الخلاف السعودي الايراني هل بدأ منذ الهجوم على كربلاء..؟
يخطيء من يعتقد ان الخلافات السعودية الايرانية وليدة اليوم.. بالرغم من الظروف القاسية التي يمر بها البلدان..ونزيف الدم الذي نراه في الشرق الاوسط. العلاقات السعودية الايرانية دائما كانت بين مد وجزر مثل امواج البحر..منذ امد طويل فتارة تكون هائجة متلاطمة الامواج ..وتارة تكون مثل عسل اليمن .وبخطيء من يعتقد ان العلاقات السعودية الايرانية قطعت من اجل اعدام احد السعوديين الشيعة ثم الاعتداء على السفارة السعودية سنة 2016. ويخطيء من يعتقد ان العلاقات السعودية الايرانية توترت بسب الصراع القاسي الدائر حاليا في (سوريا)..؟ بالرغم من ان البلدين يمولان ويدعمان الحرب القائمة في سوريا وكل طرف يمول من يحب.كما يخطيء من يعتقد ان قيام القوات السعودية بضرب (الحوثيين) في اليمن بر وجوا هو سبب توتر العلاقات بين البلدين..؟ بالرغم من انه لم يعد سرا ان( ايران) تمول الحوثيين وتمدهم بالمال والسلاح.ونفس الشيء ينطبق على ما نراه في( العراق) فان الدمار وشلالات الدماء التي تجري هناك ليس لها اي تاثير مباشر او غير مباشر على العلاقات السعودية الايرانية..ولو بمقدار خردل.بالرغم من الحرب تجري هناك بالوكالة. المؤلم.. ان التاريخ بين البلدين مكتوب بالدم..ومن الصعب جدا ان لم يكن من المستحيل الوئام بين البلدين المسلمين الكبيرين ..؟ فلا تستغرب هذا ..اقرأ من فضلك لترى العجب العجاب .فالمملكة العربية السعودية على قمة قيادة المسلمين (السنة) في كل اقطار المعموره .وكذلك الجمهورية الاسلامية الايرانية فهي تتزعم المسلمين( الشيعه) فيايران وتحاول ان تتزعم باقي الشيعة في العالم .وهذا يبين لنا ان الدولتين على قمم الجبال العالية ولهما مكانتهما الجديرة بكل احترام وتقدير ومحبة ولا يؤثر في هذا اختلاف وجهات نظرنا.. قربا او بعدا.. من احدى الدولتين الكبيرتين. في العصر الحديث بدات العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران وتبادلا السفراء سنة 1930 ولم نجد وصفا يليق بتلك العلاقات سوى التشبيه بالبحر الهائج وتلاطم الامواج العالية ..فما تكاد العلاقات تستقر حتى نرى (تسنامي) يضربها ولا ندري ربما يكون هذا هو قدرهما ..فقد انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1943لان السعودية اعدمت احد الايرانيين . ثم عادت العلاقات الدبلوماسيةالا انها لم تلبث ان قطعت ثانية سنة 1987 بعد وفاة 400 حاج ايراني في (منى) والتي سميت (باحداث مكة) وبعد فترة اعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين الكبيرين .ولكن ارادة الله تشاء ان تنقطع هذه العلاقات مرة اخرى بسبب ان المملكة السعودية اعدمت احد مواطنيها من الشيعه.. بعد ان ادانته محكمة سعودية ..الا ان الايرانيين هاجموا السفارة السعودية في (طهران)فقطعت العلاقات من جديد.رحم الله سيدة الغناء العربي السيدة (ام كلثوم) وهي تقول الموجة تجري.. ورا الموجة ..عاوزه تطولها .فهي علاقات ما ان توصل حتى تعد للانقطاع وهكذا فهي علاقات دبلوماسية مطاطة قابلة للقطع فورا .ورحم الله معاوية بن ابي سفيان الذي قال قولته المشهورة:- (والله لو كان بيني وبين الشعب شعرة.. لما انقطعت اذا شدوها رخيتها واذا رخوها شددته ) ولم تكن العلاقات السعودية الايرانية في حالة من الاسترخاء والود المتبادلالا مرة واحدة في التاريخ الحديث وهي في سنة1962 فقد قام (جلالة الملك سعود بن عبد العزيز) بزيارة طهران وقام الشاه (محمد رضا بهلوي) بزيارة الرياض وزار مكة المكرمة والمدينة المنورة . ثم قامت ثورة المشير السلال في (اليمن) ضد الامام يحي حميد الدين .حيث اعلن جمهورية اليمن فكانت المملكة السعودية وايران معا ..تساندان الامام .ومن هنا اتفقت الدولتان وبقيا على اتفاق حتى انسحاب الجيش المصري من اليمن سنة1967وبانتهاء حرب اليمن انتهى (شهر العسل) بين المملكة العربية السعودية وايران .وعادت المشاكل تطفو من جديد..وكأن العسل بين الدولتين ممنوع والسلام بين اكبردولتين اسلاميتين محرم . سواء في عهد الشاه محمد رضا بهلوي او في عهد الامام الخميني رحمه الله الذي اعلن جمهورية ايران الاسلامية. الحقيقة عند البحث السليم الذي يتصف بالحيادوعدم الانضمام اليوجهة نظر دون اخرى نجد ان المملكة العربية السعودية تتربع على قمة شاهقة لجبل المسلمين (السنة).. خاصة انها الارض المقدسة ففيها( مكة المكرمة)و(المدينة المنورة ) وفيها جاءت الرسالة الاسلامية على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..ومنها انطلق الاسلام الي الكرة الارضة..فلها كل محبة واجلالفي نفوس المسلمين. اما جمهورية ايران الاسلامية ..فهي تتزعم المسلمين الشيعه في ايران وتحاول ان تكون زعيمة للشيعة في كل مكان.وبعض النظر عن قربنا او بعدنا من اي من الدولتين فنحن نعلم ان الله جل جلاله واحد احد.. وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نبينا. وعشنا اكثر من الف سنة ..مسلمون سنة وشيعة.. منذ نشاة الاسلام حتى يومنا هذا والخلاف الجديد هو محاولة لجعل ايران عدوا للمسلمين بدلا من (اسرائيل) العدو الاوحد لنا ..وهذا تفاهة..وحقد صهيوني صليبي ضد المسلمين. ولكن للامانة ونتيجة للبحث في سبب عمق هذا الخلاف بين المملكة العربية السعودية وايران ..غصنا قليلا في اعماق التاريخ الي ظهور المذهب (الوهابي) بفيادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي اراد ان يصلح ويجدد الاسلام ..وكان رجلا اضلا الا انه متشدد. واقعة كربلاء — كما يرويها الشيعة:- الوهاببيون اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانوا من اهل الصحراءوعادة اهل الصحراء كما هو معروف هو الغزو والكر والفر.. فهاجموا مدنا كثيرة منها دمشق وحلب والبصره وكذلك (كربلاء) وهي مدينة الامام الحسينرضي الله عنه وهي تكاد تكون مقدسة عند الشيعه.دخل الوهابيون بتاريخ 22/4/1802 وهذا اليوم هو عيد من اعياد الشيعة ويسمى( عيد الغدير) وقد دخل الوهابيون بلدة (كربلاء) وهم شاهرون سيوفهم يذبحون كل من يلاقونهم في طريقهم.. ولم يستثنوا الشيوخ والنساء والاطفال .اختلف المؤرخون في عدد القتلى في ذلك اليوم فقدره بعضهم( يثمانية الالاف) بينما فدره اخرون باقل من ذلك.وقيل ان الوهابيين قتلوا عند (ضريح الحسين) خمسين شخصا وفي الصحن (خمسمائه )ونهبوا كل شيء وقع في ايديهم من الدور والحوانيت والمرقد المقدس – وكان اهم ما غنموه هدايا الملوك من النفائس والتحف والاحجار الكريمة.. التي كانت مخزونة في ضريح الحسين رضي الله عليه .وحاولوا قلع صفائح الذهب من على جدران الضريح ففشلوا فحملوا ماغنموه واسرعوا خارجين من كربلاء بغنائمهم . حقيقة ان المملكة العربية السعودية تدين (بالمذهب الوهابي) وهو شديد عن باقي الائمة السنية التي نعرفها .كما ان ايران تدين بالمذهب (الشيعي) وهم يتقربون كثيرا الي الحسين رضي الله عنه والي جميع الاولياء والاضرحة والقبور ..الخ. ونتساءل على فرض صحة هذه الرواية _جدلا من غير تسليم_ فهل تتحمل المملكة العربية السعودية اثم من دخلوا كربلاء وقتلوا وسرقوا منذ سنة 1802 ونحن في القرن الحادي والعشرين..؟ هل يستمر غضب الايرانيين على المملكة العربية السعودية مئات السنين لا لشيء الا لانها تدين بالمذهب الوهابي..؟ صحيح ان الاماكن المقدسة عند الشعوب لها هيبتها وقدسيتها ولكن لا نسنطيع ان نقلد الانحليز عندما يسيرون في مظاهرة بسبب انتصار الملك (هنري السادس) قبل 350 سنة. نتمنى ان يطير العالم الاسلامي بجناحين احدهما سني والجناح الثاني شيعي فنصل الي الحضارة العالمية كما كنا..ونسال الله جل شانه ان يهدي كبار القائمين على راس الدولتين الاسلاميتين فهم قدوة لنا وكفي ما فينا من جراح.
コメント