من يتجرع السم.. ترمب او خامئني..؟
الرئيس الامريكي دونالد ترمب هو رجل تجارة اكثر منه رجل سياسة فالسياسة في مفهومه لها مقياس خاص وهو الربح والخسارة فقط. فاطلق صواريخا في الهواء الطلق نحو الاعداء والحلفاء عل السواء وهو لا حماية مجانا بل يجب دفع التكاليف. ان اكبر مشكلتين امام( ترمب) هما مشكلة (كوريا الشمالية )ومشكلة( ايران) اما بالنسبة الي (كوريا )فهو يحلم بانهاء الحرب الكورية بين كوريا الشماليه وكوريا الجنوبية التي لم تنتهي منذ سنة 1952( ونزع السلاح النووي) من كوريا الشماليه ولقدد اجتمع الرئيس( ترمب) مع الرئيس الكوري الشمالي (كيم جونج ان ) في (سنغافورة) من اجل نزع السلاح القاتل من ايدي كوريا مقابل ضمانات مالية ضخمة والغاء جميع الغقوبات المفروضة على كوريا من مجلس الامن ومن الولايات المتحدة.وهو اجتماع تاريخي غير مسبوق. ويبدو ان( ترمب) مرتاح لذلك اللقاء..فقد تم توقيع( اتفاق شامل) بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.ولم يتسرب الكثير عنه بعد. الا ان وزير خارجيته (مايك بومبيو) قال امامنا مفاوضات شاقة وطويلة . المهم ان( ترمب )وضع يده في يد الرئيس الكوري (كيم) ولم يعد بينهما تشنجات اوشتائم بل هما على حافة الصداقة بدلا م حافة الهاوية. بقيت المشكلة المزعجه الي( ترمب) والي الولايات المتحدة وهي( السلاح النووي الايراني) وهي عكس الحال مع كوريا الشمالية ..فهما على حافة الهاوية.. بدلا من حافة الصداقة .. التي كانت بينهما زمن الشاه (محمد رضا بهلوي) قبل الثورة الاسلامية في ايران سنة 1979 حيث اصبح الشعار المرفوع دوما( الموت لامريكا) (والموت لاسرائيل) .معلوم ان( ايران) وقعت الاتفاق النووي مع الدول 5+1 اي الولايات المتحدة والدول الاوروبية زمن الرئيس السابق (باراك اوباما) . الا ان الرئيس (ترمب) شن حملة عنيفة على هذا الاتفاق اثناء حملته الانتخابية.. واعتبره اسوأ اتفاق على الاطلاق.. وهدد تمزيقه.. وبعد نجاحه في الانتخابات مزق الاتفاق فعلا. فقد انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق.. وترتب على هذا عودة العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على( ايران) بل اضاف ترمب عقوبات جديدة في منتهى القسوه ..اهمها انه منع الشركات الاوروبية من التعامل مع( ايران) وخيرها بين التعامل مع الولايات المتحدة او( ايران). وقالت وكالة (الاشوسيوتد برس) ..النظام المالي العالمي متشابك ومرتبط بالولايات المتحده ..فلا تستطيع اوروبا المضي في اعمال تجارية مع( ايران) بدون التعرض للعقوبات الاقتصادية الامريكية ) حاولت الدول الاوروبية ان تحمي شركاتها من العقوبات الامريكية الا انها لم تفلح ..وانسحبت معظم الشركات الاوربية من( السوق الايراني) بالرغمم من استثماراتها الضخمة . ولم يكن الانسحاب من الاتفاق النووي الا خطوة البداية فاستمر الهجوم الامريكي على ايران فهدد الرئيس (ترمب) بتغيير( النظام الحاكم) في ايران ثم قال وزير الخارجية الامريكية السابق( في اي مكان في العالم تجد فيه مشكلة فانك تجد ايران خلفها) واستمر ترمب في هجومه على ايران فصرح الي صحيفة (فوكس نيوز) بتاريخ 26/2/2018 ان ( اوباما) انقذ ايران.. بان افرج عن مائة وخمسين مليار دولار بينما كانت ايران (على وشك الافلاس).. ولكنها لم تبني مدارس ومستشفيات لشعبها بل انفقت المبالغ الطائلة على الارهاب .واخيرا ادلى وزير الدفاع الامريكي بدلوه في الهجوم على ايران اثناء زيارة له الي (اليابان) فوجه سهامه نحو ايران قائلا 🙁 (ايران )اكبر دولة تساعد الارهاب في الشرق الاوسط.. خاصة في سوريا .وفي اخر خطاب للرئيس ترمب قال على( ايران) ان تنسحب من سورية و ان ترجع الي حدودها الطبيعيه ولن نسمح لها بامتلاح السلاح النووي على الاطلاق. قالت (صحيفة الابزرفر) ان( ترمب) يخضع لصقور الحزب الجمهوري وسوف يعود الي ناخبيه قائلا.. لقد وفيت بوعدي ومزقت الاتفاق النووي الايراني . ولكن من المؤكد ان الاصابع الاسرائلية.. تلعب دورا كبيرا في تشدد (ترمب) نحو ايران.. فالعالم شاهد ترمب وهو يلبس القلنسوة اليهودية.. وهو يقف على حائط المبكى (حاط البراق) في القدس وهو يلبي طلبات نتنياهو (ايباك) وهي اكبر لوبي يهودي في الولايات المتحدة . فان اسرائيل تعتبر ايران تشكل خطرا على وجودها بحسب تصريحات الرؤساء الايرانيين وكبار المسؤلين الايرانيين اكدوا على زوال اسرائيل في كثير من المناسبات. وقدم (نتنياهو) اكياسا من الورق والمطبوعات في استعراض تيلفزيوني تحتوي على معلومات سريه ايرانية ..زعم( نتنياهو) ان( الموساد) الاسرائيلي اخترق ايران وحصل عليها.. وهي تبين كذب ايران واخفائها معلومات عن نتيتها في امتلاك السلاح النووي والقنبلة النووية.. وهي تخفي هذا عن الغرب. كان هذا (هدية نموذجية) الي الرئيس الامريكي ترمب لتشديد حملته ضد( ايران) فما هو الموقف الايراني من كل هذا..؟ حاولت ايران التمسك بالاتفاق بالرغم من خروج الولايات المتحدة منه.. وقام وزير الخارجية السيد (محمد طريف ظريف) بعدة زيارات الي الدول الاوروبية التي اعترضت على قرارات الرئيس ترمب.. ولكن بدون جدوى . ثم طلب المرشد الاعلى (اية الله خامئني) ضمانات من اوروبا.. ولكن الرد ما زال في المنطقة الرمادية.. فلم ينضج بعد. واخيرا هدد رئيس الحرس الثوري الايراني باسستعداد ايران الي تخصيب اليورانيوم اكثر من 20% الا ان هذا خط احمر لا يستطيع الوصول اليه… خشية من حرب عالمية ثالثه. وربما تستعمل امريكا العصا الغليظة التي لا نعرفها بعد . ولكن الموقف الامريكي سوف يزيد شوكة المتشددين في النظام الايراني.. ويرفع اصوات الصقور.. وسوف تزيد ايران من جاربها الصاروخية ..وسوف تدعم الميليشيات المسلحة في اي مكان.. ولكنها سوف تبقى ملتزمة بالسماح للوكالة الدولية.. بتفتيش منشاتها النووية.. بحسب الاتفاق بالرغم من انها هددت بالانسحاب من الاتفاق اذا لم تلبي اوروبا طلباتها. ماذا سوف يحدث بعد انتهاء امريكا من كوريا الشمالية وسلاحها النووي..؟ ماذا في جعبة ايران للرد وحماية نفسها وانقاذ مشروعها النووي..؟ ترى من( يتجرع السم) اولا الرئيس ترمب..ام اية الله خامئني..؟؟ الايام القللة القادمة سوف تجيب..!!
Comments