الاكراد والحشد الشعبي ..اهم العقبات.. قبل تحريرالموصل
معركة الموصل هي( ام المعارك) بدون ادنى شك فهي اخر قلاع الدولة الاسلامية في العراق ..واذا خسرتها لا يعلم ماذا سوف يحدث الا الله ..جل شانه .
لا يخفى على احد ان قوات حركة داعش او (الدولة الاسلامية )هزمت الجيش العراقي واحتلت مدينة(الموصل) قيل سنتين وانها استولت على معدات فرقتين عراقيتين من السلاح والدبابات والذخائر..الخ. كما انها استولت على الذهب الموجود في البنك المركزي في الموصل اضافة الي الاموال الموجودة في نفس البنك.
ومن البديهي ان الجيش العراق مشتاق لتحرير ارض العراق ورد اعتباره خاصة بعد ات تم بناء الجيش العراقي على اسس حديثة.. بعيدة عن (الطائفية) البغيضة التي كانت في عهد (نوري المالكي) رئيس الوزراء العراقي الاسبق. وبدأت الاستعدادت لتحرير الموصل .
ومن المؤلم قيام بعض الدول الاقليمية.. والدول العظمى بخلق عقبات في طريق الجيش العراقي .فقد حاولت بعض الميليشيات ان تسرق النصر قبل ان يتحقق..اي اختلفوا على تقسيم( جلد الدب) قبل اصطياده .. وعلى اي حال هذه هي اهم العقبات وان لم تكن كلها وهي :-
اولا:- تطلب الحكومة العراقية من سكان (الموصل) مغادرة منازلهم ومغادرة المدينة حفاظا على سلامتهم .
ويتساءل اهل الموصل الي اين نذهب ..؟ هل الحكومة العراقية اعدت مساكن مؤقتة الي 3 ملايين نسمه هم سكن الموصل..؟ ومن جهة ثانية فماذا يضمن لهم الامن..؟ فان تجربة معركة مدينة (الفلوجة ) ما زالت في الذاكرة .
حيث خرج المدنيون تلبية لطلب الحكومة العراقية الا ان كثيرا منهم اختطف وبعضهم قتل واخرين عذبوا وكله امام الشاشات الفضائية ..والجميع يعلم من الذي قام بهذه الاعمال القذرة..ضد العراقيين المدنيين.
ثانيا :- سوف نتكلم بصراحة اكثر.. فالعقبة الكأداء هي ميليشيات (الحشد الشعبي) سيئة السمعة ..لافعالهم السابقة ضد العراقيين السنة.. فليس سرا ان بعض المسؤلين في (ايران) يتدخلون في مفاصل العراق..وفرضوا نفوذهم وهذا ظاهر بالعين المجردة.
المشكلة انهم فرضوا ميليشيا (الحشد الشعبي)احد اصابعهم وهي تتصرف بروح طائغية ومذهبية مكروهة..بغيضة .. ضد اهل السنة في العراق .
بالرغم من اننا نؤمن بانه لا فرق بين المسلم السني والشيعي.. فكلنا مسلمون .مما دعا اهل الموصل ..وقوات العشائر وبعض قادة الجيش العراقي.. يطالبون بعدم مشاركة ميليشيا الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل..الا ان رئيس الوزراء العراقي يقع تحت ضغط كبير لاشراك قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل وهذه اول عقبة.
ثالثا:- عقبة جديدو اقامها الدكتور (حيدر العبادي) رئيس وزراء العراق فقد اراد حل تلك المشكلة فدمج ميليشيات الحشد الشعبي مع قوات الجيش العراقي..واصبح كالمستجير بالرمضاء من النار.. واصبحت هذه الميليشيا جزءامن الجيش العراقي تتسلح مثله وتتلقى تعليماتها من الدكتور العبادي شخصيا فقط ولا تتلقي تعليمات من اي جهة اخرى .وان كانت بعض الاصوات السنية ..غير مقتنعة بهذا الحل .
رابعا :- عدم تجانس القوات المهاجمة فهي تتكون من الجيش العراقي وقوات العشائر وقوات الحشد الشعبي والقوات الكردية (البشمرجه)والغطاء الجوي من الولايات المتحدة والتحالف الدولي هذا يصعب تلقيه اوامر من قيادة واحدة فلا توجد (قيادة موحدة) مما يؤثر بالتاكيد على حسم المعركة.
خامسا :-امريكا موقفها ملون في هذه المعركة فهي تارة ترسل 400 جندي امريكي للقتال في معركة تحرير الموصل ولكنها في نفس الوقت خلقت عقبة جديدة في طريق الجيش العراقي.. لتحرير الموصل..؟
مما يشكك في صدق الموقف الامريكي.في العراق.. فالولايات المتحده تبذل جهودا لتحرير الموصل قبل نهاية حكم( اوباما )وفي الوقت نفسه تضع العراقيل امام تحرير الموصل..؟ ففي الاسبوع الماضي اتفقت الولايات المتحدة الامريكية مع الاكراد في اقليم( كردستان) على ان تشترك القوات الكردية (البشمرجه)في تحرير الموصل ووقعت اتفاقا منفردا مع الاكراد تدفع بموجبه (451) مليون دولار امريكي الي الاكراد .. بدون موافقة الحكومة العراقية المركزية في (بغداد) بل بدون علمها .مما جعل الاكراد ياخذون موقفا متناقضا بل معارضا لبغداد مما يعيق تحرير الموصل قبل ايجاد حل له.
سادسا :- اطماع الاكراد في ضم بعض اراضي الموصل الي اقليم كردستان..معروفة للجميع ..وهي اهم العراقيل التي يمكن وصفها بالسد العالي . فان الحكومة العراقية لم تمانع في اشراك القوات الكردية في تحرير الموصل بل انها طلبت ذلك رسميا من الاكراد .ولكنها اشترطت ان تنسحب (البشمرجه) الي اقليم كردستان ..بعد انتهاء تحرير الموصل.. ولكن سمعنا الناطق الرسمي باسم كردستان وهو يرفض هذا الشرط ..بل اعتبره شرطا مهينا الي الاكراد فان تحرير الموصل حق بل هو واجب على كل عراقي والاكراد عراقيون.ولم يكتف الاكراد بهذا الموقف بل زادوه تعقيدا فقد صرح الرئيس مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان ان المناطق المتنازع عليها معروفة للجميع فاذا حررنا جزءا منها سوف نضمه الي اقليم كردستان . ونشب خلاف بين( بغداد) (واربيل) الا ان الشيطان يدخل دائما في تفاصيل الاتفاقات. وهذا ما حدث فبغداد لم تكن طرفا في الاتفاق الامريكي الكردي ولم تعلم تفاصيله ..مما اذى الي خلق عقبة بصعب حلها . فاذا دخلت (البشمرجة) الموصل فهي لن تنسحب وبغداد ترفض ضم اراضي الموصل (الغنية بالنفط والغاز) الي اقليم كردستان ..ولا ندري كيف سوف يتم حلها.
سابعا :- مستقبل الموصل تكون مدينة محررة من الدولة الاسلامية او يكون مصيرها مثل مدينة الفلوجة ..؟ اي بدلا من مدينة محرره تصبح مدينة مدمرة. فالقصف الصاروخي والمدفعي من الدبابات والمدافع والقصف من الطائرات سوف يكون عشوائيا وبالتالي فلا يوجد مستقبل الا للموصل (مدمره )مما يجعل القادة العراقيين يدرسون الوضع بهدوء فهل هم امام تحرير العراق ام تدميره ..؟ خاصة وان رجال الدولة الاسلامية هم بين المواطنين مما يجعل ضربهم مستحيلا بدون اي اخطاء تقتل المواطنين العراقيين انفسهم.
ثامنا:- تكلمنا عن العقبات خارج( الموصل) اما العقبات داخلها فهي اشد واقوى فان جنود الدولة الاسلامية..مدربون جيدا ومسلحون جيدا وعقيدتهم الشهادة ..ولقد استعدوا لهذه المعركة جيدا.. ولقد حفروا (الانفاق) في كل الموصل مما يجعل قصفهم من الجو شبه مستحيل وبدون اي ضرر حقيقي.. وهم يستطيعون التنقل بسهولة تحت الارض ويفتحون الجبهات في كل اتجاه اضافة الي الالغام والسيارت المفخخة ولا نعلم ماذا في جعبتهم .. خاصة وان (الموصل) اخر معقل لهم في العراق فاذا فقدوه معناه( طردهم نهائيا)من العراق.مما يجعلهم يستميتون في الدفاع عن الموصل وبالتالي نتوقع ان تكون المعركة شرسةوصعبة ولا تحسم في ساعات او ايام بل اطول من ذلك .. ولا نتصور افاق المعركة.. فاذا اصبحت المعركة (دينية) فانها تخرج من يد المقاتلين وتصبح بيد (السماء) لان المعارك العادية قد تنتهي بهزيمة احد الفريقين.. وقد يكون هناك مجال للصلح او الهدنه.. اما (الحرب الدينية ) فلا مجال فيها للصلح او الهدنة.. فهي اما النصر واما الشهادة .ونصبح امام قوله تعالى:-( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة.. يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في.. التوراة والانجيل والقران.. ومن اوفى بعهده من الله) .صدق الله العظيم
يا رب رحمتك...!!
Comments