العراق يعود الي امته العربية
صدق من قال ان السياسة متقلبة مثل القلب فهو كثير الحركة فلا حلف يدوم ولا مفاوضات تستمر وحليف اليوم ربما يصبح عدو المستقبل وعدو اليوم يمكن ان يصبح صديق المستقبل وهذا كله مرتبط بالمصالح المشتركة فلا حليف دائم ولكن مصالح دائمة .هذا ينطبق على الحياة التجارية مثلا ولكنه لا ينطبق على الوطن فلا يمكن للوطن ان يباع او يشترى ولكن ربما تمر ظروف عليه تمر مثل السحاب ا التي لا تلبث ان تنقشع .وصدق امير الشعراء احمد شوقي عندما فال:-
وطني لو خيرت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
وهذا ما حدث في العراق العربي الشقيق فكلنا يعلم ان الولايات المتحدة هاجمت العراق واحتلت اراضيه سنة 2003 تحت حجة كاذبة وهي ان العراق يملك اسلحة الدمار الشمل وهي القنبل الكيماوية والقنابل الذرية وما شابههما..الخ. وتبين انها اكذوبة رخيصة فالعراق ليس فيه شيء من هذا القبيل.. والارجح ان الولايات المتحدة قامت بهذا الغزو تلبية لمصالح الطفل المدلل لديها وهو( اسرائيل) حتى تظل امنة فقد قال (دافيد بن جوريون) اول رئيس ورزاء لاسرائيل في خطاب شهير له في(الكنيست )اي البرلمان الاسرائيلي:- ان اسرائيل لن تبقى امنة الااذا قضي على الجيوش العربية الرئيسية الثلاث.. وهي الجيش العراقي والجيش السوري والجيش المصري..وسوف يقضون على انفسهم بانفسهم .
وهذا ما نفذته الحليفة الكبرى لاسرائيل الولايات المتحده ..التي قال عنها الرئيس (اوباما )الامريكي السابق عند حضوره جنازة الرئيس الاسرائيلي الاسبق (شمعون بيزير) فقد قال:- ( ان الديانة اليهودية والديانة المسيحية من اساس واحد صلب ) .وهذا يفسر لنا المارثون الامريكي لمساعدة اسرائيل.فهي ليست لانها مشروع غربي فقط.. بل لانهما يشتركان في ديانة واحدة .وبالفعل بعد احتلال العراق اتصل الرئيس الامريكي الاسبق (جورج دبليو بوش) من على ظهر احدى حاملات الطائرات الامريكية الراسية في الخليج العربي اتصل بالمجرم (الجنرال شارون) رئيس وزراء اسرائيل.. في ذلك الوقت وهنأه( قائلا اسرائيل الان في امان ) .
لم يكن هذا كافيا بل قام الحاكم العسكري الامريكي (برايمر) باصدار اول قرار له (بحل الجيش العراقي).. فاصبح العراق الشقيق بدون جيش .ثم انسحبت الجيوش الامريكية من العراق .
ومن جهة ثانية جاء من اطلقوا على انفسهم اسم المعارضة العراقية (اي الذين كانوا يعارضون نظام الحكم في العراق) وكانوا يعيشون خارج العراق فقد جاء هؤلاء من البلدان التي كانوا يعيشون فيها واعتبروها (منافي) لهم. جاؤا خلف الدبابات الامريكية بعد سقوط نظام الرئيس الشهيد(صدام حسين) طمعا في مركزاو وزارة من المحتل الامريكي . فقد هرولوا خلف المحتل الامريكي لقاء وزارة او مركز ونشك في اخلاصهم ووطنيتهم بل هؤلاء اسوأ من حكم العراق فهم يعيشون على سرقة العراق ونهب ثراواته .والدليل على ذلك الثروات (الفلكية) التي جمعوها من السرقة والنهب . فقد قال الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) انه قرر مصادرة اموال السياسيين العراقيين الموجودة في البنوك الامريكية واعتبرها ثمنا لدماء الجنود الامريكيين التي سالت في العراق والقائمة طويلة اهمها :-
1- نوري المالكي رئيس الورزاء العراقي يملك 66 ملياردولارامريكي
2-مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان يملك 59مليار دولار امريكي
3بهاء الاعرجي وزير الداخلية العراقي يملك 37مليار دولار امريكي
وقبل انسحاب امريكا من العراق وضعت له دستورا صليبيا جديدا بموجبه تم تقسيم العراق الي ثلاثة اقاليم هي :-
1- شمال العراق وهو الي الاكراد واسمه كردستان وعاصمته اربيل
2- اقليم وسط العراق فهو يخص المسلمين السنة
3- اقليم جنوب العراق ويخص المسلمين الشيعة والعاصمة البصرة
وهكذا ارادت امريكا ان يتقسم العراق ويصبح كانتونات صغيرة حتى تبقىى اسرائيل مسيطرة على الشرق الاوسط.
وقام العراقيون للدفاع عن وطنهم في وجد الاحتلال الامريكي ثم تطور الامر الي ان جاءت ميليشيا (داعش) المجرمة الي العراق فاحتلت اجزاءا من العراق بمؤامرة من( نوري المالكي)رئيس الوزراء العراقي.. فهو معين رئيسا للورزاء .. وكان يعيش في سوريا وكان( بائع مسابح وملابس نسائية) في دمشق وتحديدا قرب ضريح (السيدة زينب ) رضى الله عنها .نوري المالكي امر الجيش العراقي بالانسحاب وعدده (100000) مائة الف ضابط وجندي امام ميليشيا داعش المجرمة التي كان عدد افرادها (600) ستماءة مقاتل..؟وزعمت انها ميليشيا (مسلمة سنية) جاءت للدفاع عن المسلمين السنة مما كان ذريعة الي ان تدخل (ميليشبات شيعية ) وتحارب حربا طائفية لم يعرفها العراق من قبل ..فقد كان الجيش العراقي من العراقيين مسلمين سنة وشيعة لا فرق بينهما ..
لم نكن نعرف (الشيعة) على الاطلاق.. بل كلنا مسلمون.. الي ان قيام جمهورية ايران الاسلامية سنة 1979وسعدنا بذلك.. الا ان سعادتنا لم تدم طويلا.. لان شعار ايران اصبح(تصدير الثورة ) الي الدول العربية... وفعلا بدأ النفوذ الايراني في العراق ظاهر للجميع في جميع مفاصل الدولة العراقية بالرغم من اننا لم نكره ايران مطلقا ولم نكن نفرق بين سنة وشيعة فالكل مسلمون ..واغرب كلام سمعناه خطاب وزير الدفاع الايراني حسين دهقان حيث قال في خطاب حديث له :- (ان العراق اصبح جزءا من الامبراطورية الفارسية) .
ونظرا لحل الجيش العراقي اصبحت الدولة العراقية بعد الغزو الامريكي في حالة من الفوضى. وقد وضعت امريكا دستورا طائفيا للعراق قبل انسحابها كرس الطائفية في العراق . خاصة وان المحبة بين العراقيين والايرانيين كانت مفقودة بعد الحرب الشرسة التي كانت بين ايران والعراق والتي استمرت لمدة ثماني سنوات زمن الرئيس الشهيد( صدام حسين)والامام الخميني رحمهم الله .مما ادخل السرور على قلب امريكا واسرئيل بتجدد النزاع العراقي الايراني في داخل العراق بل استطاعت تحويله الي نزاع طائفي بين السنة والشيعة والاكراد.
المهم ان العراق الشقيق اراد ان يتخلص من النفوذ الاجنبي ويعود عربيا كما كان من قديم الزمان .وبالفعل بدأ زعماء العراق يزورون اخوانهم العرب فجاء السيد (مقتدى الصدر) وهو من اكبر الزعماء العراقيين وزار المملكة العربية السعودية حيث استقبل استقبالا لائقا به وطرح فكرة (الا تتركوا العراق وحيدا) بعد الحرب الشاقة التي خاضها الجيش العراقي ضد ميليشيات داعش او الدولة الاسلامية واسفرت الحرب عن دمار كبير في معظم المدن العراقية التي احتلتها (داعش).
واستعدت المملكة العربية السعودية يالوقوف الي جانب العراق الشقيق والمشاركة في اعادة اعماره .وبالفعل تم فتح معبر(عرعر) بين العراق والسعودية لاستقبال الحجاج والتجار من البلدين الشقيقين يعد اغلاق دام 27 عاما منذ الغزو العراقي للكويت سنة 1990. وتفقد مسؤلوون عراقيون وسعوديون المعبر.. وقال محافظ الانبار ان الحكومة العراقية ارسلت قوات لحراسة الطريق الصحراوي بين العراق والمملكة العربية السعودية .
ثم قام السيد (حيدر العبادي) رئيس وزراء العراق بزيارة مماتلة الي المملكة العربية السعودية واستقبل بحفاوة بالغة وتم بحث العلاقات بين البلدين واكدت السعودية التزامها باللاشتراك في اعادة اعمار العراق بعد الحرب الدامية التي خاضتها القوات المسلحة العراقية ضد ميليشيا (داعش) وهي ميليشيا مرتزقة يعتقد ان الولايات المتحدة جندتها وزودتها بالسلاح المتقدم كما قالت السيدة ( هيلاري كلينتون) وزيرة الخارجية الامريكية السابقة في مذكراتها.
ولم يقف الامر عند ( السعودية)بل دخلت (المملكة الاردنية الهاشمية )على نفس الخط ..وهو الترحيب بعودة العراق.. الي مكانه الطبيعي ولقد تم فتح معبر (طرابيل) بين المملكة الاردنية الهاشمية والعراق ليكون جسرا لتدفق البضائع والافراد بين الدولتين الشقيقتين.
بعد القضاءعلى ميليشيا( داعش )في العراق تماما وان كانت ترتكب اعمالا ارهابية في اوروباحتى تسيء الي المسلمين خاصة المقيمين في اوروبا منذ زمن طويل....
واخيرا زار السيد (ايهاب الخزرجي) وزير الداخلية العراقي المملكة العربية السعودية تمهيدا لمد جسور المحبة بين العراق وبين محيطه العربي .
حتى يرجع قوة كبرى الي حاضنته العربية. الحمد لله بداية الطريق خطوة نحو عودة العراق الي عروبته ..فالدماء العربية لن تتحول الي ماء.وسيعود العراق عربيا قويا باذن الله...!
Comments