يبدو ان فلسطين اصبحت اكبر من حركتة فتح وحركة حماس.. بل اكبر من كل الفصائل الفلسطينية التي تاسست من اجل تحرير فلسطين ..ولكنهم فشلوا سوى في الوصول الي اتفاق (اوسلو) وبمقتضاه تنازلت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح عن 79% من ارض فلسطين لاسرائيل، وقنعت بالباقي بشرط التفاوض عليه..ولم تنسحب اسرائيل الا من (غزة) فقط ومساحتها 3% فقط من مساحة فلسطين. وليت الامر وقف عند هذا الحد ..بل قتال وصراع بين(فتح وحماس) وكانهما اصبحا ملاكا لهذه الارض. وجرت المصالحات بين الحركتين الي ان انتهت تلك المسرحية ..وخرجت حركة فتح وحركة حماس من القرار الفلسطيني.. واصبحنا على ابواب (قرار اقليمي ودولي) لانهاء الصراع الفلسطيني بعد 100 مائة من الصراع الدموي.. فقدم الشعب الفلسطيني زهرة شبانه وصباياه ..الي حركات وفصائل ولكن عجزوا عن التحرير. وبالتالي نرى اليوم فصلا جديدا لتصفية القضية الفلسطينية.. ونسال الله جل شانه ان يمدنا بنصر من عنده ..ويفشل هذا المشروع الخبيث..والجهنمي لتصفية القضية الفلسطينية. لقد استغلت اسرائيل الصراع الدائم بين حركة فتح وحركة حماس ورفضت تكملة المفاوضات مع السلطة الوطنية الفلسطينية بحجة انها تحكم (رام الله )فقط بينما حركة (حماس) تحكم غزة فليس هناك من يمثل الفلسطينيين. ونتيجة لهذه الظزوف التي اوجدتها (حركة فتح) و(حركة حماس) فقد تقدم (نتنياهو) رئيس ورزاء اسرائيل.. الى الرئيس الامريكي (دوالد ترمب) لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني العربي وهو في الحقيقة تصفية للقضية الفلسطينية، فقد اقترحت اسرائيل انشاء دولة فلسطينية في (صحراء سيناء).!!. اهم بنود المشروع الامريكي الصهيوني لحل الصراع وهي:- اولا:-تتنازل مصر عن 720 كيلومترا مربعا من اراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة، وهي عبارة عن مستطيل ضلعه الاول 24 كيلو مترا ويمتد بطول ساحل البحر المتوسط من رفح غربا وحتى حدود العريش.اما الضلع الثاني فطوله 30 كيلومترا من غرب( كرم ابو سالم)ويمتد جنوبا بموازاة الحود المصرية الاسرائلية، وتضم هذه المساحة الى قطاع غزة. ثانيا :- مساحة الـ 720 كيلو مترا مربعا توازي 12% من مساحة الضفة الغربية وفي المقابل يتنازل الفلسطينيون عن 12%من مساحة الضفة الغربية الي اسرائيل ثالثا:- تحصل مصر على اراض من اسرائيل جنوب غرب النقب منطقة وادي فيرران ومساحتها 720 كيلومترا مربعا بدلا من الاراضي التي سوف تتنازل عنها للفلسطينيين. وهذا المشروع يحقق مكاسب عظيمة للجميع بحسب راي اسرائيل كما يلي:- 1- ان توسع مساحة غزة يمنحها 24 كيلو مترا اضافية من السواحل المطلة على البحر.. ويجعلها تتمتع (بمياه اقليمية) تصل الي 9 اميال بحرية، وخلق فرص وفيرة للحصول على (حقول غاز طبيعي ). 2- تمكين الفلسطينيين من انشاء (ميناء دولي كبير) . 3- ان اضافة مساحة كبيرة مثل 720 كيلومترا سوف يمكن الفلسطينيين من انشاء (مطار دولي )على بعد 25 كيلومتر من الحدود الاسرائلية 4- بناء (مدينة جديدة )تستوعب مليون شخص على الاقل، وتشكل منطقة تطور ونمو طبيعي لسكان( غزة )والضفة بل يمكنها استيعاب عدد كبير من (اللاجئين الذين يرغبون في العودة ). 5- سوف تصبح غزة منطقة جذب لرؤوس الاموال وتصبح (مركزا تجاريا دوليا) على البحر المتوسط. ثانيا المكاسب المصرية من هذا المشروع هي:- 1- مبدا الارض مقبل الارض فالارض التي ستتنازل مصر عنها سوف تاخذ بدلا منها ارضا في النقب. تسمح اسرائيل للقاهرة (بشق نفق) بين مصر والاردن بطول حوالي عشرة كيلومترات على بعد خمسة كيلومترات من ايلات ويخضع للسيادة المصرية النفق من مصر الي الاردن وبعد ذلك شرقا وجنوبا الي المملكة العربية السعودية والعراق 3- مد خط سكة حديد وطريق دولي سريع وانبوب نفط كل هذا في الاراضي المصرية بمحاذاة الحدود الاسرائلية 4- تعبر الخطوط الثلاثة المزمع انشاؤها الى النفق مع الاردن ثم تتشعب شمالا لتغذي الاردن والعراق.. وجنوبا الي السعودية والخليج . وهذا يجلب منافع اقتصادية ضخمة لجميع الدول. 5-تعاني مصر مشكلة المياه وسوف تضخ مبالغ ضخمة بالمليارات مع توفير خبرات تكنولوجية هائلة لتحلية ولتنقية المياه في مصر 6- سوف تسمح اسرائيل للقوات المصرية بدخول سيناء بعد تعديل اتفاق السلام الموقع بينهما سنة 1979 خاصة الملحق العسكري 7- موافقة الدول الاوروبية على بناء مفاعلات نووية في مصر لانتاج الطاقة السلمية اي لانتاج الكهرباء . يبدو ان نتنياهو بصفة خاصة واليهود بصفة عامة لهم عقلية عجيبة تحب الاستمرار في الضغط او في الحديث عن الشيء نفسه.. حتى يمل السامع ويوافق اخيرا وهذا المشروع القديم الجديد.. وهو( انشاء وطن قومي بديل)للفلسطينيين في سيناء ..فقد ذكر الرئيس (محمد حسني مبارك )انه عندما كان رئيسا لجمهورية مصر.. زار (نتنياهو القاهرة ) واثناء الحديث عرض عليه انهاء القضية الفلسطينية ..باعطاء الفلسطينيين قطعة ارض في سيناء . وضحك (الرئيس مبارك) وقال لينتنياهو انسى الموضوع . وعندما كرر (نتنياهو) الطلب قال (الرئيس مبارك) لا انا ولا انت ولا اللي اكبر منك.. يستطيع اقناع الفلسطينين (بالوطن البديل). ولكن المضحك المبكي ان الثمن الذي عرض على الرئيس المصري آنذاك هو (جائزة نوبل للسلام) مقابل موافقته على هذا المشروع ..وكأن الرئيس بحاجة الى جوائز للسلام او لغيره ..فهو رئيس اكبر دولة عربية ..وهذا شرف له ليس له مثيل. ويتساءل المرؤ كيف ولماذا وصلنا الى هذه المرحلة..؟ من دون ادنى شك انه موقف القيادة الفلسطينية ..التي تتحمل وزر هذا المشروع كله، فقد اعتمدت على المفاوضات المباشرة مع اسرائيل واعتمدت على كرم اسرائيل في التنازل عن “ارض الميعاد” .. قالوا كثيرا وقدموا النصح والاقتراحات التي كانت ترفض.. دائما . لقد قيل( للسلطة الفلسطينية).. ان المفاوض دون مخالب او دون اظافر لن يظفر بشيء على الاطلاق .وذكروا عدة امثال اهمها (حرب فيتنام) فقد كانت المفاوضات نحو السلام تجري بين (الفيتكونج) اي الفيتناميين والامريكيين.. بينما الاشتباكات تجري بينهما على اشدها. كذلك ضربوا مثلا اخر وهو اخواننا في (الجزائر) فبينما كانت المفاوضات من اجل السلام.. جارية بين الجزائريين والفرنسيين كانت جبهة التحرير الجزائرية تخوض اشرس المعارك ضد فرنسا الى ان تحقق السلام بجلاء الفرنسيين عن الجزائر. لقد عرضت كثير من الفصائل الفلسطينية استعدادها لخوض المعارك ضد اسرائيل بجانب المفاوضات التي تتولاها (منظمة التحرير الفلسطينية) ..كذلك فان (حركة فتح) كانت تخوض( الانتفاضة الفلسطينية) بجانب اطفال الانتفاضة فان(اشبال فتح) كانوا رافدا مهما من الروافد التي ساهمت في دفع الانتفاضة الفلسطينية ونجاحها. ولكن يبدو ان دور حركات المقاومة وصل الى نهايته وخرج القرار من ايدي هذه الحركات التي انشغلت بالحكم بدلا من التحرير . ونحن نسمع اصوات الكبار من بعيد من( واشنطن) وهي تهدد بمشاريع جديدة مثل اغلاق (مكتب منظمة التحرير) في واشنطن ..ان لم تبادر السلطة الى اجراء محادثات السلام مع اسرائيل . ونسمع تهديدا امريكيا بنقل (السفارة الامريكية ) من تل ابيب الي القدس (اورشاليم) والاعتراف بها (عاصمة الي اسرائيل) كما يردد (نتنياهو) دائما ان القدس الشريف (اورشاليم) هي العاصمة الموحدة والابدية للشعب الاسرائيلي.
top of page
bottom of page
Comments