اسراطين مرة اخرى.. ونحن نريد فلسطين موحده..؟؟
ماذا نقول لابنائنا واحفادنا اذا بقي في العمر بقية..؟وماذا سوف يكتب التاريخ عنا في المستقبل..؟ لقد بذلنا جهدنا ثم تركنا الساحة الفلسطينية ولم تتحرر فلسطين.كان على الساحة الفلسطينية منظمات وتنظيمات متعدده وكان يوجد ثلاثة اراء لحل القضية الفلسطينية (الاول )ما قاله ايو اياد صلاح خلف وهو نريد مقبرة لشهدائنا على ارض فلسطين وهذا ما نفده قادة حركة فتح في اتفاق اوسلو المشؤوم (والراي الثاني) كان ضرورة تحرير فلسطين من البحر الي النهر. وهذا ما تبنته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ولم يتحقق هذا حتى الان بل اكتفت حماس( بقطاع غزة) في الظروف الحالية وكان هناك (راي ثالث) يطالب بتحرير فلسطين وعودتها دولة كما كانت قبل سنة 19948 ويسكن فيها المسامون والمسيحيون واليهود على قدم المساواة ..بينهم الا ان هذا لم يتحقق لظروف خارجة عن ارادتنا .
عشنا في اتفاق اوسلو وما تلاه من اتفاقيات نصت على اعتراف منظمة التحرير الفلسطينة باسرائيلوان لها 79% من ارض فلسطين والتفاوض على الارض الباقية التي قسمت الي ثلاث مناطق (ا.ب.ج.) ومنها انبثقت السلطة الوطنية وهي دويلة تحت الحكم الاسرائيلي وغزة مستقلة على القسم( ا) فقط .الي ان جاء الرئيس الامريكي (جورج دبليو بوش) فقال ان الولايات المتحدة الامريكية تفضل حل الدولتين ..في فلسطين لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.. دولة اسرائيل ودولة للفلسطينيين.استمرت المفاوضات الفلسطينية الاسرائلية منذ اتفاق اوسلو سنة 1993 حتى اليوم بدون تحقيق هذا الحل ..اي حل الدولتين .
ومن الامور لتي يقال عنها في الامثال (شر البلية ما يضحك) ما اقترحه العقيد (معمر القذافي) رئيس ليبيا بحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. فقدم مبادرة في الكتاب الابيض من تاليفه وذكرها في خطابه الشهير في الامم المتحدة فقد اقترح (ضم فلسطين الي اسرائيل)واطلق عليها اسما جديدا هو (اسراطين ) اي ان تكون الدولة تنائية الجنسية فهي تجمع اليهود مع العرب . والاسم مركب من الاحرف الثلاثة من اسرائيل *الاحرف الاخيرة من فلسطين اي اسر ثم طين فيصبح الاسم الجديد (اسراطين .) رحم الله القذافي فكأن الصراع بين الفلسطينيين والاسرائليين هو اختلاف عللى الاسم فقط..؟ وليس نزاعا على الاض وعلى عودة اصحابها وهم اللاجئون الفلسطينيون والحدود والدولة وباقي الثوابت الفلسطينية. وطبعا لم تتحقق مبادرة الرئيس القذافي وكانت اشبه بنكته في تاريخنا.
وبقينا على حل الدولتين الذي اكده الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش واستمرت المفاوضات بدون جدوى وتعاقب الرؤساء الامريكيون من الرئيس بوش الي الرئيس كلينتون الي الرئيس اوباما وجميعهم يؤيدون حل الدولتين.
الي ان جاء الرئيس الحالي للولايات المتحدة الرئيس (دونالد ترمب ) الذي قال في حملته الانتخابيه انه سوف ينقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي (اورشاليم) القدس.. باعتبارها عاصمة اسرائيل .كذلك قال انه( تخلى عن حل الدولتين ) ولا يوجد الا دولة اسرائيل فقط .مما اثار غضب الفلسطينيين بل والدول الاوروبية ايضا .واخيرا بعد تولي الرئيس (ترمب) بدت الكثير من وعوده الانتخابيه صعبة التنفيذ فاما بالنسبة لنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي (اورشاليم) القدس الشريف تراجع ترمب عن وعوده قائلا ان نقل السفاره الامريكية الي (اورشليم )القدس الشريف.. (هذا قرار صعب ويحتاج الي دراسة اعمق) .اما بالنسبة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فان الولايات المتحدة قامت بدور الوسيط منذ اتفاق اوسلو حتى اليوم ولم تصل الي حل. نتيجة تلاعب الاسرائليين وعدم التزامهم بالعقود التي يوقعونها فقد قال (الجنرال0اسحق رابين) رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الزمان وهو الذي وقع اتفاق اعلان المباديء اي اتفاق اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية (..ان االاتفاقات ليست مقدسة..) . وسار على نهجه الرئيس (شمعون بيريز) الذي اخترع بدعة جديدة لاطالة امد المفاوضات دون الوصول الي حل.. قال ان المفاوضات تشبه لعبة القفز على الحواجز فمن يقف عن القفز يخسر السباق ..؟وكأنه يريدنا ان نركض مدى الحياة ..واستمر (نتنياهو) في هذا النهج في المفاوضات العبثيةالي ان رفض صراحة حل الدولتين.وعمل على زيادة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشريف بغرض التهام الارض الفلسطينة وغرسها بالمستوطنات فيتعذر وجود للدولة الفلسطينية . بالرغم من صدور قرار من مجلس الامن برقم 2334 بتاريخ 23/12/2016 يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف.
يبدو ان الرئيس( دونالد ترمب )وهو مليادير كبير وهو رجل اعمال ناجح بدليل الثروة التي جمعها ولم يرثها .ولكن عالم المال والتجارة شيء.. وعالم السياسة شيء اخر جديد على( ترمب) وهو لا ينكر ذلك مما جعل قراراته متناقضه ويحتاج الي وقت قصير للدخول في المعارك الملتهبه في الشرق الاوسط خاصة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي الذي يحتاج الي معجزة سماوية لحله باذن الله..فلا يكفي الدعاء بعد صلاة الفجر لعودة فلسطين.الا ان ترمب قال :- حل الدولتين ليس هو الحل الوحيد للنزاع الفلسطيي الاسرائيلي.
الا ان كبار المسؤلين في ادارة (ترمب) قالوا ان على حل الدولتين موجود ولم يتخلى عنه الرئيس ترمب. فقد صرحت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن السيدة (نيكي هايلي) بان الولايات المتحدة تدعم بكل تاكيد حل الدولتين وان كان الرئيس ترمب يفكر في بدائل لاحراز تقدم في هذا النزاع واردفت ان الامم المتحدة ايضا تريد المساعدة الي المفاوضات ولكن باسلوب جديد .الا ان مبعوث الامم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط (نيكولاي ملادينوف) اصر في مجلس الامن على ان حل الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام .
وازاء هذه المواقف المتناقضة قال الرئيس ترمب الي ضيفه (بنيامين نتنياهو) رئيس وزراء اسرائيل على اسرائيل ان تتخلى عن الاستيطان..فلا معنى لان تاخذوا ارض الفلسطينيين ثم تتفاوضوا على دولة لهم ..ولكن لا ندري موقفه التالي.
واخر قرارات ترمب ما قاله الي (نتنياهو) يجب ان تتفاوضوا مع الفلسطينيين وما تصلوا اليه اكون انا سعيدا ..بالموافقة عليه.ويبقى الصراع في اعلى درجاته عندما يريد نتنياهو ان يقلب الطاولة فقال لماذا سمي اليهود بهذا الاسم ..؟انه نسبة الي ارض يهودا ..؟ فاسرائيل هي ارض يهودا فلماذا يغادروها ..؟اي الضفة الغربية ويقول نتنياهو انه سوف يحاول حل هذه القضية من خلال الدول العربية الصديقة التي لم تعد تعتبر اسرائيل عدوا لها..؟
وان كنا نستغرب هذا القول فلا يوجد عربي شريف في دمائه ذرة من الكرامة يقبل بان يعتبر اسرائيل ليست محتلة لفلسطين وترتكب المجازر ضد ابناء الشعب الفلسطيني يوميا .وتحاصر قطاع غزة برا وبحرا وجوا. ثم نجد من يعتبرها صديقة للعرب خاصة وان اطماعها في كل بلاد العرب.. كما هو مكتوب على مدخل (الكنيست) البرلمان الاسرائيلي.. (من النيل الي الفرات ارضك يا اسرائيل) .
ان (ترمب) كشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل وعلينا الان محاولة النجاة من الغرق فقد كان على الفلسطينيين خاصة وعلى العرب والمسلمين عامة ان يدركوا الخبث والاكاذيب منذ مائة عام اي منذ(سايكس بيكو) والمؤامرة على تقسيم بلاد العرب ..وانتزاعها من اهلها .اننا نحاول الان دق ناقوس الخطر وان كان متاخرا فهو خير من الا ياتي ابدا .نجمع صفوفنا ووحدتنا وكاننا نجمع قطع الفسيفساء في محاولة لرسم لوحة رائعة الجمال لمستقبلنا .فكفى ما نحن فيه فشراعنا ممزق والامواج العالية حولنا من كل جانب ..والريح العاتية ..تهب على سفينتنا بقصد اغراقها في بحر اكاذيب (ترمب ونتنياهو) وخبث الصهاينة ومن سار معهم. ولكن بشرنا الله جلت قدرته بزوال اسرائيل كما ورد في (سورة الاسراء) حيث قال تعالى :- (فاذا جاء وعد الاخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.) صدق الله العظيم.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
علينا ان نستعيد قوتنا الموجودة في داخلنا ..ونعتصم بحبل الله والنصر من عند الله.
Comments