
اسباب فشل مفاوضات غزة في القاهره
من المفارقات العجيبة ان نرى الاشياء بعكس ما خلقت له.. فالشرق الاوسط مهد الديانات السماوية .. تحول الى منبت لبؤر الارهاب المتطرفه في العالم . القدس الشريف.. وهي ضوء يتلالأ في الليل وفي النهار ويراه المؤمنون على اختلاف دياناتهم..نجدها اليوم اسيرة لاستعمار استيطاني يهودي حاقد.. جاءوا من كل مستنقعات الدنيا.. بحجة سخيفة انها ارض الميعاد والوعد الالهي. واما غزة هاشم التي قال عنها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..(بشرى لمن سكن احدى العروسين عسقلان او غزة)نراها اليوم تسبح في بحر من الدمار ممزوج بدماء اشلاء الشهداء الابرار..من نساء واطفال وشيوخ نتيجة القصف الاسرائيلي البربري.. الذي تعرضت له غزة بعيدا عن اي قاموس عسكري.. وبدون اخلاق.. مخالفا جميع القوانين الدولية .فالاستعمار وضع خنجره في خاصرتنا.. وبدأ يرسم خارطة وطننا فقسمه حسب هواه ولم يراعي عهدا. فمنذ اتفاق( سايكس– بيكو) المشؤوم قسمت سوريا لتصبح اربع دول وعقارب الزمن لا تتوقفف.. فاذا بنا نسمع طلقة في الهواء ولكنها كانت في القلب فسمعنا وعد (بلفور) المشؤوم وما اكثر المشؤوم في تاريخنا.. الى ان وصلنا الى (معاهدة اوسلو) المشؤومة ايضا وفيها تنازل من تنازل عن 79% من ارض فلسطين الغالية والباقي من فلسطين نتفاوض مع اسرائيل لعل وعسى نحظى ببعضها.وعشنا في لعبة المفاوضات التي اخترعتها اسرائيل 21 عاما ولم نحصل على شيء . وتم اختزال فلسطين بكلمتين.. هما حركة فتح.. وحركة حماس.. والاولى اصبح لها دويلة في الضفة الغربية وعاصمتها رام الله.. والثانيه لها دويلة غزه .. وكلا الدولتين تحت الاحتلال الاسرائيلي. وتستمر حالتنا المحزنة فاذا باسرائيل تشن هجوما جديدا على (غزه) بدون اي مبرر الا ان( ابناء غزة) وهم تحت الحصار الاسرائيلي.. استطاعوا حفر الانفاق القتالية فاصبحت غزه فوق الارض وغزه تحت الارض.. وصنعوا بايديهم صواريخ استطاعت ان تدك قلب اسرائيل وهو( تل ابيب) وضربت المقاومة الفلسطينية من غزة مطار(بن جوريون) فتوقفت فيه حركة الطيران العالمية.وفرضت غزة حصارا جويا على اسرائيل مثل الحصار المفروض عليها.وبصواريخ غزة تم توازن الرعب.. كما يقال في اللغة العسكرية. وزاد بطش اليهود فلم يبالوا باجساد الاطفال فقصفوا بصواريخهم من الجو وهذه طباعهم منذ الازل فلا يحاربونك الا من خلف جدر فقصفوا المنازل الامنة فوق رؤوس اصحابها من المدنيين العزل كان قصف طائراتهم مجرما فاق كل وصف وكل تصور وكان هذا مستندا الى عقيدتهم الدينيه التي تعتبر( قتل الاغيار) اي غير اليهودي تقدمة للرب بحسب ما جاء في( التوراة) .وتزداد الغرابة عندما يترك العرب..اخوانهم ابناء فلسطين في (غزة )وحدها ما عدا مساعدة غذائية وطبية من الاردن الشقيق..بحسب الامكانيات المتوفرة ..تركوها تواجه الاعصار الاسرائيلي الذي يعيش على امتصاص الدماء.. وتحركت القاهرة بمبادرة مصرية تنص على وقف القتال ثم مفاوضات بين الطرفين.ولدت المبادرة ميتة.. بكل تاكيد.. فليس فيها الا وقف اطلاق النار بالرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمتها غزة من دمها وابنائها القتلى2000 شهيد معظمهم من النساء والاطفال المدنيين العزل والجرحى اكثر من 10000 وبالرغم من هذه الجرائم الا ان مصر اصرت على وقف اطلاق النار فقط ..ثم مفاوضات .وتلبية لهذه المبادرة ذهب الوفد الفلسطيني ممثلا لكل الفصائل والطيف الفلسطيني.. وكانت طلباتهم محددة رفع الحصار عن غزة.. والغاء الاحتلال.. فالاستعمار انتهى في العالم الا في فلسطين.وقال السيد عزام الاحمد رئيس الوفد الفلسطيني الموحد..ان الوفد الاسرائيلي كان مراوغا.. وهو يجيد فن الدخول في نفق المفاوضات المظلم .كان واضحا ان معظم الدول العربية مشغولة ..بانهار الدماء التي تجري في اراضيها حتى مصر.. راعية المفاوضات لم تسلم من الارهاب.. فكان المناخ الدولي مناسبا لاسرائيل.. ان فلسطين مقسومة والعالم العربي مشغول بالدماء التي تجري في شوارعه والعالم من بعيد يتفرج.. فلماذا تنجح المفاوضات..؟ لماذا ترفع اسرائيل الحصار ..؟ الفلسطينيون اتحادهم صوري فقط.. ولا نضحك على انفسنا.. فان (غزة) تحارب.. بينما الضفه الغربية تعيش التنسيق الامني والاقتصادي والسياسي مع اسرائيل ..الخ.والعالم العربي في حال يرثى لها فالربيع العربي اصبح خريفا.. ودول الخليج عادت الى المحميات واصبحت بحاجة الى من يحميها.فالمشرق العربي يعيش شلالات الدماء ..والمغرب العربي ساعده الله على حاله.. ومصر تخوض وضعا حرجا للغاية.. فهي بين الارهاب وبين الاخوان المسلمين والرخاء الاقتصادي مثل جبل الثلج.. لا يظهر منه الا القليل.. والباقي في الاعماق بحاجة الى مليارات الدولارات.فلم توجد دوله قوية تمارس ضغطا حقيقيا على اسرائيل.. وجاءت فكرة توني بليروهي هدنة التهدئة الانسانية....فالهدنة القصيرة تنفيس للقوه .. وتساعد المخابرات الاسرائيليه التي كانت تبحث عن صيد ثمين.. تنتهي به الحرب. فانسحب الوفد الاسرائيلي ورفض نتنياهو المبادرة المصرية..بالرغم من ان هذا اهانة الى مصر صاحبة المبادرة وراعية المفاوضات.بعد ان عاشوا في الوهم المفقود وهو ان استخباراتهم عثرت على سمكة كبيره وهو القائد العام لقوات حماس الاخ محمد ضيف فهاجمت طائراتهم منزلا اعتقدوا انه موجود فيه ولم تكن فيه سوى الشهيده زوجته وطفله رحمهما الله فانجاه الله من غدر الصهاينة..وباعتقادنا انه لا يفيدنا توجيه السهام الى احد واذا الحقت المقاومة الباسلة ضربات موجعة الى اسرائيل التي لا تحتمل حربا طويلة فان اسرائيل سوف تطلب المفاوضات او ان اصدقاء اسرائيل سيتدخلون انقاذا لها ويطلبوا المفاوضات او الذهاب الى مجلس الامن او اي طريقة يبتكرونها المهم اننا سنفرض شروطنا باذن الله.
Komentáře