الثورة العربية الكبرى.. بداية للوحدة العربية
فكرة الوحدة العربية بين البلاد العربية قديمة قدم التاريخ واول وحدة عربية حصلت بفضل الاسلام فان الوحدة العربية من ناحية فكرية هي باقية بوجود الانسان على مر العصور وتختلف الافكار بحسب تغير الزمان فالعمود الفقري للوحدة العربية هو:- قيام دولة عربية من المجيط الاطلسي الى الخليج العربي دولة واحدة قوية اقتصاديا وعلميا وعسكريا تكون دولة مدنية في بنيانها وتراعي العدالة الاجتماعية بين مواطنيها .وعادت فكرة الدولة العربية الموحدة التي تضم الاراضي العربية الى الظهور مجددا في بداية القرن التاسع عشراي في بداية الحرب العالمية الاولة سنة 1916 نظرا لزيادة التتريك في العالم العربي وزيادة بطش الاتراك في الشباب العرب الذين كانوا ينادون بالاستقلال عن الاستعمار التركي .وتلبية لهذا المطلب اعلن (الشريف حسين بن على) رحمه الله (الثورة العربية الكبرى) .الشريف حسين بن على شريف مكة وكان زعيما للعالم العربي بدون منازع فهو شريف مكة ومكانته بين العرب عالىة فهو ياتي بعد سلطان القسطنينية مباشرة فكان الملك غير المتوج للعالم العربي (والشريف ليست لقبا يسبغ )وليست (وساما يعلق على الصدر) فهو اعمق من ذلك. فعندما اطلق الرصاصة الاولى من شرفة قصره في مكة المكرمة ايذانا ببدء الثورة على الحكم العثماني بعد ازدياد عمليات التتريك وقيام جمال باشا الملقب (بالسفاح)بالبطش بالعرب خاصة الشباب وعلق الكثير منهم على اعواد المشانق في ساحات دمشق وفي ساحات بيروت فانتشرت الجمعيات السرية العربية مثل جمعية (العروة الوثقى ) واصبحت الوحدة العربية حلما يراود العرب في كل مكان .فاندفعوا مؤيدين للشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى ضد الظلم التركي .خاصة وان العالم العربي فيه (كل المميزات للدولة الواحدة )فان الشعب العربي له مميزات واحدة مثله مثل باقي الشعوب ..والبلاد العربية فيها كل مقومات الدولة الواحدة القوية.. ففيها الانهار الكبيرة .وفيها المناخ متعدد الفصول .ولا يوجد فيها حواجز طبيعية .والثروة الطبيعية متوفرة فوق الارض وتحت الارض.فالارض صالحة للزراعة وتغطي طلبات الامة العربية كلها وتحت الارض توجد الثروة الطبيعية مثل النفط والذهب والفوسفات ..الخ. وانطلاقا من مباديء الثورة على الحكم العثماني وطلب العرب الاستقلال والوحدة فارسل الشريف حسين نجله (فيصل) على راس جيش الى دمشق حيث استقبل احسن استقبال ونودي به ملكا على سورية الا ان الفرنسيين تدخلوا ضده واجبروه على مغادرة سوريا فذهب الى بغداد حيث اصبح (ملكا على العراق)وسمي الملك فيصل الاول ثم ارسل الشريف حسين نجله الثاني (عبد الله بن الحسين)الى شرق الاردن على راس جيش لمحاربة الاتراك حيث استقبل استقبالا جماهيريا حارا واصبح (ملكا على الاردن).والحقيقة ان بريطانيا كانت شريكا في الحرب العالمية الاولى ضد تركيا والعرب يريدون التخلص من الاستعمار التركي الذي سيطر على العالم العربي تحت جلباب الخلافة فكان خليفة المسلمين في اسطنبول من هنا تلاقت مصلحة الطرفين العرب والانجليز في محاربة تركيا .بريطانيا وجدتها فرصة ذهبية فشجعت العرب على محاربة تركيا وايدت مطلبهم في (الوحدة والاستقلال) بحسب مراسلات حسين مكماهون بل وعدت الشريف حسين بان يكون ملكا على العرب .ولكن الاستعمار بخبثه ودهائه (تنصل من كل وعوده) للعرب بل قامت بريطانيا وفرنسا بعد هزيمة تركيا بتقسيم العالم العربي بحسب اتفاقية (سايكس – بيكو ) واحتلت بريطانيا وفرنسا العالم العربي وقامت بريطانيا بنفي الشريف حسين الى قبرص حيث توفي هناك ودفن في (القدس الشريف) رحمه الله .وبالرغم من قسوة الاستعمار الا ان حلم الوحدة العربية ظلل يراود العرب خاصة المثقفين منهم فقامت عدة حركات للوحدة العربية هنا هناك فقامت (حركة القوميين العرب) بقيادة الدكتور (جورج حبش) رحمه الله وكان طالبا فلسطينيا يدرس في الجامعة الامريكية في بيروت .ثم قام (حزب البعث) العربي تحت شعار(امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) وحوصرت دعوة الحزب وفشلت ثم جاء الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) فاعاد وهج القومية العربية واراد تنفيذ حلم الامة العربية بالوحدة في دولة عربية واحدة ولكنه فشل ثم قام (العقيد القذافي) بعدة محاولات فردية للوحدة هنا وهناك ولم يفلح . الحقيقة ان الوحدة العربية تصادف مشاكل عديدة ونترك نظرية المؤامرة التي نعلق عليها فشلنا دائما فالوحدة العربية تقوم بنوعين هما وحدة عربية او وحدة اسلامية فاما الوحدة العربية:- فهي تواجه عدة مشاكل داخلية.. فالوطن العربي اي من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي ليس عربيا خالصا ففيه قوميات اخرى مثل (الامازيقية) في شمال افريقيا (والاكراد والدروز والارمن) وكل فئة تطمع في وطن خاص بها ما يجعلنا امام طرد الاخر او عدم قبول الاخر.. وبالتالى خلق فتنة داخلية ولم يجد العرب المنادون بالوحدة لعربية حلا لحل هذه المشاكل. اما الوحدة الاسلامية:- فمساحة الوطن اكبر فهي تضم العرب والمسلمين فتصل الى اندونيسيا وتركيا وايران والعالم العربي كله.. ولكنه يحتاج الى (خالد بن الوليد) او (صلاح الدين الايوبي) من جديد فان الوحدة سوف تضم طوائف واعراق ومذاهب وديانات مختلفة ..بل متناقضة..ففيها _(المسيحيون واليهود والمجوس والشيعه) ما يجعل تفسخ الدولة امرا حتميا.فان الدولة التي تقوم على اساس ديني يجب ان يكون (الدين فيها واحدا) او تكون من القوة بخيث تفرض الجزية على غير المسلمين وهذا امر مستحيل في هذا الزمان. ولكن العرب قنعوا بنوع جديد من الوحدة العربية.. فمادامت الوحدة العربية متعذرة والوحدة الاسلامية مستحيلة.. فنظروا الى الدول الاوروبية التي سادت بينها الحروب لمئات السنين وقتل من ابنائها عشرات الملايين واخير عملوا( الوحدة الاوروبية )وعملتهم موحده وهو( اليورو) والباقي على الطريق. فظهر عندنا مثلا جيدا وهو(مجلس التعاون الخليجي) الى يضم (السعودية والكويت وقطر والامارات العربية المتحدة وعمان والبحرين ) وكل دولة مستقلة لا تتدخل في شؤون الدولة الاخرى وهم يطمعون الى توحيد السياسة الخارجية والقوات المسلحة والجمارك..الخ.فهي وحدة ليست فيدرالية ولا كونفدرالية بل نوع جديد من الاتحاد. نسأل الله ان يلهم العرب الى الوحدة العربية الكاملة يا رب .
Comentários