
احداث سيناء.. وتوطين اللاجئين الفلسطينيين؟
لم نعد نحتمل ما يجري حولنا.. فلم نعد نملك اعصابا قادرة نتحكم فيها.. ولم تبق لنا دموع نبكي بها على شيء.. فنحن في النفق المجهول ..ضاعت الابتسامة من شفاهنا وماتت الضحكة على افواهنا.. فان شلالات الدماء نراها في في الفضائيات والانهار غيرت المياه الي دماء في كثير من البلاد العربيه .مما يجعلنا نردد حديث رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقد قال :- (التمس لاخيك عذرا) .وهذا الحديث الشريف يجعلنا نجد عذرا الي احد اعمدة الصحافة الاردنية قامة وكتابة فهو محل تقديرنا وحبنا ..ولكن قرانا له منذ ايام قليلة تحليلا غريبا..لما يجري في سيناء من معارك دامية نستنكرها ونحب الا نراها . فالاستاذ ربط بين هجوم قوات (داعش) او (ولاية سيناء) على معظم مراكز الجيش المصريوما نجم عن هذا العمل الخطير من قتلى وجرحى باعداد غير مسبوقه.. مما جعل المشير (عبد الفتاح السيسي) يزور شمال سيناء مرتديا زيه العسكري الذي خلعه عند انتخابة رئيسا لجمهورية مصر الحبيبه.ومهما كان الهجوم والمعارك التي دارت بين الجانبين فان الذي يهمنا ان الاستاذ الفاضل ربط بين هذه الاحداث وبين مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء ..وهو المشروع الذي قدمه السيد (داج همرشولد) الامين العام للامم المتحده سنة 1960 والذي تم رفضه في حينه. فقد اقترح الامين العام للامم المتحده ان يسكن الفلسطينيون في سيناء جنوب رفح وحتى العريش خاصة وان فيها مياه عذبة وارض صالحة للزراعة ويترك الفلسطينيون وطنهم الي اسرائيل وطبعا وبكل المقاييس فقد كان هذا المشروع مرفوضا من الشعب الفلسطيني بل والامه العربية.لا ادري لماذا يبحث البعض عن وطن جديد للفلسطينيين ..؟وفي كل مناسبة يجدون فيها فرصة للحديث عن الوطن البديل للفلسطينيين..؟بالرغم من ان هذا يعتبر من المستحيلات فلسطينيا . فاذا كان الفلسطينيون ضحية لما قيل لهم سنة 1948 اخرجوا من بيوتكم وسوف نحرر فلسطين خلال ايام ..وخرج كثيرون وهم يحملون مفاتيح بيوتهم فقط..وهي الي الان معهم ولكن بدون فلسطين .ان الذي يقرر حلا للقضية الفلسطينية هم ابناء فلسطين فقط ..فقد شبوا عن الطوق واصبح قرارهم المستقل بايديهم وهذا ما قرره مؤتمر القمة العربي الذي عقد في (الرباط) سنة 1974.طبعا نحن نقدر المرحوم هزاع المجالي .. لوقفته الشريفه تجاه هذا المشروع
عندما رفضه كما نقدر جميع من وقفوا مع الفلسطينيين من جلالة الملك الي جميع رؤساء الوزرات فهم التوام الشقيق للشعب الفلسطيني . ولقد شهد العالم كله ما قدمه الفلسطينيون من قوافل الشهداء.. التي لها اول وليس لها اخر ..وهم سلسلة ذهبية مكتوب عليها اسماء الشهداء من النور.كل هذا في سبيل تحرير فلسطين .وفلسطين فقط.فان بوصلة الفلسطينيين لا تتجه الا في اتجاه فلسطين.
ولم يكن مشروع همرشولد هو الوحيد لتوطين اللاجئين الفلسطينيين بل سيقه (مشروع كيندي).لقد زار السناتور (جون كيندي) قبل ان يصبح رئيسا للولايات المتحده الامريكية زار قطاع غزة.. وكان من المالوف ان يقوم كبار الزوار بزيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيينللاطلاع على احوالهم سنة 1955 ولقد بكى السناتور كيندي ..عندما راي البؤس الذي يعيش فيه اللاجئون ..فقد كانوا يسكنون في خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء..وقال انه لم يكن يتصور ان يكونوا على هذا الوضع من البؤس والشقاء ..ووعد بايجاد حل عادل لهذه القضية ..واستبشر الجميع خيرا . وفي سنة 1958 ارسل الرئيس كيندي المشروع الذي عرف باسمه ويتلخص في النقاط التاليه:-
1-الهجرة الي كندا
2- يمنح كل فلسطيني الجنسية الكندية فورا
3- يمنح كل فلسطيني يسلم جواز سفره الي السفارة الكندية في القاهرة جواز سفر كندي له ولجميع افراد اسرته..مع تذاكر سفر الي كندا.
4- يمنح كل لاجيء فلسطيني خمسين دونما في كندا
5-يمنح كل لجيء فلسطيني يذهب الي كندا مبلغ 15000 دولار امريكي
وبدأ هدير المظاهرات والاستنكار لهذا المشروع من جميع فئات الشعب الفلسطيني في (غزة)ورفضته جميع الاحزاب التي كانت منشرة في غزة . من اخوان الي يساريين الي بعثيين الي ناصريين الي قوميين ..الخ.وقيل ان هذا المشروع هو تصفية للقضية الفلسطينية.. فان الجميع يحلم بالعودة الي بيته.. في يافا وحيفا والمجدل واسدود وكافة مدن فلسطين.فهل الوطن يستبدل ..؟ وصدق امير الشعرايء احمد شوقي عندما قال:-
وطني لو خيرت بالخلدد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
فلا وطن للفلسطينيين الا فلسطين طال الزمان او قصر شاء من شاء وابى من ابى
Mga Komento