top of page

بيــريـز ..السمسار حياً وميتاً !


من المسلم به ان ارض فلسطين ارض مقدسة عند كل الديانات السماوية الا انها بالرغم من هذه القدسية فانها محل صراع دائم على مر الزمن.ولكن يزعم حاخامات اليهود ان اسرائيل تستند إلى علاقة الله بالارض ..وعلى علاقة الله بشعب اسرائيل.. بحسب الديانة اليهودية .فان ملكية فلسطين بالنسبة لليهود تستند إلى مسلمة الهية قدرية.. ينفذها على ارض اسرائيل.. شعب الله المختار بامر لا مرد له .ونعيش مع خرافات الحاخامات .الى ان يفرج الله امرنا . نعود الي (شمعون بيريز)الذي كثر الحديث عنه فقد كان سياسيا فاشلا لم يفز في اي انتخابات خاضها في اسرائيل وهو اصبح رئيسا للوزراء لانه كان نائبا للجنرال اسحق رابين.. الذي تم اغتياله .قالوا عن (بيريز )انه اخر العمالقة الذين بنوا دولة اسرائيل واسترجعوا ارض اسرائيل من المحتلين العرب ونسوا او تناسوا الجرائم الكثيرة التي ارتكبها في حياته سواء كان في السلطة او خارج السلطة ومنذ اليوم الاول لقدومه الى فلسلطين من بولندا فهو بولندي الجنسية ثم فلسطيني زمن الانتداب البريطاني.. ثم اسرائيلي الجنسية.. بعد اعلان دولة اسرائيل سنة 1948 لقد كان بيريز اكبر سفاح في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي فقد كان سمسارا جيدا اثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 بعد تاميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس.. فقد بدأت المؤامرة على مصر وكان شمعون بيريز خير من يستغل ذلك الوضع.. فارسله (دافيد بن جوريون )الذي كان رئيسا لوزراء اسرائيل في ذلك الوقت ارسله ليكون مندوبا عن اسرائيل.. حيث تمت المؤامرة بارسال قوات اسرائيلية  لتحتل سيناء..ثم تقوم القوات الانجليزية والفرنسية بتكملة المهمة. وكان (نصيب) اسرائيل الذي حصل عليه بيريز هو (المفاعل النووي) في (ديمونا) لاجراء الابحاث وصنع القنابل الذرية ..التي جعلت اسرائيل متفوقة على العرب مجتمعين حتى اليوم .لقد نسي الذين يكتبون عن (جنازة بيريز )ان هذا كان وحشا ادميا لطيفا.. يغلف انيابه بالابتسامة الصفراء ويغطي شراسته بالكلام اللطيف.. فهو يتقن (العربية )تماما نسوا جرائمه التي لا تعد واهمها احضار المفاعل النووي في ديمونا من فرنسا ثم انه اصدر اوامره الى الاسرائيليين بالاستيطان في الضفة الغربية المحتلة باعتباها جزءا من ارض اسرائيل التي وردت في التوراة ..حيث ورد الاتي :- (وقال الرب لابرام بعد اعتزال لوط عنه ..ارفع عينيك وانظر من الموضع) (الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لان جميع الارض التي انت) ( ترى لك اعطيها ولنسلك الى الابد ) التوراة – الاصحاح الثالث عشر. وبذلك غرس (بيريز) اقدام اليهود في الضفة الغربية ..التي اصبح نصفها تقريبا تكسوه بيوت المستعمرات او بيوت المستوطنات.ولا ننسى جريمته عندما اعطى اوامره باطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية على قرية( قانا) اللبنانية بالرغم من وجود جنود هيئة الامم المتحدة في الموقغ ..وهي جريمة استنكرها العالم .اما جنازته فهي فعلا غريبة فهو اول رئيس اسرائيلي (خارج السلطة.). يقام له مثل هذا الاحتفال.. جنازة ضخمة يحضرها رؤساء من انحاء العالم وكلمات تابين لم يسمعها في حياته وهي حقا اغرب جنازة لرئيس سابق.. فان رئيس الوزراء في اسرائيل هو الذي بيده السلطة الفعلية لادارة شؤون البلاد اما رئيس الدولة فهو منصب شرفي او بروتوكولي يقتصر عمله على تكليف رئيس الحزب الاكبر بتاليف الحكومة واستقبال الشخصيات المهمة التي تزور البلاد . جنازة الرئيس الاسرائيلي( شمعون بيريز) كانت اول واغرب جنازة لرئيس اسرائيلي سابق..فاليهود عادة يذلون زعماءهم مهما قدموا الى بني جلدتهم.. فهذا في دمهم فالوفاء ليس في قاموس حياتهم..فهم شعب غريب الطباع فهم يكرهون زعماءهم بشكل رهيب..لدرجة انهم اتهموا (سيدنا موسى )عليه السلام (بالخيانة) بالرغم من انه _(نبي الله) وهو الذي اخرجهم من قبضة فرعون طبعا باوامر وتوفيق من الله جل شانه وان (موسى عليه السلام)امره الله  ان اضرب بعصاك البحر فانفلق البحر ودخل بنو اسرائيل ثم اغرق الله (فرعون)ومن معه هذه اخلاقهم . ولكن (بيريز) غير مفاتيح اللعبة في مماته..كما غيرها في حياته ..ففي حياته كان مهندس اتفاق (اوسلو) المشؤوم ونتيجة له حصل على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع الجنرال رابين ومع عرفات.الا انه قال ان المفاوضات مثل الركض على الحواجز فاذا توققفت عن القفز تخسر اللعبة اي المفاوضات ولا ندري اراد للفلسطينيين ان يركضوا الى اجل غير مسمى ..؟ لم تصعقنا رؤية الرئيس الامريكي(باراك اوباما) وهو يحضر من واشنطن الى اسرائيل للسير في جنازة السفاح الاسرائيلي شمعون بيريز بالرغم من انه ليس له صفة رسمية .فهو رئيس سابق ..ولم نفاجأ بالرئيس الامريكي وهو يلبس (قلنسوة اليهود) على راسه فقد جاء لتوديع صديقه ويبدو انه كان كبير مستشاريه.. وخطاب التابين الذي القاه اوباما كان مزعجا من انه قال ان اليهودية والمسيحية بنيا على اساس صلب.. فكانما العقيدة الدينية هي سبب هرولة الرؤساء الامريكيين في تقديم المساعدات الى اسرائيل..علما بان اليهود والمسيحيين على خلاف عظيم فعندما جاء (السيد المسيح) عليه السلام الى الارض انكره اليهود ولم يعترفوا به وحاكوا له المؤامرات عند الحاكم الروماني.. لانهم يعتقدون ان المسيح القادم يجب ان يكون من سلالتهم.. ويهدي المسيحيين الى الديانة اليهودية ثانية. راينا لفيفا من زعماء العالم الرئيس الفرنسي (هولاند )ثم الرئيس الامريكي السابق (بل كلينتون) ثم رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) مع وفد فلسطيني كبير  يعزون بوفاة “المرحوم” ..ولا ندري هل يبكي الشعب الفلسطيني على حاله ..؟ فالرئيس يذهب للتعزية في اكبر سفاح خدم اسرائيل ضد الفلسطينيين خاصة وضد العرب عامة .واما محمود الهباش فيقول لو كان (سيدنا محمد)عليه الصلاة والسلام على قيد الحياة لسار في جنازة (بيريز) .. وعلى كل فلنترك محمود عباس ووفده دون تعليق.. الى مقال قادم اذا بقي في العمر بقية. الغريب الذي رايناه في جنازة وتابين (بيريز) انقلاب حقيقي في الحياة الاسرائيلية فماذا حصل ..؟لقد مات زعماء كبار لاسرائيل ولم نشهد لهم(تابينا )بل ولم نشهد لهم جنازة صغيرة او كبيرة.. التفسير الوحيد في اعتقادنا ان (بيريز) كان سمسارا ناجحا كما صوره (شكسبير) في روايته الخالدة (تاجر البندقية )فكان له فضل على جميع من حضروا.. فان( باراك اوباما) قبل ان ينتخب رئيسا للولايات المتحدة  زار اسرائيل وزار حائط المبكى.. وارتدى القلنسوة اليهودية ووقع الاقرار بعدم التخلي عن اسرائيل .وبالتاكيد كان صديقا  لبيريز كما قال في خطابه .فكان بيريز سببا في الضغط على يهود امريكا لانتخابه .ونفس الشيء بالنسبة لعباس فقد وقعا اتفاقية اوسلوا معا في واشنطن واكيد هو السبب في بقائه رئيسا للسلطة الفلسطينية في رام الله. السياسة لعبة قديمة حديثة الذكي من يلعبها..صحيح ان بيريز كان فاشلا في اسرائيل فلم ينجح في اي انتخابات الا انه كان سمسارا ناجحا لمن يحتاج اصوات اليهود. الاذلال والمهانة التي اصابت زعماء اسرائيل  تجنبها (بيريز) ما يجعلنا نقول بحق ان (شمعون بيريز) وان لم يقل دموية عن سابقيه  الا انه اجريت له جنازة حضرها زعماء العالم.. وقاموا بتابينه ..ما يجعلنا نؤكد انه قام بانقلاب في مماته مثل الانقلابات التي عملها في حياته.

0 views0 comments

Comments


bottom of page