top of page

المرحــوم عبد الكـريــم كـامــل الشـــوا

المرحــوم عبد الكـريــم كـامــل الشـــوا

عبد الكريم كامل الشوا عملاق من عمالقة فلسطين في المهجر فهو فلسطيني اضافة الي انه يحمل الجنسية الكويتية .حياته يفتخر بها كل فلسطيني خاصة عندما ننظر الي القيادات الفلسطينية التي تناضل من الفنادق الفخمة وتلبس البدل الحرير مع القبلات مع استيبي ليفني ونتناياهو في الشاشات الفضائية ويتسولون خلف المنح من الدول الكبرى نتذكر العمالقة من رجال فلسطين الذين لم يتسولوا بل قضوا عمرهم في خدمة ابناء فلسطين وعلى راسهم المرحوم عبد الكريم كامل الشوا فكان مدرسة في الميدان الوطني والعائلي والكويتي.الكتابة عن سيرته تحتاج الي مجلدات ولكننا سوف نكتفي بذكر اهم المحطات المنيره في حياته لضيق المساحة. بداية ولد عبد الكريم في مدينة غزة سنة 1930ودرس في مدارسها ثم اكمل دراسته الثانوية في القدس حيث حصل على المتروكوليشن الفلسطيني (شهادة اتمام الدراسة الثانوية حسب المقرر الانجليزي) . نظرا لنكبة فلسطين سنة 1948 كان عبد الكريم من الرعيل الاول الذي وصل الي الكويت قادما من غزة.. ولقد تعرف على صاحب السمو( الشيخ جابر) الاحمد الصباح امير الكويت الراحل. قبل ان يصبح اميرا للكويت. فقد كان الشيخ جابر الاحمد اميرا لمحافظة (الاحمدي)فاصطحب عبد الكريم معه الى الاحمدي.. حيث بدأ في تنظيم (الامن العام )في محافظة النفط .وبعد صداقة مع سمو الشيخ جابر طلب منه ان يكون مديرا لشؤون النفط وهو المصدر الرئيسي للثروة في الكويت وكان ذلك في الخمسينيات من القرن الماضي . نظرا لصداقته الطويلة مع سمو الشيخ جابر الاحمد فعندما تأسست (منظمة التحرير الفلسطينية) بذل جهدا طيبا عند سمو الامير للاعتراف بالمنظمة ولمساعدتها ماديا وحصل هذا فعلا. كما يعرفه الجميع. فكان حلمه ان يرى فلسطين محررة من الاحتلال الاسرائيلي البغيض وكان يحكي هذا في مجالسه باستمرار. كان عبد الكريم يتمتع بشخصية قوية جدا..فهو من احفاد الجبارين. كان حاد الذكاء سريع البديهه وهو نظيف اليد .. بكل تاكيد يجيد القيادة في العمل الجماعي .وكانت تربطه علاقات طيبه مع جميع افراد الاسرة الحاكمة في الكويت( ال الصباح الكرام).كان يحب ابناء فلسطين كما يحب ابناء عائلته .وان مركزه كمدير لشؤون النفط ساعده على القيام بدور وطني تجاه ابناء بلده..فقد كان جميع الفلسطينيين القادمين الي الكويت والباحثين عن عمل يتوجهون اليه.. طلبا للعمل في شركات النفط ..وكان عند حسن ظن الجميع . فلم يذهب اليه فلسطيني الا ووظفه.. مما جعل له محبة غامرة في صدور الفلسطينيين جميعا .ما جعل السيد (احمد الشقيري) يختاره عضوا في (المجلس الوطني الفلسطيني) الذي عقد في القدس ثم استمر في عضوية المجلس الوطني مع(القيادة الجديدة لمنظمة التحرير) وكانت علاقته ممتازة مع جميع القيادات الفلسطينيه الذين كانوا يزورونه باستمرار فهو محل تقديرهم واحترامهم. لم يقف دوره في خدمة القضية الفلسطينية عند توظيف جميع من توجهوا اليه بل قام هو وشخصيات فلسطينية بارزة في المهجر مثل السيد جميل البديري واخرين بتاسيس صندوق التعليم العالي للاجئين الفلسطينيين وهو صندوق يعمل على اشتراكات وتبرعات اعضائه اضافة الى تبرعات من شركات النفط العاملة في الكويت وكذلك تبعات من المؤسسات المالية اي البنوك اضافة الى ما منحته الحكومة الكويتية من دعم سنوي وكان هذا الصندوق يقوم بتعليم الطلبة الفلسطيينيين في الجامعات. وبعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين اصبح الفلسطينيون بحاجة الي تشجيع من اخوانهم في المهجر فقام عبد الكريم الشوا مع نخبة من الاثرياء الفلسطينيين في المهجر ..مثل السيد سعيد الخوري وحسيب الصباغ وعبد الحميد شومان واخرين بتاسيس (جمعية التعاون) واختاروا مقرا لها في( سويسرا) نظرا لحساسية الموضوع في الدول العربية. وكانت اغراض جمعية التعاون تقديم الدعم والقروض لاصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطه لابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي غزة .بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لكل مشروع. اما بالنسبة الي عائلته اي (عائلة الشوا) المقيمين في دولة الكويت فهم قطعا فلسطينيون وحصل الكثير منهم على الجنسية الكويتية وكانوا يشغلون مراكز مهمة في الكويت .فقد جمعهم وله ايادي بيضاء على الجميع فانتخب عميدا لعائلة الشوا في دولة الكويت وشجعهم على تلقي العلم في احسن الجامعات بل كان يشجع الشباب الذين يتخرجون من الدراسة الثانوية ويقيم لهم حفلا سنويا مع توزيع جوائز على نجاحهم، وقدم المساعدات لكل من طلبها فقد كان محبوبا من الجميع وهو محل تقدير واحترام من العائلة جميعا. اما حياته الخاصة وان كنا لا نستطيع الدخول الي تفاصيلها الا من بعيد فقد كان سعيدا ومحظوظا انه تزوج ابنة عمه ابنه المرحوم رشدي الشوا عميد عائلة الشوا في غزة ورئيس بلدية غزة وكانت سيدة فاضلة بمعنى الكلمة فهي سيد متعلمة ومثقفة ولها باع طويل وخبرة عظيمة في اعمال الجمعيات الخيرية وجمعيات التعليم بصفة خاصة.. وقفت بجانب زوجها وانجببت له اربع زهور شابين وصبيتين وهم الان من كبار رجال عائلة الشوا.وكما يقولون كل رجل عظيم خلفه امراة. لم يقف دور عبد الكريم عند توظيف مئات الفلسطينيين ولا نبالغ اذا قلنا الاف الفلسطينيين فقد كان الفلسطينيون في الكويت يشكلون جالية كبيرة اذ بلغ عددهم 450 الف فلسطيني كانت نسبة كبيرة منهم يشتغلون في شركات النفط بوظائف مختلفه كل بحسب شهاداته ومؤهلاته وخبراته.معظمهم ان لم يكن جميعهم تم تعيينهم بواسطة عبد الكريم رحمه الله. ولم يقف عند حاجز ابناء العائلة بالرغم من ان عددهم في الكويت كان كبيرا وكان يساعد الحميع بدون استثناء. اما بالنسبة لخدماته لدولة الكويت فهي لا تقدر بثمن فقد قام في مستهل قدومه الي الكويت بتنظيم الامن العام في محافة الاحمدي وهذا ليس سهلا خاصة وان الاحمدي فيها 70% من ثروة الكويت النفطية ففيها امتياز شركة نفط الكويت اكبر شركات النفط العاملة في الكويت وفيها الشركة الامريكية المستقلة وفيها الشركة العربية اليابانية للنفط. كان على راس ادارة شؤون النفط وهو المصدر الرئيس بل اكبر مصدر للثروة في البلاد فادارة شؤون النفط كانت تدير العلاقات مع شركات النفط العاملة في الكويت ومدير ادارة شؤون النفط هو من يمثل الحكومة في هذا الموضوع .وادار عبد الكريم هذه الدائرة بمهارة وبذكاء ونظمها تنظيما دقيقا جدا..عامل جميع الموظفين معاملة فيها اللين والحزم معا فاحبه جميع من اشتغل معه. وحصر بيع النفط في يد سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي كان وزيرا للمالية والنفط..قبل ان يصبح اميرا للكويت ..فلا يباع النفط الا عن طريق وزارة النفط فقط.كان رحمه الله جبارا يحب العمل الدؤوب. وكان يحب قول الامام الشافعي رحمه الله ويكرر ما قاله وهو:- وكن رجلاعلى الاهوال جلدا شيمتك السماحة والسخاء فبالسمحة يغطى كل عيب وكم من عيب يغطيه السخاء وبعد الغزو العراقي للكويت سنة 1991لم يقف مكتوف اليدين بل قاد حملة عالمية في الصحافة وبين المقيمين في الكويت وفي خارجها ضد الغزو وناشد الرئيس العراقي صدام حسين ان ينسحب من الكويت.فهي دولة عربية شقيقة للعراق وذكره بما قدمت الكويت له اثنا الحرب العراقية الايرانية. سافر بعد الغزو العراقي الي قبرص حيث كان يملك منزلا، وفجاة توقف القلب الكبير بدون شكوى او مرض.. فلبى نداء ربه بهدوء وانتقل الي رحمة الله.وفجع الجميع به فقد فقدنا رجلا والرجال قليل ..وعم الحزن على ابناء عائلته وبكاه صاحب السمو امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح الطاهر ليدفن في الكويت ..الا ان الدفن كان قد تم فدفن الجثمان الطاهر في المقبرة الاسلامية في قبرص.اقيم له عزاء ضخم في عمان والكويت فكان يبكيه كل من عرفه. رحم الله الخال ابو عمر واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.

3 views0 comments

Commenti


bottom of page