زيارة البشير.. السعودية تؤسس تحالفا عربيا اسلاميا في سوريا
قبل ان تسدل ستارة الايام يام على عام 2018 بالرغم مما حمله من ماسي على الشعب السوري الشقيق خاصة وعلى الامة العربية عامة فاننا راينا نورا مضيئا في نهاية النفق المظلم فيه من رحمة الله على سوريا جاءت قبل قوسين او ادنى من على وشك طيه ضمن جدول النسيان في جدول الزمان وهو قدوم الرئيس .. الرئيس السوداني عمر حسن البشير الي دمشق في زيارة فاجآت العالم وهي زيارة سرية لم يعلن عنها الا بعد وصول سيادته دمشق وكان في استقباله سيادة الرئيس السوري بشار الاسد على ارض المطار فتعانقا عناقا اخويا طويلا . فقد قامت الثورة السورية سنة 2011 وكانت ثورة سلمية نادي ثوارها بطلب بسيط ومشروع وهو العدالة الاجتماعية بين الشعب السوري فيوجد بعض الحيتان الكبار اعتقدوا ان سوريا مزرعة لهم ورثوها بطريقة غير مشروعة فاصبحنا نرى طبقة تعيش في ثراء فاحش بينما الاخرون اوشكوا على خط الفقر. وفجاة اصبحت الارض السورية قبلة لكل افاقي الارض وكل عاطل عن العمل بل كل طامع في ثروة سوريا فحولوا الثورة السلمية الي ثورة عسكرية مسلحة وبدات المؤامرة الكبرى على سوريا والباقي معروف . فجاة جاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير الي دمشق في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها الا بعد وصول سيادته الي دمشق واستقبله الرئيس السوري بشار الاسد على ارض المطار وتبادلا العناق الاخوي طويلا كانت هذه الزيارة من اهم احداث العام فهي تحمل دلالات كثيره وتوزع رسائل في كل اتجاه لمن يريد ان يعرف بداية كانت زيارة الرئيس السوداني البشير هي زيارة اول زعيم عربي الي دمشق منذ سنة 2011اي منذ بدء المؤامرة على سوريا وليس سرا نعلنه او اكتشاف جديد نظهره وهو ان بعض الدول العربية اشتركت في تلك المؤامرة القذرة ودفعت المليارات للتخلص من النظام السوري باعتباره راس حربة لنظام المقاومة العربية والاسلامية ضد اسرائيل وحلفائها في المنطقة. صحيح ان جمهورية السودان اثرت البقاء على الحياد منذ البداية فلم تشترك في المؤامرة لا بالتسليح ولا بالتدريب ولا بتسهيل السفر الي الجبهة السورية ولا باي شكل من الاشكال بل بقيت السفارة السودانية في دمشق والعلم السوداني خفاق في سماء سوريا كما ان الطيران السوداني استمر في الطيران كعادته يطير بين دمشق والخرطوم والعالم. وهذه الزيارة تعني الشيء الكثيرليس الي سوريا فقط بل الي العالم العربي والاسلامي والدولي كل بحسب دوره في سوريا ..قربا او بعدا ونبدأ بالمملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى او الصغرى بحسب الدور الذي لعبته فان الرئيس السوداني لا يمكن ان يزور دمشق بدون علم من المملكه العربية السعودية فالتحالف بينهما اشد وثاقا من اي دولة اخرى فالقوات السودانية تحارب مع القوات السعودية في اليمن ضمن الحلف الذي قادته المملكة العربية السعودية ولا يوجد حلف اقوى من حلف الدم ..الذي نزف من الشهداء السودانيين على ارض اليمن الشقيق.. الذي امتزج بالدماء السعودية التي خضبت ارض اليمن. ونسال الله انتهاء هذه الحرب بين الاشقاء . ومن جهة ثانية فان السودان دخل في حلف البحر الاحمر وخليج عدن ..الذي نادت به المملكة العربية السعودية وتكون الحلف من السعودية ومصر وجمهورية السودان وجمهورية الصومال وجمهورية جيبوتي وجمهورية اليمن.. بهدف حماية التجارة العالمية ومحاربة الارهاب في البحر الاحمر وخليج عدن وباب المندب الذي يمر فيه 13% من تجارة العالم هذا اضافة الي ان المملكة العربية السعودية وقعت معاهدة مع السودان لتمويلة بالالاف الاطنان من النفط لمدة (خمس) سنوات كما قال وزير النفط السوداني السيد (عبد الرحمن عثمان ).وجاء في صحيفة (سودان تربيون) ان المملكة العربية السعودية قدمت مساعدات عسكرية الي الجيش السواداني بقيمة 5 مليار دولار هذه العلاقات الحميمة بين المملكة العربية السعودية والسودان جعلته اقرب الدول الي حمل رسالة الي القيادة السورية.. والي الرئيس بشار الاسد تجديدا من المملكة العربية السعودية بعد تغير الاحوال. لقد صرح وزير خارجية السودان السيد( ابراهيم غندور) بان وزيرز الخارجية السعودي السيد (عادل الجبير) قام بزيارة خاطفة الي السودان يوم الاثيين الموافق 10 /12/2018اي قبل زيارة البشير الي دمشق باسبوع واحد فقط ..ولقد اتسمت باهتمام بالغ فقد قابل الرئيس عمر حسن البشير وبحث معه الاوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة في الظروف الحالية وسلمه رسالة من العاهل السعودي وطبعا لم تكن تلك الزيارة مجرد نزهة.. لوزير الخارجية السعودي الذي يعمل بصمت فقد طلب من الرئيس (عمر حسن البشير) ان تكون زيارته الي سوريا مقدمة الي عمل سعودي.. تعد له المملكة العربية السعودية مع رسالة شفوية الي الرئيس السوري مفادها (عفا الله عما مضى) وان المملكة تدعم سوريا في كل المجالات واذا وافق الرئيس بشار الاسد فان جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على استعداد لتوجيه دعوة رسمية لزيارة الرياض.. وان المملكة العربية السعودية مستعدة للمساهمة في اعمار سوريا..ويبدو ان الرئيس السوري اعجب بهذا الموقف الجديد للملكة العربية السعودية ولا نعرف رد الرئيس السوري عليه بعد وان كان المرجح انه ايجابي. ولكن يبقى السؤال الاكثر اهمية بل الاكثر تعقيدا. لقد تمت تسريبات بان زيارة الرئيس (عمر حسن البشير) تمت بترتيب من الرئيس (الروسي بوتين )الذي يحاول ايجاد تسوية سياسية في سورية قبل الولايات المتحدة وهو يفتح خطوطا جديدة للحل فقد قال مصدر صحفي سوداني ان وزير الخارجية السوداني (ابراهيم غندور) قال ان مشاركة السودان في العمليات العسكرية في سوريا ممكنه..( ضمن التحالف العربي الاسلامي) لمحاربة الارهاب . واضح ان المملكة العربية السعودية.. بعد ان تغيرت موازين القوى في سوريا.. فهي تريد ان تسترد دورها الاقليمي وتلحق القطار قبل ان يغادر المحطة.. وهي تحاول تشكيل تحالف عربي اسلامي عسكري لمنع تقسيم سوريا.. ويكون الرئيس بشار الاسد ضمن هذا التحالف .. على غرار حلف البحر الاحمر وخليج عمان ولكن بوجوه جديدة. اما المعارضه السورية.. فاصبح مصيرها معلقا في الهواء الطلق.. وسبحان مغيرالاحوال . الايام القليلة القادمة سوف تعطينا معلومات اكثر على تفاصيل هذا الحدث. كاتب فلسطيني
Comments