اقل مجونا من تل ابيب.. واقل بهرجة من بيروت.. رام الله عاصمة السراب والفساد في فلسطين..؟
سحابة سوداء تمر في السماء الفلسطينيه هذه الايام فجعلت حياة الفلسطينيين تمر باحلك اوقاتها.. ونتمنى ان تمر هذه المرحلة مر السحاب سريعا فينقشع الالم ونعيش على الامل المفقود.. فربما نجد ضوءا في نهاية النفق الفلسطيني. ولكن يصيبنا الذهول عندما نقرا ما يكتبه الكتاب العالميون عنا خاصة عن الانقسام الفلسطيني المخجل لنا جميعا.. فاوروبا بكل ماضيها من حروب ومجازر توحدت..! اما نحن فلا ندلاي هل الشعب الفلسطيني شعب واحد ام اصبحنا شعبين متنافرين..؟ قرات كتاب ( حلم رام الله رحلة في قلب السراب الفلسطيني) للكاتب العالمي الفرنسي (بانجكين بارت) وذهلت مما ورد فيه عن مدينة (رام الله) وعن الضفة الغربية فيقول بارت :- ( رام الله اقل مجونا من تل ابيب.. واقل بهرجة من من بيروت.. لكنها اكثر اثارة من الاثنتين فهي.. الفقاعة الجديده في الشرق الاوسط ) بكل بساطه هذه عاصمة فلسطين المؤقته الان .. والذي يدمي القلب ان نعلم انه تم استحداث طبقات جديدة من الشعب الفلسطيني.. تتبجح بالسلام مع اسرائيل.. وهي واقعة في قبضة الاحتلال الاسرائيلي.. فهي تخطط لسلام اقثصادي لاطالة امد الاحتلال وتحصل الوهم . الذي يجرح القلب ان هذه الفئة الجديدة هم اغنياء حرب الا انهم كانوا مناضلين.. ومثقفين تخلوا عن المباديء الفلسطينية.. والثوابت الوطنية للثورة الفلسطينية..وعن النظام الاساسي من اجل اوهام بالسلام ومكاسب خاصة تافهة.لا تعادل جزءا واحدا من القضية الفلسطينيه. لقد جاء الدكتور(سلام فياض) رئيس وزراء فلسطين.. وهو احد خبراء صندوق النقد الدولي..وموظف كبير في البنك الدولي.. وقال انه صاحب مشروع( بناء دولة فلسطين ) ونادى باقامة اقتصاد قوي.. ومؤسسات وطنية للدولة الفلسطينية.. وهو يعلم تماما استحالة بناء اقتصاد وسلطة حقيقية ومؤسسات في ظل الاحتلال. وكانت النتيجة فشل تام لمشروعه ..كمن يزرع الهواء فلا يحصد الا الهواء.. ويبدو ان( سلام فياض) كان يريد كسب الوقت ليس الا لاانه يعلم وهو الخبير المتمرس احد اذرع صندوق النقد الدولي ان الانفجار الكبير قادم لا محالة على اي حال كان واضحا لكل ذي بصر.. ان هذه خطة(الدول المانحة) فقد تدفقت اموال المانحين لدعم مسيرة السلام..او اكذوبة السلام .. وما قيل عن حل الدولتين ..الخ الا ان الذي حدث هو قضم المزيد من اراضي الدولة الفلسطينية.. وبناء المستوطنات في كل مكان.. وهو ما يدركه المانحون منذ البداية ويباركونه.. الا انهم استمروا في لعبة لا تنهي. وهكذا تحولت القضية الفلسطينية من( قضية تحرير وطني) يحترمه العالم.. الي مجرد كسب رخيص لفتات موائد المانحين. (رام الله) هي عاصمة السراب الفلسطيني.. تتعرض لاقتحامات قطعان المستوطنين في الليل وفي النهار وهي محاصرة بالمستوطنات الاسرائيلية الشرعية وغير الشرعية.. بحسب الارادة الاسرائيلية والحواجز تملا الشوارع..في رام الله وحولها ولكن هناك من يحاول الظهور بمظهر الحياة الطبيعية.. فيتم افتتاح حانة جديدة او مطعم عصري انيق.. كل ثلاثة اشهر وهي مطاعم تحاكي المطاعم الباريسيه.. وغالبا ما يكون اصحابها من الطبقة الجديدة.. اي طبقة المرتزقين من الاحتلال..! انها الزبد الذي يذهب جفاءا اما ما ينفع الارض فهو غير موجود.. فالفقراء يزداد فقرهم خاصة وان مخيمات اللاجئين.. تحيط بمدينة (رام الله) ومع ذلك تظهر طبفات فاحشة الثراء بقرارات فوقية .. تعمل جاهدة من اجل سلام الاحتلال.. او سلام الوهم . يبدو ان لعبة (الاستعمار القديم) لم تتغير.. فقد حول الاحتلال الجديد المناضلين الي مقاولين من الباطن.. او الي زبائن . ولا نعلم ان كان المتنفذون يحكمون بحسن نية او بعكسها فالمساعدة لدولية او المانحين.. يجعلون الاموال تدفق عل السلطه وهم في الواقع الة ضخمة.. لنزع الصفة السياسية عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني لقد اصبحت (رام الله) دون ان تدري او تعترف.. مركزا ماليا وسياسيا ..الا انها مكان معزول للشخصيات المتنفذه.. وعاصمة لدولة مفقودة.. فقد انتهى حلم الدولتين واصبحت( القدس)او اورشليم عاصمة اسرائيل الابدية.. باعتراف الولايات المتحدة الامريكية التي نقلت سفارتها من( تل ابيب) الي( القدس) كما هو معروف للعالم وسوف تنتقل سفارات اخرى قريبا سواء بضغط اسرائيلي او بضغط امريكي. الذي يهمنا هو ظهور طبقة جديدة في (رام الله) تكون بعد استفادتها متاثرة بطريق مباشر اوغير مباشر بصناعة ..الاعانة او صناعة المنح.. فراينا مديري منظمات غير حكومية ومستشارين سياسيين ..واساتذة جامعات يتقاضون رواتب خيالية وتتركز هذه الطبقة في الحي الارستقراطي في (رام الله )وهو( حي الطيرة) غرب رام الله ولا يفوتنا ان نذكر الرواتب الفلكية الي المنتمين الي السلطة الوطنية فهم يتقاضون رواتب بالدولار الامريكي تتراواح بين 1000 و3000 في الشهر بينما يتقاضى القادة رواتب تصل الي عشرة الاف دولار في الشهراضافة الي السيارات الفارهه وبدلات السفر ..الخ. وهذه القصور والعقارات خير دليل . هذه الطبقة من المرتزقه ..وناسف لعدم وجود تسمية بديلة في اللغة العربية ..ملاوا رام الله بالفساد المعاقب عليه في كل القوانين الا انهم يتمتعون بحصانة فوقية .وحتى لا ننسى فمنهم من باع (الاسمنت المصري) الي اسرائيل.. لبناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية.. ومنهم من قام بتعهدات (انشاء الطرق) ورصفها داخل المستوطنات..الخ والقائمة تطول لمن يريد ان يتذكر او يعرف وحتى تبقى الذاكرة الفلسطينية مخلصة للوطن . يصعب علينا الكتابة في هذا الموضوع ولكن اصرارالقلم اللارادي يحب ان يكتب مما لابد منه ..بدون الاساءة الي اي شخص كائنا من كان.. فهذه الطبقة اعطت (رام الله) هويتها السريالية .. ونزعت منها هويتها الفلسطينية..بل جعلتا عاصمة للسراب وللفساد.واصبحت هويتها الان تتنازع بين الحرية والازدهار والاحتلال الاسرائيلي.. والاستعمار القديم الجديد.. واغلب الظن انها تعيش في لون رمادي وتبحث عمن يعيد بوصلتها الي هويتها.. التي تعتز بها وهي الهوية الفلسطينية..!!
Comments