تركيا خط احمر.. الي اين ..؟؟
تركيا خط احمر هذه الايام ..ولكن الي اين ..؟ الرئيس( اردوغان)عزيز على قلوبنا ..فنحن للا ننسى مواقفه مع (شمعون بيريز) فيمؤتمر دافوس سويسرا.. ثم لا ننسى اسطول الحرية التركي الذي جاء الي مدينة (غزة هاشم) لفك الحصار الاسرائلي عنها واستشهاد 9 من اخواننا الاتراك على ظهر السفينة (مرمره) عندما تعرض لهم الاسطول الاسرائيلي في المياه الدولية. وتقديم تركيا باخرة لتمد غزة بالكهرباء 24 ساعة في اليوم.. وهذا لم يفعله ابناء عروبتنا ..بل لم يفعله الشقيق الفلسطيني. ولا نؤاخذه على عدم تكملة الطلبات وفك الحصار عن غزة .. فان رئيسنا والحمد لله اسوأ بكثير.ولكن ما نراه الان يجعل صعوبة في الكتابة عما يجري في تركيا ونراه على شاشات الفضائيات.. فانت تحتاج الي قاريء فنجان او ضاربة ودع.. حتى تفسر ما نراه والي اين ..؟ فالكاتب عن تركيا اليوم كمن يسير في طريق مليء بالمتفجرات .. فكل لحظة يظهر خبر جديد.. فنحن امام البحث عن حل للكلمات المتقاطعة والوصول الي الحقيقة.. وهذه كانك تتسلق جبال الهملايا فنحن امام اسئلة لها اول وليس لها اخر.. وكلها بدون جواب دقيق.وليس لدينا معلومات الاما نشاهده على الشاشات الفضائية ومن مصدر واحد .فقد جرى انفجار هائل في البنية التركية كلها .وهذا يؤدي الي اعادة بناء تركيا مختلفة عن تركيا القديمة او يؤدي الي الفوضي الشاملة لا سمح الله .ويضعنا امام اسئلة معقدة مثلا هل وقع انقلابعسكري حقيقي في تركيا ام انه انقلاب مفبرك..؟نرى قوات الشرطة التركية وهي تداهم القواعد العسكرية وتعتقلالاف الضباط والجنود بحجة انهم قاموا بالانقلاب الفاشل فهل هذا لمصلحة تركيا ..؟ثم راينا طرد الاف القضاة والمدعين العامين من مناصبهم بدون محاكمة ..؟ والمؤلم اكثر هو اذلال كبار ضباط الجيش التركي بان تقوم قوات من الشرطة باقتحام القواعد العسكرية واغتقال اكثر من 100 جنرال من كبار ضباط الجيش..فهل هذا لمصلحة تركيا او ياتي بنتيجة عكسية..؟ وصول موجة الاعتقالات الي المؤسسة التعليمية وطرد المئات من اساتذة الجامعات وعمداء الكليات وكانهم اشتركوا في الانقلاب ..؟ ترى هل هذا اخر انقلاب عسكري في بلد الانقلابات العسكرية ام المستقبل مشحون..؟من هي القوة الحقيقية التي افشلت الانقلاب ومخطاطهم بهذه السرعة هل هو الشعب التركي كما قيل في اول الامرحفاظا على الديمقراطية ..؟ام انه جهاز الاستخبارات الذي علم بوجود انقلاب فاتصل بالقيادة العسكرية ثم اتصل مباشرة بالرئيس (اردوغان).ونصحه بمغادرة الفندق الذي كان يقضي فيه اجازته الصيفية في (مرمريس.؟) ام انه الجيش التركي الذي رفض الانقلاب ولم يسانده ولو ببيان علة ورقة ..؟اذا سلمنا بصحة الاجابات على هذه الاسئلة ولو كان تسليما افتراضيا اي فعلا وقع انقلاب عسكري فاشل.. وان الجكومة تلقي القبض على الانقلابيين.. وانها تطهر المؤسسة العسكرية ..والمؤسسة القضائية.. والمؤسسة التعليمية ..اي باختصار شديد تطهر الدولة كليا .وهذا حق من حقوق الدولة بدون ادنى شك ولا يؤثر الاعتراضات التي تقولها امريكا على خجل فهي تطلب من تركيا الاسطوانة القديمة وهي الديمقراطية وحفظ حقوق المواطنين وحرياتهم ..الخ. ونبقى امام الحقيقة وجها لوحه.. والسؤال هو ماذا يريد الرئيس (اردوغان)..؟انه اثار عاصفة.. لم تمر البلاد بمثلها متسلحا بصوت الشعب التركي.. الذي رفض الانقلاب ..فهو ليس حزب (العدالة والتنمية) الذي يراسه (اردوغان ) فقط بل كل الاحزاب التركية بدون استثناءتناست خلافاتها الحزبية وفضلت مصلحة الوطن فان حكم العسكر مرفوض مرفوض مرفوض .لقد اصبح الانقلاب خلفنا ورفعت القدسية عن جميع التحالفات السابقة مع الاصدقاء وبالتالي رفعت القيود عن الدستور فيمكن الاستجابة الي رغبات الشعب واجراء التعديل المطلوب .ولم تبالي الحكومة التركية باحتجاجات الدول الغربية بخصوص عاصفة التطهير فقال يلتزم رئيس وزراء تركيا في مؤتمر صحفي:- ( اريد ان اسال اصدقائنا الامريكيين عندما سقط البرجين في نيويورك.. هل طلبتم ادلة عند اعتقالكم المئات.. وارسلتوهم الي سجن (جوانتنامو) بدون محاكمه ..؟ نحن ادرى بمصالحنا ونحن دولة ديمقراطية فيها مؤسسات قانونية نحافظ عليها وكل من نعتقله سوف يقدمون الي محاكمة عادلة . ونصل الي النتيجة الحتمية لما سبق وهي ان الرئيس (رجب طيب اردوغان)خرج من هذه المعركة منتصرا وراكبا حصانه الابيض وشاهرا سيفه.. فهو يخطط لتركيا جديدة ليس فيها من يعترضه او يعارضه متحديا حلفاءه السابقين الولايات المتحدة الامريكية وحلف( الناتو) فهذه هي اللحظة المناسبة التي يفرض شروطه على من يريد مصادقته وهو يعلم ان تركيا هي الجناح الشرقي لحلف شمال الاطلسي فالغرب لن يستغنوا عن تركيا .ويكفي الصفقة التي تمت بين تركيا وبين الاتحاد الاوروبي بخصوص وقف( المهاجرين) غير الشرعيين الي اوروبا فان تركيا لديا اوراق كثيرة تلعب بها امام الغرب . ونتساءل هل يخطط اردوغان لدولة تحمل اسمه مثل اتاتورك..؟ويكون حزب العدالة والتنمية محافظا عليها الي امد طويل مادام دخل التطهير الي المدارس والجامعات وعمداء الكليات فمعنى هذا ان الرئيس( اردوغان )عازم على تغيير الثقافة التركية اي انه عازم على عودة تركيا الي الاسلام .. اي اسلمة الدولة .ويبدو ان هذا كان حلما قديما يراود الرئيس (اردوغان) فان استاذه هو الرئيس (نجم الدين اربكان) رئيس وزراء تركيا الاسبق الذي اجبره الجيش على الاستقالة ومنعه من الاشتغال بالسياسه فسلم الامر الي الرئيس (اردوغاان) .ومن قبلهم الشهيد (عدنان مندريس) رئيس وزراء تركيا الاسبق.. الذي حاول اعادة تركيا الي دينها الاسلامي بدلا من العلمانية ..التي فرضها( كمال اتاتورك )علي تركيا بعد ان الغى الخلافة الاسلامية سنة 1923 فقام مندريس باعادة الاذان باللغة العربية وبنى في تركيا 10000عشرة الاف مسجد وسمح باداء الحج بعد ان كان ممنوعا .ولكن تدخل الجيش التركي باعتباره وصيا على جمهورية اتاتورك العلمانية بانقلاب واستولى على السلطة (واعدم عدنان مندريس) طبعا الظروف الان تغيرت ونحن امام تركيا المسلمه بقيادة السلطان اردوغان .. اما العرب فسوا ء ارسلوا التهاني او ارسلوا الشتائم فكلهم على شواطيء نيس عند الحسناوات الفرنسيات فلا قيمة لهم في العالم.
コメント