سفيان صالح راغب الشوا وأسرته سفيان صالح راغب الشوا وأسرته.. هم غصن وارف من شجرة عائلة الشوا التي امتدت فروعها الي معظم أنحاء المعمورة. فهي شجرة مباركة. ولد سفيان في مدينة (غزة) مسقط راس والده وأجداده. ولدت في محلة الشجاعية وهي أرقي أحياء غزة في ذلك الزمان.. ويبدو أن يوم مولدي كان مدعاة للفرح فعندما رات عيني النور ملأت الزغاريد البيت معلنة عن قدوم مولود جديد لعائلتي. ولقد كان الجميع يبتهل الي الله بالدعاء حتى يعيش هذا المولود. فقد رزق الله والدي ثلاثة أطفال من قبلي ألا انهم جميعا كانوا يموتون بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من ولادتهم رحمهم الله. وهذا كان سر الدعاء لي بالبقاء وقد تحول الي عمل من أجلى ولكن كل واحد عمل بطريقته الخاصة. فقد أخذني جيراننا وهو الدكتور فيكتور قفه الي الخوري (القسيس) الذي قام بتعميدي بحسب التعاليم المسيحية واهدوني صليبا ذهبيا. وذهب عمي عبد العزيز رحمه الله الي بئر السبع واشترى لي سلحفاة برية كبيرة لينام المولود الجديد حتى يعيش وكانت سريري في طفولتي.. أنها عادات وتقاليد واعتقادات تعتبر من حضارة الشعوب. وهكذا ولدت بين محبة الأهل والأصدقاء والجيران. ولدت (سنة 1939) في الشجاعية وانتقلت الأسرة الي حي الرمال سنة 1941. حياتي قطار سريع مليء بالسعادة ولا يخلوا من الأوقات الصعبة.. كان مولدي مبعث سرور لوالدي رحمهما الله فقد كان والدي أحد رجال العائلة يتمتع باحترام ومحة الجميع رحمه الله رحمة واسعة. أما والدتي فقد كانت سيدة اجتماعية مثقفة ومحبوبة من الجميع لدرجة أن التلفزيون الإسرائيلي أجري معا لقاءا باعتبارها سيدة من بين عشر سيدات هن وجوه السيدات في غزة. ربتني بحنانها وشخصيتها القوية والمحببة رحمها الله. بدأت حياتي الدراسية في مدرسة C.M.S. وهي روضه تابعة للمستشفى الإنجليزي في (غزة) وأكملت دراستي الثانوية في مدارس (غزة) وكانت حياتي عادية التحقت بفريق كشافة نادي غزة الرياضي. كانت الأحزاب السياسية في طور التكوين والنشاط محموما للغاية فانتسبت الي الإخوان المسلمين ثم اشتد عودي واشتد أيماني بالله فانتقلت الي الطائفة الصوفية.. وهكذا فقد نشأت في بيئة دينية كان لها أكبر الأثر في حياتي …كنت أحب الحقوق وانا في المدرسة وأكملت دراستي الجامعية في (جامعة القاهرة) كلية الحقوق. وأثناء دراستي الجامعية التقيت بالعديد من الطلبة الفلسطينيين من غزة ومن الضفة الغربية في رابطة الطلاب الفلسطيني وفي سنة 1960 انتخبت (رئيسا لاتحاد طلاب فلسطين) في القاهرة. كانت حياتي الجامعية عادية ليس فيها ما يثير سوى انتخابي رئيسا لاتحاد طلبة فلسطين وحصولي على الميدالية الذهبية في الخطابة في المهرجان الثقافي الذي أقامته الجامعة في السنة الأخيرة للدراسة. وأعجبت بالزعيم الخالد الرئيس جمال عبد الناصر. وتحولت الي (ناصري) بالرغم من تربيتي الدينية.. عدت الي غزة وانا سعيد بأنهاء الجامعة وتقدمت الي وظيفة وكيل نيابة خاصة وان تقيري هو تقدير جيد ولكني انتظرت 7 شهور بدون أن يصدر قرار تعييني. ولكني علمت أنى من (عائلة الشوا) وهذا سد اعلى من جبال هملايا ليس من السهل تجاوزه فقد كانت الإدارة المصرية في غزة على خلاف مع عائلتي.. بحجة أننا (هاشميون) ونؤيد جلالة الملك حسين في ضم غزة الي الأردن.. بالرغم من إنني اعلم أن جلالته لديه ما يكفيه من المتاعب. فسافرت الي الكويت لحين صدور قرار تعييني وكيلا للنائب العام ومضى 29 سنه في الكويت ولم يصدر القرار اللعين. بدأت حياتي في الكويت بالاشتغال في شركة نفط ألا أن شخصيتي لم تؤمن يوما بالوظيفة.. وتلقي الأوامر من المدير العام.. فاعتقادي أن الوظيفة تقضي على طموحي في الحياة.. فانا لم أخلق للوظيفة وتذكرت قول الشاعر التونسي العظيم الشابي: – ومن لم يرم صعود الجبال يبقى ابد الدهر بين الحفر فاخترت صعود الجبال وقدمت استقالتي.. وقررت الاشتغال بالمحاماة التي درستها وحصلت على ترخيص بفتح مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية.. (باسمي الشخصي). وكان من رضى الله أولا ورضاء والدي علي رحمهما الله ..أن توفقت في عملي وبعد سنتين فقط طلب مني الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح وزير الديوان الأميري أن أكون محاميا ومستشارا له ..فوافقت وشكرته وكان بداية معرفتي بالعائلة الحاكمة في الكويت الي أن أصبحت محاميا ومستشارا لصاحب السمو (أمير الكويت) .من فضل الله بزغ اسمي في سماء الكويت ..واشكر المولى على نعمته فقد عشت أنا وزوجتي وأبنائي في ثراء نشكر المولى عليه .ثم أسست شركة للمقاولات كان لها اثر كبير على حياتي فاصبح لي علاقات تجارية مع كبرى الشركات العالمية وأصبحت وكيلا لشركات عالميه وعلى صداقات كثيره مع الأوروبيين.. فان الاشتغال بالتجارة مد جسور علاقات شخصية مع أوروبا وأمريكا .أما المحاماة والاستشارات القانونية فقد فتحت الطريق أمامي لمعرفي كبار رجال الكويت ..ثم انطلقت (الثورة الفلسطينية )سنة 1965 وكان من الطبيعي أن أكون ملتصقا بها بل كنت صوتا قويا مدافعا عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية بدءا من مؤتمر هلسنكي سنة 1970 ومؤتمري بيروت سنة 2002 .وأخر المؤتمرات كان في عمان سنة 2006وكان لي شرف دعوة الجمعية العامة للمحامين العرب أي جميع المحامين المشتركين وعددهم 500 محامي ..على تناول الغذاء في (مطاعم جبري) على حسابي الخاص وهم من جميع الدول العربية . فكان يشرفني أن أكون مناضلا بما أستطيع أن أقدمه بالكلمة أو باي شيء أخر فحضرت كثيرا من المؤتمرات الدولية. خاصة مؤتمرات المحامين الديمقراطيين العالمي.. ممثلا لحركة فتح. كانت تربطني بجميع القيادات السياسية.. علاقة ود وصداقه خاصة وان معظمهم من غزة أو من الأصدقاء في جامعة القاهرة. لا إنني لم أتفرغ للعمل الفدائي. ويبدو أن إسرائيل كانت متابعة لحركاتي فكانت ترفض إعطائي لم شمل وفوجئت في أثناء احدى زياراتي الي غزة لرؤية والدي ووالدتي وأهلي سنة 1972 حيث أخذوني الي (تل أبيب) رغما عني لمقابلة (رئيس الموساد) لمدة ثلاثة أيام متتالية ولكني رفضت الوطن البديل. ولقد ذكرت تفاصيل هذا اللقاء في الكتاب الذي أصدرته واسمه (مستقبل السلام في الأرض المقدسة) كانت رحلة حياتي في الكويت مرحلة جميلة في حياتي مع سطر أو سطرين مؤلمين في تاريخ وجودي. هناك الذي استمر 29 سنة. الحياة في الكويت تركت بصمات مميزة في حياتي فانا عنيف منذ صغري في مواقفي وفي مقالاتي. وفي الندوات السياسية. فانا فلسطيني ارفض الاحتلال الإسرائيلي مهما ابتعدت عن وطني صحيح عشت حياة رغدة.. ولكن قلبي دائما مع الإلام الفلسطينيين. تركت الكويت مع كل ذكرياتي الجميلة هناك فقد قضيت زهرة شبابي في الكويت وهي عزيزة على. العودة الي الأردن: – في سنة 1990 عدت من الكويت الي عمان بسبب الغزو العراقي للكويت واستقبلوني الأخوة في عمان استقبالا ممتازا فقررت الإقامة هنا. سنة 1994 نزلت الي غزة وبذات أنا وأخواني في بناء (برج الشوا) وكان اعلى برج في غزة مؤلف من 15 طابقا وعدت الي عمان وفوجئت بالنشاط السياسي الكبير هنا خاصة مع الفلسطينيين القادمين من الكويت فأسسنا (المجلس القيادي المؤقت) وكنا على علاقات ممتازة مع شرائح مختلفة من الفلسطينيين وفي سنة 1999 قررنا تشكيل حكومة فلسطينية بديلة للسلطة الفلسطينية.. واختارني الإخوان في القيادة لكي أكون (رئيسا للحكومة).. نظرا لما لمسوه فيمن مقومات.. إضافة لهول الفساد في السلطة. وقامت الصحف بنشر الخبر فجأة مما أحدث ضجة كبرى ثم تصالحت مع الرئيس عرفات.. وانتهت ازمه الحكومة الفلسطينية البديلة للسلطة. بوعد مني بعدم تشكيل حكومة في حياة عرفات.. ألا إذا تخلى عن القدس. فيكون فراق بيننا. كنت نشيطا جدا في الكتابة في الصحف وفي حضور الندوات السياسية وفي عمل الندوات أيضا ثم بدأت مرحلة تأليف الكتب. فالفت أربع كتب سياسية أولها (مستقبل السلام في الأرض المقدسة) ووجهت نقدا لاذعا الي اتفاق (أوسلو) فهي وهم بالنصر أن لم تكن خيانة للقضية الفلسطينية وكتبت راي في أن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لا يملك الحق بالتنازل عن 93% من ارض فسطين للإسرائيل. ثم الفت كتابي الثاني وهو (المساجد تعانق الكنائس) وكتب المقدمة مطران الطائفة الأرثوذكسية في الأردن المطران (سيلفيس الفار) رحمه الله وتكلمت فيه عن الأخوة الإسلامية المسيحية وكيفية تلاقي الديانتين تاريخيا وهو كتاب يدخل في نطاق حوار الأديان.. وأما كتابي الثالث فكان عن القنبلة الإسرائيلية الجديدة وهي: – (هيكل سليمان بين الحقيقة والخيال) وهو كتاب ثقافي تاريخي ديني. سياسي فهيكل سليمان والحضارة اليهودية وشعب الله المختار وارض الميعاد.. الخ. من الأساطير والخرافات اليهودية كان لابد من تعريتها وأثبات الحقيقة لمن يريد أن يعرف. والكتاب الرابع الذي الفته هو (عائلة الشوا في التاريخ) واضح من عنوانه انه كتاب سياسي عائلي.. فقد تعرضت فيه للعلاقة المتينة بين الأسرة الهاشمية وعائلة الشوا.. منذ زمن المغفور له الشريف حسين بن علي ثم المغفور له الجد المؤسس الملك عبد الله ثم المغفور له جلالة الملك الحسين المعظم ووصلت العلاقة الي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين. إضافة الي شجرة لعائلة الشوا وبحث عن أصل عائلتنا وعن سبب اختيار اسمنا. أنا شخصيا أحب صلة القرابة ويسعدني أن أتمسك بعائلتي.. وأقربائي.. فهذا فيه مرضاة لله جل شانه. ومحبة الأهل وهذا كنز. عشت حياة هانئة بعيدا عن السياسة.. وتعقيداتها واشتريت مزرعة فيها 1000 شجرة زيتون في (الرمان) وفي المساء اكتب مقالات سياسية وثقافية فانا أحب الكتابة خاصة وان الصحف العالمية تنشر مقالاتي.. وفجأة استلمت (لم شمل) من إسرائيل بدون طلب …؟ وكان هذا محل سرور ألا انه اثأر الشك في نفسي فماذا حصل …؟ المهم أنى ذهبت الي غزة حصلت على هوية فلسطينية.. وجواز سفر فلسطيني لم استعمله. كنت سعيدا عندما بنيت (مسجدا) لوجه الله تعالى فهو باسم والدي (مسجد الحاج صالح الشوا) رحمه الله في جرش.. في الأردن من طابقين. وقمت بأداء فريضة الحج والحمد لله وانا اسعد ما أكون عندما أقيم سنويا (حفلات للطلبة للناجحين) في الثانوية العامة من أبناء عائلة الشوا. في غزة وأقدم هدية نقدية.. لكل واحد منهم وهذا من حبي لعائلتي.. الذين يبادلوني نفس الشعوران أحب السفر كثيرا فقد سافرت الي معظم البلاد العربية ثم زرت معظم البلاد الأوروبية وسافرت الي جنوب شرق أسيا.. كانت بعض رحلاتي من اجل العمل والغالبية لقضاء وقت للراحة والسياحة. الحمد لله تزوجت سيدة فاضلة هي ابنة عمي وأنجبت ولدين وبنتين وهم بؤرة عيني ونور حياتي.. والكنز الذي في قلبي. وسوف أتكلم بالتفصيل في الموقع المناسب بأذن الله. اللهم اغفر لي ذنوبي وأشفينني من مرضي واحفظ أبنائي وبناتي وأحفادي من كل مكروه يا رب العالمين. عمان –الأردن في 20/10/2015
Comments