الرئيس الفلسطينيبين جنازة بيريز وصوت الانتفاضة..؟
الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) في صراع دائم منذ التحاقه بالثورة الفلسطينية سنة1965 ففي الوقت الذي بقدم االفدائيون ارواحهم لتحرير فلسطين كان ابو مازن يرسل رسائل الي من اعتقد انهم مؤيدوا السلام في اسرائيل ..وكأن في اسرائيل من يحب السلام ..؟ وكانت اول ضحاياه هوالشهيد الدكتور (عصام السرطاوي) فقد ارسله ابومازن الي لشبونة عاصمة البرتغال حيث كان يعقد مؤتمر الاشتراكية الدولية ..ليتفاوض مع صديقه المجرم ( شمعون بيريز) مندوب اسرائيل في المؤتمر. الا ان ابو نضال (حسن البنا)ارسل له من يقتله وفعلا تم اغتيال الدكتور عصام السرطاوي سنة 1983 ولم يقتل شمعون بيريز. وعندما قتل الرئيس (عرفات) بالسم هل جاء بيريز يعزي احدا ام انه كان سعيدا بالتخلص من احد قادة فلسطين ..؟انتخب ابو مازن رئيسا للسلطة وكما هو معروف ذهب ابو مازن للسير في (جنازة شمعون بيريز)..ووجهت السهام الي ابو مازن من كل حدب وصوب ..فكيف يذهب لجنازة مجرم سفاح ضد الشعب الفلسطيني ..ولم يسلم من الاهانات واللوم ومن دعوات امهات الشهداء .. لا يذهب عاقل ليعزي في (مصاص دماء)الشعب الفلسطيني الاحياء منهم والشهداء واني استغرب مثل غيري.. كيف يرتاح ضميررئيس فلسطين وهو يحاول كسب قلوب الاشكناز والسفرديم والروس والفلاشا ..الخ. بدلا من ان يحاول ان يسكن في قلوب شعبك الفلسطسني لماذا يسكن في كهف او مغارة لصوص اغتصبوا الارض والعرض وشردوا الاهل وهو واحد منهم .والسؤال الذي لم اجد له جوابا حتى الان هو لماذا هذه المهانة والاذلال الذي يجلبه لنفسه وللشعب الفلسطيني ..؟ خاصة وهو يعلم ان نتنياهو يرفض لقاءه ويرفض مصافحته ..الخ.بحجة انه لم يجد شريكا فلسطينيا يتفاوض معه ..؟اليس هذا اهانة لك ولنا…؟ ولكن ليس بعد الكفر ذنب .نحن لا نريد ان ندخل في سوق عكاظ لمهاجمة عباس..فلا نحب التطاول على الرجل ..مهما اختلفنا معه في الرأي . فيكفي ان نقول ان الشعب الفلسطيني يجب ان بذرف دموعا من الدم على الشهداء الابطال وعلى الارواح الطاهرة الزكية التي تلعن من لا يقدر دماءها.. وهي في السماء..فالشهداء احياء عند ربهم يرزقون .العالم كله (يفتخر) بما قدمه زعماؤه له .ولكن الالم من القلب فانت يااخ ( ابو مازن )تسير على خط السكة الحديد المعاكس تجاه القضية الفلسطينة .ولم يعد في العين دموع من كثرة البكاء .فلم تعمل للشعب الفلسطيني شيئا يفتخر به ..؟ سوى طلقات في الهواء الرحب لا تقتل احدا. ويكفي ان نذكر مثالين بسيطين هما:- اتفاق اعلان المباديء او اتفاق اوسلو المشؤوم الذي وقعته انت والمجرم شمعون بيريز في واشنطن سنة1993. ينص الاتفاق المذكور في المادة الاولى منه على :هدف المفاوضات ان هدف المفاوضات الاسرائلية الفلسطينية ..ضمن عملية السلام في الشرق الاوسط.. هو من بين امور اخرى (اقامة سلطة حكومية )ذاتية انتقالية فلسطينية .المجلس المنتخب/ المجلس للشعب الفلسطيني في (الضفة الغربية وقطاع غزة) لفترة انتقالية لا تتجاوز(الخمس سنوات ) وتؤدي الي تسوية دائمة . ولقد انتهت الخمس سنوات.. ولم تصل الي حكومة ..بالرغم من كل المفاوضات التي اجريتها في كل مكانفي الكرة الارضية .والان تتمسك بسراب المفاوضات يبدو ان االشعر العربي ينطبق علينا وهو :- تموت العير في البيداء عطشا والماء على ظهرها محمول. ارضنا موجوده والشعب الفلسطيني على ارضه ولا ينقصه سوى زوال الاحتلال لقد اصر (عباس )على انه لن تقوم انتفاضة ..في حياته ..؟وكررهذا القول في اكثر من مناسبة في التلفزيون ..وفي اللجنة المركزية لحركة فتح.. وفي كل مكان ..الي ان قال انه لا يخجل من ذلك. ليته كان ثائرا حقا وعرف معنى الانتفاضة ..؟ وما هو تاثيرها الفعلي في العدو الاسرائيلي الجبان ..ان اللص دائما يكون خائفا من الشرطي.. لانه ليس صاحب حق وهذه قضيتنا ببساطه .لقد اضطر العالم ان يضع كلمة (انتفاضة) في القاموس دون ترجمتها ..لانها سلاح الشعوب ..التي تحارب بصدرها العاري . وعلى اي حال سوف انقل مقالا عن صحيفة (يديعوت احرنوت)هو افتتاحية الصحيفة ..وهي اكبر الصحف الاسرائيليه واكثرها انتشارا..(زمن الانتفاضه) فالكلام ليس من عندي.. بل هو نقلا حرفيا عن الصحيفة.. حتى يرى الاخ (ابو مازن) تاثير الانتفاضه التي قال انه لن يسمح بقيامها في عهده .ويبدو انه اعتقد ان الانتفاضة مجرد مظاهرة وتنهي.. او اعتصاما يذهب المعتصمون الي بيوتهم في نهاية النهار..؟ ولم يعلم ان الانتفاضه هي حرب مشروعه. واليكم المقال كما نشر بتاريخ 2/4/2002 في صحيفة (يديعوت احرنوت) وهي اكبر الصحف الاسرائلية واوسعها انتشارا.. فقد ورد في المقال الافتتاحيما يلي (سياسة التعود على البقاء في البيت ) هذه ايام عصيبة للمواطن العادي.. ايام مجنونة لم يسبق لبيت ان كان محصنا مثل هذه الايام .البيت هو الحصن .انه غرفة عمليات مع الهواتف والتيلفون ..والتاكد من ان الجميع على قيد الحياة .الوسادة هي كيس رمل ..الغطاء هو سور امني رائحة الربيع تطرق النواففذ..رائحة البرتقال رائحة الياسمين.. ولكن الايدي خاوية .والارجل ثقيلة .لا تقوى على الخروج .هذه الايام مجنونة .تنهض في الصباح مع اليوم التالي. ولحظات الخوف قبل ان تفتح المذياع.. لتسمع عن اليوم السابق. ندخل في يوم جديد مع خوف. بان لا يعود رؤية الجميع .الامور اليومية بسيطة يجب ان نفكر مرتين ثلاث اربع قبل ان نفعلها. هل نخرج مع الكلب او نتوجه الي البقالة..؟ان نسافر في الحافلة للعمل ..؟ان نذهب للسوق او ان نجلس في المقهى..؟ان نرسل الاولاد الي المدرسة..؟كل شيء يدرس بامعان كل سؤال بسيط بات مشكلة وجودية. هل نحن حقا في حاجة اليوم لشراء الحليب..؟الا يمكن الانتظار لوم واحد..؟ومن اجل ماذا نذهب الي المقهى..؟ما دام كل شيء في البيت لطيفا والتسوق يمكنه الانتظار والاولاد يمكن ان يستقلوا سيارة عمومية وثمة وقت لحفل الزفاف .لسنا مضطرين لشراء فستان اليوم .تحديدا وبصورة عامة ليس من المهم ان نشاهد هذا الفيلم ..فبعد وقت قصير سيوزع في اشرطة فيديو ومن له رغبة الان لحضور العروض المسرحية..؟ ومن اصلا يفكر بخارج البلاد في الوقت الذي يخدم فيه ابنه في المناطق..؟ونحن ننتظر الاولاد وقلوبنا تتقطع في اجازات عيد الفصح السابقة كانوا تواقين للخروج الي الخارج ..ولكن كل ما يريدونه الان .هو البقاء في البيت من اجل ان نراهم. الاسرائليون بفضل الانتفاضه اصبحوا يفضلون البقاء في البيوت نتيجة للرعب الذي اصابهم فالذعر واضح اما الغطرسة الاسرائلية فقد ذهبت الي الوحل.. وهذه اسرائيل قررت الاحتماء خلف جدران البيوت ..!! وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤا بغضب من الله. (صدق الله العظيم ) سورة البقرة.
Comentários