة الاستعمارية القديمة الجديدة وهي فرق تسد ففرقت بين الضفة الغربية ..وبين غزة . التي اجبرت على سحب قواتها منها .اسرائيلوقعت اهل الضفة الغربية ما نعتبره (اوسلو رقم اثنين) فقد اغرقت اهلنا في الضفة الغربية بالقروض البنكية ..وهي طريقة اليهود منذ القدم فاليهود ملوك البنوك في العالم فقد امرت البنوكالاسرائلية والبنوك الفلسطينية في الضفة الغربية باعطاء قروض وتسهيلات بنكية بمختلف الطرق وبدون قيود او فوائد مرهقة او ضمانت ضخمة بل جعلت اهل الضفة الغربية مكبلينبالديون طوال العمر بقروض بنكية بحيث لا يثوروا عليها ولا يخالفوا الانهار الاسرائلية المتدفقة بالاموال بسهولة ويسر. وتاكيدا لذلك فقد اعلنت سلطة النقد الفلسطينية من رام الله ان اجمالي القروض التي حصل عليها المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية هو مبلغ 4,750اربعه مليار وسبعمائة مليون دولار امريكي ..بينما مجموع القروض البنكية والتسهيلات المصرفية التي حصل عليها سكان غزة من البنوك الفلسطينيه هو( مبلغ 664) ستمائة واربعة وستين مليون دولار امريكي فقط . ارقام فلكية في الضفة الغربية ..تصل الي المليارات من الدولارات بينما غزة محرومة من هذا الترف .الفرق الضخم بين حجم القروض للضفة الغربية وما حصل عليه اهل غزة. انها الحرب الاقتصادية ..ذات النتيجة الخفية ..؟ فقد جعلتاسرائيل اهل الضفة يعيشون في ترف لا مثيل له . فكل بيت فيه جميع وسائل الراحة والاجهزة الكهربائية من غسالات وثلاجات ومكيفات هواء ودفايات كهربائية واجهزة تييلفزون كمبيوتر بل كل بيت يملك صاحبه سيارةجديدة وان كانت في معظمها قروض بنكية .بينما حرم هذا على ابناء غزة ..المحرومون من الكهرباء.. وتعليقا على هذا الوضع الشاذ الذي يصل الي درجة التفرقة العنصرية فقد علق الخبير الاقتصادي الفلسطيني الدكتور نائل موسى قائلا:- ارقام القروض الففلكية من البنوك الفلسطينية الي المواطنين في الضفة الغربية هو امر طبيعي لان السواد الاعظم من موظفي السلطة الفلسطينية ورجال الشرطة الفلسطينية والقيادات الفلسطينية من قيادات الصف الاولمقيمون في الضفة الغربية بحسب ولادتهم او وظيفتهم وهم المبشرون بالجنة ..فلهم الحق في طلب القروض البنكية بضمانات تكاد تكون رمزية ..مما جعل اهل الضة الغربية يعيشون في ثراء افضل من سكان (غزة)الذين يخيم عليهم الفقر. وليس سرا ان اسرائيل (تكره غزة) منذ القدم.. لدرجة انه ورد في التوراة :- (يا غزة انت محرومة من رحمة الرب) فهي(تحارب غزة) اقتصاديا لدرجة منع المؤسسات المالية الكبرى من فتح فروع لها في غزة. وقد اجاب الخبير الاقتصادي الفلسطيني الدكتور (نائل موسى) على سؤال هام وهو هل كان بامكان (حكومة السيد رامي الحمد الله )ان تقلص الفارق الضخم في التدفقات النقدية بين الضفة الغربية وغزة..؟ قال نعم ..حكومة السيد الحمد الله ..هي حكومة وحدة وطنية وبامكانها تقليص هذا الفارق الا انها امتنعت لاسباب معروفة للجميع . وقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني الدكتور (امين ابو عيشه) ما يلي:- القروض البنكية والتسهيلات المصرفية تعطى في الغالب نتيجة للانقسام الفلسطيني مما سهل على( اسرائيل)تحقيق ما تريد .فهي في الضفه الغربية اضعاف اضعاف القروض الموجودة في غزة ..واكد انه بدون وحدة حقيقية بين الضفة الغربية وقطاع غزة سوف يظل الفارق كبيرا فيما يحصل عليه اهل غزة .واشار الدكتور ابو عيشه الي انحسار الاستثمار في غزة فليس من المعقول ان يصبح انتاج غزة لا يزيد عن 10% عشرة المئة من اجمالي الناتج الفلسطيني واجاب سيادته عما اذا كانت حكومة السيد رامي الحمدالله تستطيع تقديم شيء الي غزة لتقليص الفارق بين الضفة الغربية وغزة ..؟ فاجاب نعم يجب على حكومة الوحدة الوطنية ان تشجع الاستثمار في غزة كما انه ضرورة الاعفاء الضريبي الضخمعلى المنتجات من غزة بحيث تكون المعدلات متساوية. هل تصدق ان الدخل السنوي للفرد في الضفة الغربية هو23000 ثلاثة وعشرين الف دولار سنويا بينما دخل الفرد السنوي في غزة هو 700 سبعمائة دولار فقط ..! هذه سياسة اسرائيل النقدية فالعدو عدو وان طال زمانه فالحقد في صدره مدفون ..!
Comments