

هل نعيش في الزمن الرديء.. زمن اراب ايديل..؟؟
يعيش المفكرون لحضات في التامل والتفكير.. وهذا ما يحصل معي في كثير من الاوقات خاصة عند المناسبات الملتهبة . فاسال نفسي هل نستحق البكاء والعويل ..؟ ثم اقول لنفسي نحن لا نستحق دمعة. بلاد العرب اوطاني ..اصبحت مطمعا للكلاب من كل الجنسيات ..تنهش في ارضنا فهذا استعمار وهذا انتداب.. وذاك احتلال.. تنوعت الاسماء والغرض واحد.لقد ذهب الزمان الجميل الذي كنا نعيش فيه ..بل ضاع الحرمان من ايدينا ..وضعنا معه ونحن نعيش الان زمن الغناء والرقص ..زمن (اراب ايديل) (وستار اكاديمي) واخواتهم .
منذ سنة 1897 عقد حاخامات اليهود واثريااؤهم مؤتمر (بازل) في سويسرا للبحث عن وطن لليهود المششتتين في انحاء الكرة الارضية .وفي سنة1907 عقد السير (كامبل) رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت .. مؤتمره الشهير في (لندن)ودعا اليه سبعة من الدول الاستعمارية في ذلك الزمان وهم( فرنسا وايطاليا وهولندا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال) اضافة الي انجلترا.. خالقة المشاكل في العالم وام المصائب في العالم العربي. وفي ذلك المؤتمر الملعون قرر المجتمعون خلق جسم غريب في البلاد العربيه بشروط ثلاثه هي :-
1- ان يفسم هذا الجسم الغريب العالم العربي فيفصل شرقه عن غربه.
2- ان يكون ولاء هذا الجسم للعالم الغربي
3- ان تكون مهمة هذا الجسم اغراق العالم العربي في المشاكل والحروب وعدم الاستقرار.
ومن هنا نشا المشروع الغربي.. وهو الكيان الاسرائيلي في ارض فلسطين يلبي مطالب الدول الاستعمارية. .قبل اكثر من مائة عام . ونحن غافلون .وتذكرنا (هتلر) عندما احتلت القوات الالمانية فرنسا .وسار (هتلر) في شوارع باريس فقد زار قبر( نابليون بونابرت )وخاطبه :-
عذرا يا جنرال فقد كان شعبي مشغولا بصناعة البنادق والمدافع.. بينما كان شعبك مشغولا بالحسان وملكات الجمال..!!
كانت فلسطين عربية وكان الفلسطيني يرفع راسه شامخا في العشرينات من القرن الماضي فقد كان( زمن الشيخ عز الدين القسام ) حاملا البندقية في وجه الانتداب البريطاني .
كان الفلسطيني شامخا في الثلاثينات من القرن الماضي شامخا رافع راسه زمن الاضراب الشهير الذي اغلقت جميع المحلات وبدون استثناء في ارض فلسطين كلها في مواجهة هجرة الصهاينة الي فلسطين.
كان الفلسطيني شامخا في الاربعينات من القرن الماضي مع (فوزي القاوقجي) وبندقيته( وجيش الانقاذ ) ضد الانتداب البريطاني وقدوم العصابات اليهودية الي فلسطين .
كان الفلسطينيون رافعي رؤسهم دوما في الاربعينات ومعهم القائد الشهيد (عبد القادر الحسيني )ومعه بقية الاحرار.ممن قدموا ارواحهم رخيصة من اجل فلسطين ومن اجل القضاء على المشروع الاستعماري الغربي واسرائيل.
اعتقدت (جولدا مائير) رئيسة وزراء اسرائيل والدول الاستعمارية ان الزمن كفيل بان ينسى الفلسطينيون وطنهم.. ما داموا قد تشتتوا في جحور المخيمات التي بنيت الي اللاجئين الفلسطينيين. وخاب ظنهم فقد كنا على جمرات النار بانتظار اللحظة المناسبة ..لاستعادة البندقية الفلسطينية .
عاد الفلسطيني شامخا رافع راسه بعد انطلاق الثورة الفلسطينية سنة 1965واصبح الفلسطيني فدائيا مقاتلا ..واصبحنا في عصر (ياسر عرفات) (وابو جهاد) و(ابو اياد ) ورفاقهم.
وفي السبعينات ازداد الفلسطيني شموخا وقوة بعد ان دخلنا في عصر( الشيخ احمد ياسين ) وابناءه من حركة المقاومة الفلسطينية في( قلعة غزة)الباسله.
الانتفاضة الفلسطينية دخلت ا في القاموس بعد انظلاق شرارة الاانتفاضة الفلسطينيه من غزة ا الي الضفة الغربية .وزاد شموخ ابطال الانتفاضه االذين جعلوا الجيش الاسرائيلي.. اضحوكة امام شعوب العالم .واصبحت غزة قلعة الماضي( وقلعة الحاضر) و(قلعة المستقبل) فقهرت الجيش الاسرائيلي ولم يجرؤ على احتلال شبر من ارضها الطاهرة.ولكن يبدو ان الزمان الجميل قد انتهى وان زمن الشموخ اصبح استجداءا للمفاوضات مع (نتنياهو) الذي يرفض حتى الجلوس مع قادة هذا الزمان.. فهم لا يستحقون الجلوس معهم على مائدة واحدة .ويبدو ان تلك الايام نداولها بين الناس ..فقد كان الفراعنة لا يسمحون لليهودي بالجلوس معهم على مائدة الطعام ..والتاريخ مدرسة .
نعيش الان في الزمن الرديء.. بعد ان تركنا البندقية ..وانطلقنا الي عصر (محمد عساف) خريج (اراب ايديل) فاصبح الغناء والطرب هو مطلب الفلسطينيين بدلا من تحرير فلسطين وانضم الي عساف الفنان يعقوب شاهين والفنان امير دندن مع محبتي واحترامي لهم .وهكذا انتقلنا الي عصر جديد عصر الغناء والطرب الفلسطيني خريجي( اراب ايديل) (وستار اكاديمي) واخواتهم ولا عجب في ذلك فهل نستطيع ان نقول اننا في العصر الرديء عصر (الرئيس محمود عباس) الذي يسمع كل صباح الاغاني العبرية ..كما قال في التيلفزيون ..؟ خاصة الياهو ساسون .هل نعيش مع عباس وقد ذهب الي ستوديو (اراب ايدل) لمقابلة احلام ويعقوب وامير وغيرهم ..؟ بدلا من زيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ..الذين ينتظرون تحرير فلسطين والعودة الي بلادهم نحن نتذكر المثل العربي (اذا كان رب البيت على الدف ضاربا ..فشيمة اهل البيت كلهم الرقص)..؟ والله اننا نحزن فاخواننا واخواتنا يعيشوا في ضياع وبلا هوية ونخشى ان يجرفهم التيار الفاسد.
وبهذه المناسبة فان الاصابع الاسرائلية خلف (ستار اكاديمي) (واراب ايديل) واخواتهم ولقد اذاع التيلفزيون الاسرائيلي القناة العاشرة لقاءا مع البروفيسور اليهودي ميخالوف مؤلف(ستار اكاديمي) الذي اكد بان اسرائيل تريد ان ينشغل الشباب الفلسطيني بالغناء والرقص.. والابتعاد عن اسرائيل. واكد ان اسرائيل تدفع ثمن المكالمات التيلفونية.. باستمرار وان الهدف التالي لاسرائيل هو برنامج( لافساد المراة الفلسطينية) فانك ان افسدت امراة واحدة فانك تفسد جيلا كاملا من خلفها.
حقا نحن نعيش في الزمن الخطأ ..في الزمن الردبء .. لقد خرج الاسير الفلسطيني البطل (رياض الملاعبي) بعد ان قضى في السجون الاسرائلية 24 اربعة وعشرين عاما ولم يجد احدا في استقباله..؟ فذهب بنفسه الي الرئيس الذي استقبله وامر بتعيينه محافظا الي رام الله..فقلت له مستنكرا ان( نيلسون مانديلا ) قضى 26 عاما في السجن خرج بعدها رئيسا لجمهورية جنوب افريقيا ..؟ فهل هذا ما يستحقه اسرانا البواسل.؟
الا اننا نعود فنكرر اي زمان نعيش فيه..؟ونتذكر قول المطرب (راغب علامه) احد نجوم لجنة التحكيم في (اراب ايديل) عندما قال لقد اخترنا هؤلاء المتسابقين وعددهم 16 شاب وصبية من اصل 240000 مائتين واربعين الف لا ادري هل اعتقد هؤلاء ان الذهب الاصفر سوف يجري بين ايديهم بمجرد غناء اغنية او هزة بطن في احد الملاهي الليلية..ام ان هناك ثمن لابد من دفعه..؟ ويضيعون في الشوارع الخلفية فهي انفاق مظلمة بدون انوار.
ونتذكر قوله تعالى :- (من المؤمنين رجال عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)صدق الله العظيم
ويحزنني اذا ارادت اسرائيل ان تستولي على ارض في الضفة الغربية فمن سوف ننادي هل نقول ياعباس ..فاوض اسرائيل حتى تمنع العدوان ..؟.ام نقول يا عساف ويا شاهين ارفعوا اصواتكم بالغناء في وجه الدبابات والطائرات والصواريخ الاسرائلية ..؟ اخ يا ابناء بلدي . ولكن اذكروا ما قاله العرب :-
السيف اصدق انباءا من الكتب.. في حده الحد بين الجد واللعب
Comments