اوروبا تخشى عودة الامبراطورية العثما نية.. على يد اردوغان؟
وتلك الايام نداولها بين الناس .صدق الله العظيم انها سنة الله في خلقه فقد زالت الامبراطورية العثمانية التركية.. بعد نهاية الحرب العالمية الاولى .واقتسم الانجليز والفرنسيون املاك (الرجل المريض) اي تركيا . ثم جاء (مصطفى كمال اتاتورك) ..الذي يرجح معظم المؤرخين انه يهودي من (يهود الضلمه)وهم اليهود الذين هربوا من الاعدام بالمقصلة في اسبانيا في القرن الماضي.. فالغى الخلافة الاسلامية وعاصمتها اسطنبول .وعاشت تركيا بدون الاسلام الي ان جاء رجل تركيا القوي (عدنان مندريس) سنة 1954الذي اعاد الاذان الي تركيا باللغة العربية ..ثم بنى اولوف المساجد وسمح بالحج لمن يريد ..بعد ان كان محرما اي انه خلص تركيا من (عقدة اتاتورك ) الا ان انقلابا حصل ضده وتم اعدامه رحمه الله .وتتابع الرؤساء عل تركيا وهم بين كر وفر.. بين الرؤساء المسلمين والانقلابات التي يقودها رجال اتاتورك الي ان وصل الرئيس الحالي لتركيا السيد رجب طيب اردوغان.. وتولى السلطة وهو مسلم متشدد . ونبدأ من هذه الضجة المفتعلة بين تركيا وهولندا ..؟ هولندا بلد صغير في اوروبا يقطنها كثير من اليهود .وفيها جاليات من الاتراك منعت (هولندا )طائرة وزير الخارجية التركي من الهبوط في اراضيها بدون اي مبرر..فقد كان وزير الخارجية ذاهبا الي هولندا في زيارة عادية لحضور مؤتمر (الاتراك) الذين يعيشون في هولندا.. تاييدا للرئيس اردوغان في الاستفتاء الذي طلبه اردوعان لتعديل الدستور التركي.. لتحويل تركيا الي نظام رئاسي دستوري . فلم يحمل الوزير معه قنابل في طائرته ولم يشجع الارهاب ولا ما يحزنون. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل كانت هناك (وزيرة تركية) في هولندا وهي متوجهه الي القنصلية التركية.. الا انها فوجئت بجنود هولنديين يعترضون موكبها وينزلونها من سيارتها..ويمنعونها من دخول (القنصلية التركية ) بل ويطلبون من الوزيرة مغادرة هولندا فورا وبدون اي ذنب ارتكبته ..ولم يراعوا صفتها وانها وزيرة..وانها ذاهبة الي قنصلية بلدها ..؟ في الحقيقة هذا الموقف من هولندا التي سارعت لمطالبة دول اوروبا للوقوف معها وفعلا ايدتها المانيا وفرنسا والنمسا والدانمرك..الخ. الموقف الهولندي باختصار شديد هو موقف صليبي ليس الا ..فهو يخالف القانون الدولي والصداقة القائمة بين البلدين تركيا وهولندا. ولكن لماذا وقفت هولندا وايدتها الدول الاوروبية هذ الموقف من تركيا ..؟ الجواب في غاية البساطة ذلك ان (اتاتورك) عندما الغى الخلافة الاسلامية وعاصمتها اسطنبول سنة 1923 تم تغيير الحياة في تركيا من دولة اسلامية تقود العالم الاسلامي.. الي دولة علمانية.. وتم كتابة (الدستور التركي) في اقبية الاديرة والكنائس.. دستور يناسب الدول الغربية ..المنتصرة في الحرب العالمية الاولى وبزعم انه يناسب ..تركيا العلمانية الجديدة الموالية للغرب . اوروبا تعلم تماما ان الرئيس (اردوغان) رفع تركيا الي مصاف الدول الصناعية والجيش التركي هو ثاني اقوى جيش في حلف النيتو (حلف شمال الاطلسي ) بعد جيش الولايات المتحدة .وهو يحمي الجناح الشرقي للحلف .ليس سرا على احد ان اردوغان منذ تسلمه الحكم قفز قفزة مذهلة بتركيا في عالم الصناعة فاصبحت تركيا تحتل المركز 17 بعد ان كانت في المركز 112 عالميا. كذلك زاد دخل الفرد من 3500 دولار سنويا الي 12000 دولار سنويا وارتفعت دقة الصناعات التركية . ووصلت المنتجات الزراعيه والصناعية التركية الي 190 دولة من دول العالم وهي صناعة ممتازة مما جعل 40% من التجارة التركية تصدر الي دول السوق الاوروبية المشتركة . وتركيا انتجت السلاح بكل انواعه واصبحت الدولة الرابعة في تصدير السلاح سنة 2016. ان الرئيس اردوغان قاد تركيا الي هذا الموقع القوي. فمادام الاتراك قد ملكوا طعامهم وسلاحهم.. فاول شيئ سوف يعملونه هو البحث عن الذات..وعن الجذور وعن مجد كان لهم يوما ما.. بل عن ميراث قديم يبحثون عنه ..فربما يحاولوا اعادته ..اي اعادة الامبراطورية العثمانية .ولكن الحد الفاصل بين الدولة التركية العلمانية ..والدولة الاسلامية هو هذا (الدستور) الذي تم وضعه خارج تركيا في اقبية الاديرة والمعابد.. بعيدا عن اعين المسلمين بل بعيدا عن اعين الاتراك انفسهم وان(تغيير الدستور) يعني عودة الدولة الاسلامية الي الوجود في تركيا ..وبمعنى ادق عودة الامبراطورية العثمانية التي يحلم بها (اردوعان) . ولكن لماذا تخاف اوروبا من عودة الدولة الاسلامية الي تركيا ..؟ اي لماذا تخاف من عودة الحياة الي عروق الامبراطورية العثمانية ..؟ فسواء كانت تركيا دولة اسلامية او علمانية ..؟ التاريخ مدرسة لمن يريد ان يتعلم فان الحاضر ولد من رحم الماضي والمستقبل هو ابن الحاضر .لذلك فان اوروبا تعرف هذا جيدا ولقد راجعوا تاريخ (تركيا) فعرفوا ان الاتراك شعب شجاع في الحرب.. شرس جدا في مواقفه .ولم تنس اوروبا علاقتهم التاريخية مع تركيا فلم تنس اوروبا ان السلطان العثماني (سليمان) فتح معظم اوروبا ..وكان البحر الابيض المتوسط كله تحت السيادة التركية ..بل ان قواته فتحت اوروبا ووصلت الي ابواب (فينا)عاصمة النمسا.ولولا مشيئة الله حيث نزلت الثلوج بغزارة على القوات التركية مما اضطرها الي الانسحاب .وترك فينا والا لكانت اوروبا الان كلها تدين بالاسلام بسبب الغزو التركي..اي غزو قوات الامبراطورية العثمانية . ويخطيء من يعتقد ان اوروبا سوف تسمح لتركيا بالانضمام الي الوحدة الاوروبية بالرغم من ان نصف تركيا يقع في اوروبا . فالعنصرية الصليبية ما زالت تحكم السياسة في اوروبا ..وان تركيا طلبت الانضمام الي الوحدة الاوروبية منذ سنة 1999 ولكن المفاوضات بينهم منذ ثلاثة عقود ولم تسفر عن شيء .ولعل الطريف في ذلك ان (المانيا) طلبت من تركيا في عهد( نجم الدين اربكان) رئيس الوزراء التركي الاسبق بان تحطم تركيا جميع ماذن المساجدالموجودة في اسطنبول . قبل ان تطلب الانضمام الي الوحدة الاوروبية..!! اضافة الي ذلك فهناك السبب الاكثر ترجيحا لهذه الازمة المفتعلة والتي تخفي خلفها رفض الدول الاوروبية لدخول تركيا في الاتحاد الاوروبي. ذلك ليست خشيتهم من الاسلام فحسب ..بل خشيتهم من سيطرة تركيا على الاتحاد الاوروبي نفسه ..؟ فهي من الناحية العسكرية اقوى دولة في اوروبا ومن الناحية الاقتصادية ايضا فانها الاقوى زراعيا وصناعيا اضافة الي انها اكثر الدول الاوروبية سكاانا ..مما سوف يجعلها تؤثر على اتحاد الدول الاوروبية ان لم تقوده طبعا لا يؤثر في هذا ما تقوله الدول الغربية.. من ان( تركيا) ليست دولة ديمقراطية وانها لا تحترم حرية الافراد ولا حرية التعبير وانها بلد الانقلابات العسكرية المستمرة .. واخيرا ذهبت السيدة (انجيلا ميركل) مستشارة المانيا الي القول بان على تركيا ان توقف حملتها على اوروبا ولا تصفها بالدول النازية او الفاشية.طبعا كل هذه الاقوال لا صحة لها . وتاكيدا لما سبق بل اضافة له ان الرئيس رجب طيب اردوغان هو مسلم متشدد لدرجة انه بعد الانقلاب الاخير قام بنفسه (بالاذان) ثم( قرأ القران) في التيلفزيون التركي.. مما يزيد مخاوف الغرب سواء الدول الاوروبية بل وحتى الولايات المتحدة الامريكية نفسها التي بدأت تبتعد عن تركيا ..من تغيير الدستور التركي. فان تغيير الدستور التركي الحالي يعني بداية العودة الي دستور جديد يلغي جميع الامتيارات التي منحت لانصار اتاتورك ويلغي الكثير من المواد التي تمنع او تحظر التحرك على الاسلاميين في تركيا وهذا من وجهة نظر اوروبا بداية لعودة الامبراطورية العثمانية الي الوجود وهو ما ترفضه اوروبا رفضا قاطعا. نعتقد ان وقوفنا يجب ان يكون مع تركيا صراحة وبصدق فهي الدولة الاسلامية المركزية في الشرق الاوسط ويجب علينا ان نتكاتف معا فالمستقبل القريب فيه مفاجات ومؤامرات على الدول العربية والدول الاسلامية من جميع الجهات. وعلينا تنفيذ قوله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم:- (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ) صدق الله العظيم.
Comments