top of page

«الذئاب المنفردة» تقلق اوروبا واميركا


الموقف الامريكي والاوروبي تجاه تنظيم ( داعش )هو موقف ملون فلا تعرف هل هو ابيض او اسود .. وتظهر التناقضات الامريكية قبل تحرير(الموصل).منذ ثلاث سنوات قامت قوات تنظيم (داعش) او الدولة الاسلامية بهجوم سريع احتلت فيه مناطق شاسعة من العراق.. ومنها مدينة (الموصل) التي تعتبر ثاني اكبر المدن العراقية بعد( بغداد) ونهبت الذهب الموجود في البنك المركزي في المدينة اضافة الى 700 مليون دولار كانت مودعة في البنك المذكور .ولقد شكك الكثير من المحللين في هذا الاحتلال السريع وانسحاب الجيش العراقي.. امام ميليشيات داعش.. وقيل الكثير عن وجود مؤامرة من( نوري المالكي) رئيس الوزراء العراقي السابق.وعلى اي حال فهذا اصبح من خلفنا والتحقيق سوف يثبت ذلك.الا ان قوات داعش عادت الى سوريا فاحتلت 40% من اراضي الجمهورية العربية السورية وبذلك تكون مساحة ما يسمى الدولة الاسلامية اكبر من مساحة بريطانيا. المهم ان الجيش العراقي اعيد بناؤه وهو متعطش لتحرير( الموصل)وقد اجرى جميع الاستعدادات لذلك بعد ان تم تحرير الرمادي وتكريت وصلاح الدين والفلوجة..الخ وبقيت الموصل المدينة الوحيدة في يد داعش فوق التراب العراقي .الا انها جعلت مدينة الموصل (قلعة ) ليست سهلة المنال فهي عصية على الاحتلال حسب تعبير قادة داعش.فقد حافظت على الجبهة الداخلية فقطعت النت عن الجميع وقامت بزرع الالغام والسواتر الترابية والاسلاك الشائكة حول الموصل وحفرت الانفاق في الداخل بحيث تكون معركة الموصل تختلف عن غيرها فهي الحصن الحصين في يدها.واذا سقطت فهذا يعني نهاية “الدولة الاسلامية” التي اعلنتها حركة داعش. على اي حال سوف تطول المعركة وتكون كرا وفرا ولكنها مسالة وقت ليس الا .ففي النهاية سوف تسقط (الموصل) ولكن ربما تكون حرب استنزاف للجيش العراقي ومعه الحشد الشعبي..والبشمركة . ولكن نخشى من حدوث مفاجآت لم نعرفها في معركة تحرير الموصل.. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ويتردد بقوة هل (الولايات المتحدة )جادة في تحرير الموصل..؟ هل امريكا راغبة فعلا في القضاء على “الدولة الاسلامية” في العراق ..؟ ليس سرا ان امريكا واوروبا قلقتان جدا بل في منتهى الفزع من القضاء على داعش التي جعلت الرعب يدب في قلوب الامريكان والاوروبيين من مخططها الجديد وهو(الذئاب المنفردة) وهو الاسم الذي اطلقوه على الخلايا النائمة من الدواعش كما حدث في هجمات فرنسا سواء الهجمات على باريس ..او على (نيس في الرفيرا الفرنسية) او ما حدث من هجمات في( بروكسل) بل وفي الولايات المتحدة نفسها .ان الولايات المتحدة قلقلة على مصير “الدولة الاسلامية” ليس حبا فيها وانما خوفا من (الذئاب المنفردة)فان الرعب والهلع.. انتاب اوروبا خاصة اذا عاد (الاوروبيون) الذين كانوا يحاربون مع داعش.. فاذا عادوا الى بلادهم وهم يحملون عقيدة الدولة الاسلامية.. مثل اقتلوا الصليبيين او المرتدين او الكفار ما دفع قائد( اسكتلنديارد) الجنرالمايسون يصرح الى صحيفة (الديلي ميل) البريطانية انه يخشى على الامن القومي البريطاني.. من عودة الاجانب الذين كانوا يقاتلون مع عصابات داعش فهم خطر بكل تاكيد واخشى ان يتحولوا الى (ذئاب منفردة ) الذين يعيشون في اوروبا وامريكا. ونقلت هذا الخوف والهلع صحيفة (الواشنطن بوست )المقربة من البنتاجون على صفحتها الاولى فاذا خرجت داعش من العراق.. بعد تحرير (الموصل) فمن المؤكد ان معركة جديدة سوف تبدأ على الاراضي الاوروبية والاميريكية وربما يكون هذا الخوف هو السبب في وضع (العراقيل) امام الجيش العراقي.. والحكومة العراقية .فان الفزع من (الذئاب المنفردة) التابعين الى الدولة الاسلامية هو السلاح المرعب الجديد الذي تم تجريبه في فرنسا وبلجيكا وامريكا فهم اشد تعقيدا من محاربة جيش منظم او ميليشيا لانهم مجرد اشخاص فقط.. يقومون بالاعمال الارهابية دون ان تعرف السلطات عنهم شيئا.فقد خلقت امريكا مشكلة بين الجيش العراقي والبرلمان في هذا الوقت الحرج جدا فقد اتهم وزير الدفاع (خالد العبيد) رئيس البرلمان (الجبوري) ونوابا اخرين بالفساد وطلب رشوة على العقود العسكرية.. وتم رفع الحصانة عن رئيس السلطة التشريعية ..وهي بكل تاكيد معوقات فقط..من صنع الولايات المتحدة .وايضا الاتفاق الذي تم بين امريكا واقليم (كردستان) وبموجبه دفعت الولايات المتحدة الامريكية مبلغ (451) مليون دولار حتى تدخل (البشمركة) في معركة الموصل . وتم هذا الاتفاق دون معرفة الحكومة العراقية .وهذا اوجد خلافا عميقا مع الحكومة العراقية في (بغداد) التي وافقت على دخول القوات الكردية (البشمركة) في معركة تحرير الموصل بشرط.. ان تنسحب بعد انتهاء المعركة الى اقليم كردستان.. لان الاكراد لهم (مطامع )في ضم بعض اراضي الموصل الغنية بالنفط والغاز الى كردستان. وقال الناطق الرسمي باسم الاكراد إن هذا الشرط مرفوض وهو اهانة للاكراد...فهم يرون ان تحرير (الموصل) من داعش حق بل هو واجب على كل عراقي..وهم عراقيون. ولكن خلق مشكلة بين الاكراد والجيش العراقي.. في هذا الوقت بالذات له معنى واضح وهو تلون امريكا فهي ارسلت 400 جندي للقتال مع الجيش العراقي.. لتحرير (الموصل) وفي الوقت نفسه تعرقل تحركات الجيش العراقي؛ ما سوف يؤخر معركة الموصل الى ان يتم حل هذا الخلاف الذي وضعته امريكا. والحقيقة ان امريكا واوروبا في منتهى الفزع من( الذئاب المنفردة) وهم يبذلون جهدهم لتأخير تحرير الموصل حتى يجدوا سيناريو جديدا لانقاذ بلادهم من هذا الكابوس الجديد الذي اطلقته عصابة داعش.

0 views0 comments

Comentários


bottom of page