وعود ترامب الي اسرائيل..من التوراة.... ؟
واخيرا فاز السيد دونالد ترمب يرئاسة الولايات المتحدة الامريكية بعد انتخابات هي الاغرب من نوعها في تاريخ الولايات المتحده .فقد استعملت كل الاساليب حتى كشف المغامرات الجنسية كانت اسلوبا جديدا للفوز.. ولم يتورع (ترامب) عن تقديم برنامج انتخابي مليء بقنابل موقوته او صواريخ في كل اتجاه ..فلم يسلم حلفاء امريكا من الابتزاز العلني حيث اكد الرئيس ترمب بان الدول الغنية في العالم يجب ان تدفع الي الولايات المتحدة ثمنا مقابل حمايتها .واتجهت صواريخ ترمب في كل اتجاه فهاجم ايران واعتبر الاتفاق النووي الذي وقعته ايران اعتبره الرئيس الجديد كارثيا. اما حلف الناتو ودول اوروبا فوصلتها القذائف العدائية الموجهة من ترامب .
ولكن اغرب ما ذكره ترامب وهو اكثر ما يهمنا في هذا المقال هو تعهداته الي (اسرائيل).. فقد قال كلاما وكانه يقرأ رسالة من (نتنياهو) .بل انه اكثر يهودية من اليهود .قال ترامب امام (ايباك )وهي اكبر تجمع يهودي في امريكا وهي في العادة المبكى اليهودي في الولايات المتحده فلا يجوز لرئيس يرشح نفسه الا ويقف امام هذا المبكى او ان شئت فانه يشبه الفاتيكان حيث ياخذ المرشح صك الغفران او صك الدخول الي البيت الابيض وانتخاب المرشح رئيسا للولايات المتحدة بعد ان يقطع على نفسه الوعود ويقدم القرابين .وهذا ما فعله الرئيس( ترمب )قبل نجاحه فقدم من التعهدات ما لم يسبقه احد من الرؤساء من قبل سواء من الحزب (الديمقراطي) او الحزب( الجمهوري) حتى يحصل على رضا اليهود في امريكا .
اول هذه التعهدات اعتبر الرئيس اسرائيل حليفا استراتيجبا للولايات المتحده وهذا يعني الشيئ الكثيرواما باقي تعهداته فهي اغرب من قصص الف ليلة وليلة فقد.. قلب كل الحقائق في الصراع اليهودي الفلسطيني.. فقد اصبح الفلسطينيون ارهابيين في نظر الرئيس الامريكي ترمب وكانهم كلهم( داعش) او (القاعدة) ولا نعرف كلمة ارهابي اصبحت سهلة تطلق على اي شعب.واستطرد قائلا ان اسرائيل مثل( الحمل الوديع) لا تعلم ابنءها الكراهية ولا ترسل ابناءها ليقتلوا الفلسطينيين ..؟.عجيب هذا القول قطعا ان( ترمب )قد اتى من كوكب اخر غير كوكب الارض لان كل من في الارض يعرف مااذا تفعله اسرائيل ويكفي انها اعتدت على غزة هاشم ثلاث مرات متتالية سنة2008 وسنة 2012 وسنة 2014 فهل نظر السيد ترمب الي الخريطه فيرى اين تقع غزة هاشم ثم يتضح له ان اسرائل دمرت نصف مباني غزة هاشم وان 520000 خمسمائة وعشرين الف فلسطيني ينامون في الهواء الطلق من جراء الغارات الاسرائلية وكانها كانت ترسل لهم هدايا عيد الميلاد ولم ترسل الطائرات الاسرائلية صواريخا وقنابلها الفوسفور الابيض المحرم دوليا .واما الاستيلاء على كل اراضيهم فهي ارض الميعاد التي وعد الله بني اسرائيل بها كما جاء في التوراة.
فال ترمب في خطابه المذكور امام( ايباك ) ان اول شيئ سوف اعمله هو دعوة صديقي( نتنياهو) الي واشنطن للتشاور معه في شؤون المنطقة.
وانا اعرف ان الفلسطينيين يعلمون اولادهم( الكراهية) لليهود فالتلاميذ في فلسطين.. ينشاون على كره اليهود.. لدرجة ان( البطل) في الفكر الفلسطيني هو من يقتل اليهود.. وهذا يجب ان يتوقف فورا .بعكس اسرائيل التي لا تعلم اولادها كره العربولا ترسل ابناءها لقتل الفلسطينيين كما راينا اعلاه...!
وهدية جديدة قدمها ترمب الي اسرائيل وهي :-
على الفلسطينيين ان يقبلوا اسرائيل باعتبارها دولة (يهودية) فهي دولة لكل اليهود في العالم والفلسطينيون اذا قبلوا بهذا الوصف فهذا يعني انتهاء مشكلة اللاجئيين الفلسطينيين وانهاء حق العوده المعترف به دوليا ومن هيئة الامم المتحدة .
الولايات المتحدة سوف تنقل سفارتها من( تل ابيب) الي(اورشليم) القدس ,هي العاصمة اليهودية المؤبدة لدولة اسرائيلمن قديم الزمان وسوف تعترف الولايات المتحدة بان عاصمة اسرائيل هي (القدس) .ويذكرنا ترمب بسيء الذكر مناحم بيجن يوم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد مع الرئيس المصرى انور السادات في واشنطن فقد كان بيغن يغني انشودة يهودية تقول كما وردت في التوراة
(يا اورشليم يا عاصمة الدنيا سوف ياتيك الملوك من كل حدب وصوب( .
واضاف ترامب على الفلسطينيين ان يتفاوضوا مع اسرائيل بدون شروط مسبقة وبدون ان يملي احد عليهم مواقفهم .ولا ندري على ماذا يتفاوضون ..؟لقد استمر الفلسطينيون في مفاوضات عبثية منذ توقيع اتفاق اوسلو المشؤوم سنة 1993 ولم يبق مكان على الارض الا اجريت عليه المفاوضات ولكن لم يصلوا الي اي شيء فهم عملوا براي رئيس وزراء اسرائيل في مؤتر مدريد حيث قال :-
(سوف اجعل المفاوضات عشر سنوات )
الا ان وزير الخارجية شيمون بيريز اضاف شيئا جديدا فقال :-
(ان المفاوضات مثل الركض على الحواجز فاذا توقفت عن الركض خسرت المباراة) ولا ندري هل اراد بيريز من الفلسطينيين ان يركضوا مدي الحياة..؟
ومن جهة اخرى فان اسرائيل هي التي اوقفت المفاوضات بالرغم من انها عبثية والسلطة الفلسطينية في كل يوم وفي كل مناسبة تعلن موافقتها على المفاوضات الا ان نتنياهو يرفض ذلك دائما بحجة عدم وجود مفاوض يمثل كل الفلسطينيين فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اصبح لا يصلح كمفاوض لانه لا يمثل كل الفلسطينيين .فهو رئيس فلسطين ولكن نتنياهو ليرفض دائما.
واخيرا وليس اخرا الموقف الامريكي في المفاوضات داعم لاسرائيل :-
ويجب الا ينسى الفلسطينيون اثناء المفاوضات ان الموقف الامريكي هو دعم اسرائيل . فقد كانت الولايات المتحده تدعي الحياد بين اسرائيل والفلسطينيين اثناء المفاوضات فكان الرئيس الامريكي بيل كلينتون بذهب الي غزة ثم الي القدس وفي امريكا بذل مجهودا كبيرا الا ان اسرائيل رفضت دائما .وكذلك عندما تولى الرئاسة الرئيس جورج بوش فاقترح انشاء دولة دولة اسرائل ودولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية الا ان اسرائيل بدأت تماطل الي ان رفضت .
وبهذه المناسبة فذكر (ترمب) ان( ابنته)تنتظر طفلا يهوديا.. في الاشهرالقليلة القادمه.. اي ان ابنته متزوجة من يهودي ..زيادة في التودد الي اسرائيل.
هذا ما قاله ترمب في انتخابات الرئاسة الامريكية وهو برنامجه الانتخابي وبكل تاكيد فهو سوف يسعى الي تنفيذه فان السياسة الامريكية تجاه العالم العربي لن تتغيرعلى الاطلاق فلا فرق بينه وبين من سبقه من الرؤساء الامريكيين ..بل لا فرق في سباسة امريكا المستمرة تجاهنا ..فجميع رؤساء امريكا متساوون في نظرتهم الي الولايه 52 من الولايات المتحده وهي اسرائيل الطفل المدلل لدى رؤساء امريكا .
ويبدو واضحا لكل مراقب ان اسطورة الفرق بين (الحزب الديمقراطي) و(الحزب الجمهوري) في امريكا هي اكذوبة ناعمة لتسويق امريكا .
لم نصعق ولم نفاجأ عندما راينا الرئيس الامريكي( باراك اوباما) وهو من( الحزب الديمقراطي ) يحضر الي فلسطين المحتلة او اسرائيل للمشاركة في جنازة مصاص الدماء الاسرائيلي(شمعون بيريز) ولم نستغرب منظر (اوباما) وهو يرتدي القلنسوة اليهودية ..على راسه ثم كان الحديث واضحا لا لبس فيه ولا غموض (فاوباما) يوكد في خطابه تابين (شمعون بيريز) ان اليهودية والمسيحية انطلقتا من مذهب واحد صلب..ويبدو ان هذا اعتقاد رسمي مما يجعل النهر الدافق نحو اسرائل من الاسلحة الامريكية ..ناتج عن العقيدة الواحدة ..كما قال اوباما....ومن اجل هذا وقع الرئيس اوباما على مساعدات عسكرية الي اسرائيل تبلغ رقما فلكيا وهو 38 مليار دولار..
كما انه بكى على صديقه واكد ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن حليفتها (اسرائيل) وهذا ما نعرفه من هرولة الرؤساء الامريكيين.. لمساعدة اسرائيل وجعلها الاقوي في الشرق الاوسط .
و(ترمب) لن يختلف عن (اوباما) ولا عن الرئيس بوش او الرئيس رونالد ريجن فكلهم يشربون حليب الصهيونية منذ صغرهم ..فاذا اصبحوا مرشحين للرئاسة بدات المفاوضات في الغرف المقفلة ..وبدأ الرئيس في اعطاء التعهدات علنا.. حتى قبل ان يصبح رئيسا.. ولا ندري هل سوف تجد كل هذه التعهدات طريقا لها.. بعد ان نجح الرئيس الامريكي دونالد ترامب ام انها كانت مجرد وعود انتخابية .
الجديد هذه الايام اننا كنا نعتقد بان مساعدة امريكا الي( اسرائيل) اللامحدودة ترجع الي اعتبار اسرائل خط الدفاع الامامي او الاول دفاعا عن الغرب كما كانوا يزعمون في منطقة الشرق الاوسط.. وهي منطقة (ملتهبة ) الا ان الرئيس الامريكي اعاد الي الاذهان ان العلاقة الامريكية الاسرائلية تقوم على وحدة العقيدة بينهما .
لقد جمعوا الانجيل مع التوراة في كتاب واحد سموه الكتاب المقدس وسموا الوراة العهد القديم بينما الانجيل هو العد الجديد وهكذا عاشوا بالرغم من التوراة مليئة بالااساطير والخرافات وااليهود يؤمنون بالتنجيم والنبوءات والاساطير والخزعبلات الا ان الراس يشتعل شيبا.. من هول الاكاذيب التي يؤمن بها الامريكيون ورؤسائهم بصفة خاصة.. .ونتساءل كيف استطاع اقلية من اليهود.. ان يغرسوا افكارهم الشيطانية... في عقول الامريكان ؟ كيف اصبح رؤساؤهم اكثر تعصبا من اليهود انفسهم...؟ نحن وباقي العالم والدول المحبة للسلام.. نقف موقف المتفرج.. لا نملك شيئا..؟ لا حول ولا قوة الا بالله ..!!
فقد بات من الضروري ان يعرف ابناء الامة العربية المخلصين.. حقيقة تلك العلاقة الدينية والتاريخيه.. بين اليهود وامريكا التوراتية..... انه من المؤلم ان يكون كل رهاننا على امريكا.. ويبدو ان الرئيس الامريكي الجديد ترمب لن يختلف عما سبقوه بل هو الاكثر تعصبا الي اسرائيل ..؟متى يصحى العرب ويتركوا رهانهم على الولايات المتحده ..؟متى نريد ان نعتمد على انفسنا وعلى تاريخنا المشرف ..؟
.يا رب.. ارحمنا.. ووحدد قلوبنا وانصرنا فانك نعم النصير . .!!
Comments