top of page

اعلام من رجال فلسطين.. رجل والرجال قليل


اعلام من رجال فلسطين.. رجل والرجال قليل

عندما نرى القيادات الحالية البائسه نضال الفنادق والقبلات على التلفزيون النضال بين احضان نتنياهو واستيبي ليفني ..والفساد المخجل والمهاترات ينشرونها عبر الشاشات الفضائية والكارثه التي اوصلونا اليها.. في هذا المقام نفتقد الرجال العظام المناضلين حقا.. الذين قدموا حياتهم فداءا للقضية الفلسطينية بدون البحث عن دول مانحه وسرقات من هنا وهناك .فنرجع الي سيرة عطرة لرجال فلسطين..المناضلين الذين قضوا حياتهم في النضال وفي سجون الاحتلال ومع السلاح . ومنهم المرحوم عز الدين سعيد الشوا.. رحمه الله رحمة واسعه.ونحن نكتب سيرة هذا المناضل العطرة كما وردت في كتاب (عائلة الشوا في التاريخ )تاليف المحامي سفيان الشوا. وهو (منقول حرفيا كما وردت في كتاب اعلام الفكر والاداب في فلسطين.. للمؤرخ الفلسطيني يعقوب العويدات )لقد اخترنا هذا المناضل ليس لانه من عائلتي.. وان كان يشرفني ان اكون احد اقاربه…ولكنه لانه قدم حياته مناضلا حقيقيا محارب من الانجليز والفرنسيين والحركة الصهيونية .. وخدم القضية العربية والقضية الفلسطينية بدون ان يطلب اجرا.. او منحة..او وساما..وتعذب مثل باقي المناضلين من اجل وطنه فحاربته انجلترا ثم فرنسا ثم الحركة الصهيونية .. فثوابه عند اللهمثل باقي الشهداء..

ولد عز الدين الشوا في (غزة هاشم )في منزل والده الحاج سعيد الشوا.. نائب رئيس الهيئة العربية العليا. واكمل دراسته الثانوية في القدس الشريف.. ثم دخل الجامعة الامريكية..واخيرا انتقل الي انجلترا حيث دخل جامعة كامبريدج الشهيرة كلية الزراعة.حيث حصل على ماجستير الزراعة سنة.1928عاد الي غزة مسقط راسه فاقبل على اراضي والده الفاحش الثراء .. .فوجيء عز الدين بالمعاملة القاسية والظالمة التي يعامل بها الفلاح الفلسطيني من الاحتلال الانجليزي ..خلافا لكل ما تعلمه في انجلترا.انتفض مع ثورة 1929فصدر عليه حكم بالسجن .ثم اراد الانجليزاحتواءه فعين (قائمقام) لمدينة (جنين) ثم انضم الي القاوقجي سنة1936.كان يخطط للثوار ويزودهم بالعتاد فاحس به الانجليز ..فهرب الي (مصر).. بجواز سفر مزور.انتقل بعدها الي( بيروت) ولكن الضغط عليه من فرنسا .. فسافر الي (دمشق) ومنع من العمل السياسيسافر الي (بغداد) حيث قلبل رشيد عالي الكيلاني.. وعمل صداقة مع كبار الضباط العراقيين الذين زودوه بكميات من السلاح ..كان ينقلها الي الثوار في فلسطين .هاجم الفرنسيون منزل سماحة (الحاج امين الحسيني) الذي كان يقيم في (بيروت)فارسل له عز الدين رجاله ..حيث هربوه الي (بغداد )انخرط عز الدين الشوا هو والقائد فوزي القاوقجي في الجيش العراقي.. وكان مسؤلا عن مهاجمة الجيش البريطاني وقطع الذخائر والمؤن .سافر هو والحاج امين الحسيني الي (طهران) الا انه اعتقل في العراق واودع السجن 4شهورتحت اسم مزور حميد سليمان.وتمكن رفاقه من تهريبه من السجن ولاذ بالسفارة السعودية وغادرها الي المملكة العربية السعودية بعد ان ارسل البرقية التالية الي جلالة الملك عبد العزيز ال سعود وهي:_( نحمد الله الذي من علينا بالوصول الي داركم حيث نشعر بكامل الاطمئنان.. بعد ان لاقيناعلى ايدي اعداء الدين والوطن شتى صنوف الاضطهاد.احببنا اعلام جلالتكم بما حصل ونحن اذا امرتم متجهون للسلام عليكم .والامر لله ثم لكم.) .ثم بلغ الرياض فاذا بسيارة بانتظاره مع رجال الحرس الملكي فقصد القصر ودخله بثياب رثه فرحب به العاهل السعودي .وامر بارساله الي قصر الضيافه.. وخلع عليه كسوة عربية وظل عز الدين يتردد على مجلس الملك .ثم كلفه الملك بالاشراف على الشؤن الزراعية في منطقة (الخرج )ثم اختاره جلالة الملك ليكون (وكيلا لوزارة الزراعة )في السعوديه ومنحه الجنسية السعودية.وعند لقاء الملك عبد العزيز مع الرئيس الامريكي (روزفلت )على ظهر مدمرة امريكية في نهاية الحرب العظمى كان عز الدين الشوا.. هو (المترجم) الشخصي لجلالة الملك والصور الي الان تظهر ذلك.اختاره سماحة (الحاج امين الحسيني) ليكون رئيسا لمكاتب الهيئة العربية العليا في لندن ..وعندما نشبت الحرب في فلسطين سنة 1948عاد (عز الدين) الي السعودية مستاذنا جلالة الملك عبد العزيز بالاشتراك مع المناضلين العرب من اجل تحرير فلسطين ..فبارك الملك عبد العزيز مطلبه وودعه.. بكلمات تنضح بالغيرة على فلسطين .ودع عز الدين البلاد المقدسه وترك الوزارة وترك الجاه والسلطان ليؤدي دوره في الحرب المقدسه في تحرير فلسطين..عااد الي غزة مناضلا لكنه راي المتناقضات والخيانات والمفارقات.. التي ادت الي الكارثة ..وضاعت فلسطين مع مليون لاجيء يعيشون في العراء ولاذ عز الدين ..مع باقي المناضلين الفلسطينيين الشرفاء لاذ بصمته وطوى جناحي النسر الجريح ..فنضال شبابه وعمره ضاع امام عينيه ..وظل ينشد في نفسه قول الرصافي:-

قد علمتني الليالي في تقلبها ان الموفق فيها السيف لا القلم

وان اصدق برق انت شاهده بريق تبسم عنه الصارمالخدم

وفاضت روح هذا المجاهد البطل في بيروت سنة 1969 اثر مرض عضال ونقل جثمانه الطاهر الي غزة هاشم مسقط راسه وشيع في جنازة مهيبة الي مثواه الاخير حيث دفن في مقبرة العائلة بجوار والدهواخوانه رحمهم الله اجمعين

رحم الله عز الدين رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته فقد عمل لوطنه الكثير الكثير..اثابه الله وجعل الجنة مسكنه مع الشهداء والصديقين.

مشاهدتان (٢)٠ تعليق

Comments


bottom of page