ترمب وعباس.. والمصائب الجديدة ..على فلسطين؟
لم اعرف رجلا في حياتي يسخر كل ما اوتى من ذكاء.. ومن قوة في استعداء الناس عليه مثل الرئيس محمود عباس، انا شخصيا فكرت كثيرا في ان اكتب مقالا امدحه او اشكره على تصرفاته تجاه القضية الفلسطينية .. وما يعمله للشعب الفلسطيني الذي يفترض انه رئيسه.. بغض النظر عن انتهاء رئاسته وعن تعيينه رئيسا من قبل وزراء الخارجية العرب، ولكن بكل الم كلما احاول يخرج علينا الرئيس بمصيبة جديدة.. ولا ادري هل هي من بنات افكاره او هي من احد المستشارين الذين حوله.. لقد اختلف مع الرئيس ياسر عرفات منذ البداية واراد سحب صلاحياتهما جعل الرئيس ابو عمار يصفه (كرزاي فلسطين) تشبيها الى كرزاي افغانستان ثم المشاكل في غزة منذ الانفصال وعشرات المرات للصلح.. ولكن بدون فائدة ومحاربة اصدقائه من الحرس القديم بدأ من (فاروق القدومي) الى(محمد دحلان) الى ( ياسرعبد ربه) واخيرا خصم 30% من رواتب الموظفين في (قطاع غزة )المحاصره من اسرائيل برا وبحرا وجوا وهو يعلم ذلك ولكنه يكسب اعداءا جدد .. والقائمة تطول. بداية انا شخصيا ليس لي اي عداوة مع الرجل.. وكل ما اذكره اننا تقابلنا في مكتب الشهيد البطل (ابو جهاد) خليل الوزير في دمشق سنة 1970 بل لا توجد اي علاقة شخصية بيننا . وان كنت اتمنى ان اكون مثل باقي الشعوب.. فيكون لنا رئيس نعرفه ونزوره .. ونفتخر به.. ونقول له بالروح وبالدم نفديك يا (ابو مازن) مثل باقي الامم. ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فلا يكاد يمر يوما الا ويجلب الاخ مصيبة جديدة للشعب الفلسطيني وكانه مغرم بحب المصائب حبه لاغاني ام كلثوم والياس ساسون . طبعا لا يمكن ان نتدخل في حياته الخاصة فهذا ليس من شاننا وهو حر في حياته بالرغم من انه شخصية عامة .. وتصرفه ينعكس على شعبه ايجابا او سلبا، ولكني شخصيا ليس من عادتي ان اتدخل في الحياة الخاصة . طبعا الرئيس يؤمن بالمفاوضات مع العدو الاسرائيلي بالرغم من انه امضى عشرات السنين في مفاوضات عبثية منذ توقيع اتفاق اوسلو المشؤوم حتى اليوم ولم تتحرر فلسطين بل تخلى عن كل الثوابت الفسطينية التي قدمنا مئات الشهداء الابرار والوف الاسرى العظام من اجل تحقيقها وبكل امانة سئمنا من توجيه سهام الانتقاد الشريف اليه ولكن بدون فائدة فالرجل حسب الموقف حسابا دقيقا وحسم امره ولا فائدة من النقدالبناء. فيبدو انه وضع نفسه في حساب دقيق مع اسرائيل فاذا ترك ما يدعوا اليه من سلام مع ذئاب اليهود الكاسره فمصيره مثل مصير (الرئيس ياسر عرفات) او ربما يكون مع المناضل (مروان البرغوثي) في احد سجون الاحتلال وعلى احسن سيناريو فتقوم اسرائيل (بطرده خارج البلاد).. لذلك اختار الاخ الرئيس المفاوضات وهو يعلم انها نفق ليس في نهايته بريق نور او امل في ايجاد حل للقضية الفلسطينية. ولم يرغب ان يكون بطلا قوميا شهيدا مثل ابو عمار او معتقلا مثل البطل مروان البرغوثي ورفاقه .. وفضل البقاء على كرسي الرئاسة ولو كان من خشب. لقد قام بتوقيع اتفاق اوسلو المشؤوم سنة 1993 كما هو معروف للجميع الذي نص على قيام دولة فلسطينية يعد مفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل بحيث لا تزيد عن خمس سنوات ..الماده رقم (ا) ومضت خمس سنوات وعشرة وعشرين حتى يومنا هذا ولم تعطينا اسرائيل شبرا من ارض اسرائيل وكانت هذه اول المصائب التي جلبها فقد تنازل عن 79% من ارض فلسطين ولو تنازل غيره عن 1% لكان مصيره لا تحمد عقباه .. الا انه كان في عباءة الرئيس ياسر عرفات.. فاحترمه الشعب الفلسطيني. وسئمنا من الاتفاق الامني مع اسرائيل مقدس ومالي ومال القدس ولم نطلق طلقة واحدة من الضفة اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة سنة2014وتفتيش حقائب التلاميذ بحثا عن سكين لقتل اسرائيلي والاعتقالات ..الخ. والقائمة تطول. ان المصيبة الجديدة هي قانون تشريع المستوطنات التي بنيت على اراضي فلسطينية باثر رجعي اي منذ سنة 1967 ولم يحرك الرئيس ساكنا/ بالرغم من وجود معارضة اسرائلية لهذا القانون. وخطورته ان هذا القانون شجع التيار الديني المتطرف في اسرائيل وكلهم متطرفون اي اعتبار ارض فلسطين كلها ارض اسرائيل التوراتية.. وهي ملك خاص لليهود فقط.. بدون منازعة من احد وبحسب هذا القانون يستطيع اي(مستوطن) يهودي قادم من اخر الدنيا فيغتص بقطعة ارض تعجبه بالقوة حتى لو كات في قلب مدينة (رام الله) عاصمة السلطة الوطنية الفلسطينية. وجاء الرئيس الامريكي جورج بوش الابن وفي احدى( لحظات جنونه) قال يجب ان تكون هناك دولة للفلسطينيين على حدود 1967 وفرحنا وهلل عباس ودخل في مفاوضات في عهد بوش واصبحنا امام حلم من احلام اليقظة وكاننا حررنا القدس ويافا وحيفا وكل فلسطين واستيقظنا من حلم اليقظة لنكتشف انه جزء يساوي 7% من فلسطين الحبيبه فقط وهو ما سمي (حل الدولتين) اي دولة للفلسطينيين واسرائيل دولة اليهود .وذهب الرئيس بوش ولم نحصل على الدولة. يعني مصيبة جديدة بطلها بوش وعباس. ثم جاء الرئيس الامريكي (كلينتون) وقام محمود عباس باجراء مفاوضات في عهده ولم نحصل على الدولة. ثم جاء الرئيس الامريكي (اوباما ) ولم نحصل على الدولة الفلسطينية او حل الدولتين .امضينا العمر ونحن نرى عباس في احضان نتنياهو وليفني في مفاوضات ضاحكة… واخيرا قال نتنياهو ان (محمود عباس) لا يمثل الفلسطينيين ولا يصلح شريكا للمفاوضات ورفض الجلوس معه على طاولة المفاوضات بالرغم من انها عبثية، لم نكسب سوى مصائب على رؤؤس الفلسطينيين فقتل ابنائنا في الشوارع وحرق الاطفال وهدم البيوت والاعتقالات الادارية وعباس يتفرج..!! واخيرا انتخب الشعب الامريكي الرئيس (دونالد ترمب )وهو في احضان اليهود غارق وشرب من كأس الصهيونية حتى الثمالة وهو ينتظر حفيدا يهوديا كما قال في التلفزيون نظرا لان ابنته ( فيونكا) متزوجه من الملياردير اليهودي كوشنير واول بشرى من ترمب الي الفلسطينيين انه سوف ينقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي (اورشليم) القدس العاصمة الابدية للدولة اليهودية، ليت الامر انتهى عند هذا الامر على اهميته القصوى.. فان الولايات المتحدة اعتبرت القدس الشرقية مدينة محتلة.. منذ سنة 1967 ولذلك رفضت نقل سفارتها الي القدس منذ ذلك الوقت اما الرئيس ترمب فهو ينظر الي القضية الفلسطينية بعين واحده هي عين اسرائيل . واخيرا تخلى الرئيس ترمب عن حل الدولتين قائلا ان حل الدولتين ليس الحل الوحيد لحل الصراع اليهودي مع الفلسطينيين.. سواء كان حل الدولة الواحده او الدولتين، المهم نرى السلام، وفي تصريح اخر له في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع ( نتنياهو) في واشنطن قال ترمب:-(اي حل على اساس حل الدولتين لا يجلب السلام.. ليس هدفا يريد ايا كان ان يسعى الي تحقيقه). وبذلك دفن الرئيس الامريكي (دونالد ترمب) وهو من الحزب الجمهوري الذي يتمتع باغلبية في الكونجرس.. وفي مجلس الشيوخ الامريكي.. مما يسهل على الرئيس تنفيذ قراراته بدون معارضه. وسوف يبدأ مع عباس في جلب مصيبة جديدة للفلسطينيين ..وطبعا الرئيس على استعداد لتوقيع اي اتفاق.. اخر غير اتفاق (اوسلو) كما سربته بعض الصحف الاسرائلية من ان (نتنياهو) يريد غور الاردن باعتباره حدودا استراتيجية الي اسرائيل كما انه يريد ضم جميع المستوطنات التي تم بناؤها في الارض الفلسطينيه والتي كان يقال عنها انها مستوطنات غير شرعية فقد صدر قانونجديد عن (الكنيست )البرلمان الاسرائيلي هو قانون شرعنة المستوطنات المقامة على ارض الفلسطينيين. باثر رجعي اي منذ سنة 1967 الرئيس محمود عباس لم يعترض على شيء.. بل ذهب الي ستوديو اراب ايدول. ولكن الحمد لله يوجد في فلسطين نساء لا تقل وطنية عن الرجال فهذه الدكتورة (حنان عشراوي) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريراعترضت على سياسة الرئيس( ترمب ) وقالت الي وكالة (فرانس برس) ان هذه ليست سياسة مسؤلة ولا تخدم قضية السلام واضافت ان الادارة الامريكية الجديدة تسعى الي ارضاء تحالف (نتنياهو )المتطرف ولا تنظر الي احلال سلام عادل. ويبدو ان الرئيس عباس بلغ الرابعة والثمانين من العمر وهو يمسك بكرسي الرئاسة بيده وباسنانه وكانه سوف ياخذ كرسي الرئاسة الي الجنة الله اعلم بحسب عمله في الدنيا لقد بلغ من العمر عتيا الا يريد ان يرتاح ..؟ الموظفون عندما يبلغوا الستين من عمرهم يحالون الى التقاعد ليت الرئيس يرتاح من تلقاء نفسه.قال تعالى :- (ومنكم من يرد الي ارذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا ان الله عليم قدير ) . صدق الله العظيم.سورة النحل. اللهم ارحمنا برحمتك وابعد عنا المصائب وانزل علينا رحمتك يا رب العالمين..!!
Comments