
الأردن واحة بين دول ملتهبة
نعتقد انه من فضل المولى علينا اننا نعيش على ارض المملكة الاردنية الهاشمية، فهي بحق وبكل المقاييس واحةٌ في صحراء الجنون العربي الملتهب فهي واحةٌ بشعبها الذي يعيش في أمن وأمان ..واحةٌ بديمقراطيتها التي يراها كلّ من يبصر ويرى.. واحة وعلى رأسها سيّد البلاد؛ جلالة الملك عبد الله الذي حافظ على شعبه وبلده ولم يجنح مثل القيادات التي من حولنا، فاينما تنظر من حولنا تجد النيران والدمار.. ترى شلالات الدماء وهي تشكل انهارا في المدن العربية الشقيقة والكثير منها تحوّل الي مدن اشباح.. قتل اهلها او جرحوا او اضطروا للنزوح منها، وأصبحوا لاجئين في الخيام يعيشون على ما اصبح بدعة في هذه الايام، على أموال الدول المانحة من كل فج عميق..!اذا اغمضت عينيك او فتحتهما فلن يتغير المنظر الملتهب من حولنا فنحن لا نملك الجان..الذين كانوا في خدمة سيدنا سليمان حتى يغيروا منظر النيران من حولنا، قبل ان يرتد طرفك.انّ كلّ ذي عينين يرى معظم البلاد العربية تحترق ولهبها لم يعد خافيا على احد خاصة بعد انتشار التكنولوجيا والإنترنت.. فقد اصبح التعتيم الذي كانت الحكومات تفرضه جزءا من الماضي ويبدو اننا نعيش في عصر الظلام العربي.. اين ما توجه بصرك ترى النيران وترى الجنون العربي وكانهما وجهان لعملة واحدة.. اسرائيل غربا بكل وقاحة تناقش في الكنيست تقسيم المسجد الاقصى المبارك ..ثالث الحرمين الشريفين واولى القبلتين ..وتفصح عن نواياها في انها تريد الاستيلاء على جميع ساحات المسجد الاقصى ..بل ان الصخرة المشرفة تعدّها اسرائيل مبنية في جبل الهيكل فهي ملك لليهود..!والعرب يعيشون في قعقعة السلاح ولكن فيما بينهم فقط .. ونتساءل عن السبب فلا نجد جوابا، فالفلسطينيون قنعوا بدولة غزة ودولة رام الله ..والمساعدات تاتي الي القادة والزعماء و»كفى الله المؤمنين القتال».. فقد اختزلوا فلسطين في دويلة رام الله ودويلة غزة او في حركة فتح وحركة حماس ..,وكلاهما تحت الاحتلال الاسرائيلي.اما الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل تحرير فلسطين فقد اصبحوا جزءا من التراث الفلسطيني المجيد وهذ يكفيهم. واذا نظرنا شمالا فاننا نتاكد من اننا في الاردن نعيش في واحة بعيدة عن النيران الملتهبة من حولنا، فان الحرب الممنهجة في تدمير سوريا تسير على قدم وساق، عشرات الالوف من القتلى ومئات الالوف من الجرحى، وملايين السوريين لاجئون يبحثون عن مأوى لهم من هذا الجنون، وشللات الدماء ترتفع ارتفاعا فلكيا وشوارع المدن السورية تحوّلت الي انهار من الدماء الزكية..لا يمكن تسمية ما يجري في سوريا الا بالجنون .. وهو جنون نادر يذكرنا بمجازر هولاكو وجنكيزخان زمن غزوات المتوحشين المغول والتتار..فالنيران تلتهم كل شبر في سوريا والجنون يأتي من جميع الاتجهات، فما قالوا عنه انه ثورة اصبح ميليشات متنوعة تزيد عن ألوان الطيف.. والسلاح في أيدي كل من يستطيع القتل فهذا من النصرة.. وذاك من القاعدة.. وثالث من الجيش السوري الحر ..الخ. والنظام المجنون يستخدم كل ما اشتراه للدفاع عن سوريا ضد اسرائيل رايناه يستخدمه لتدمير سوريا وابادة شعبها ... رئيس يدمر وطنه بطريقة ممنهجة؛ فالطائرات القاذفة وبراميل المتفجرات وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة تقذف ولا تفرق بين النساء والاطفال والمدنيين انه جنون ما بعده جنون .بل نجد الرئيس يستعين بقوات اجنبية، فارسية تارة وتارة لبنانية ..الخ.وكأن دورة الزمن قد دارت على سوريا فبالامس القريب كانت القوات السورية تحمي لبنان من اي اعتداء اسرائيلي بل من اي حرب طائفية قد تقع هناك..وفجأة اصبحنا نرى سوريا تطلب قوات من احد الأحزاب اللبنانية، اي ميليشيا من حزب لبناني للدفاع عن النظام الحاكم في سوريا ..!
العجب انتهى والاستغراب كان في الماضي.. أما الدموع فقد تحجرت.. ولم نعد نستطيع البكاء.. حتى البكاء لا نستطيعه فقد جفت دموعنا.اما ما يجري في مصر.. -وهي حدودنا الجنوبية- فهو شيء لا يتصوره عاقل ان الايدي الاجنبية لا تريد لمصر ان تكون قوية، وان تقود العالم العربي فان الشرق الاوسط تتنازعه اربع قوى رئيسة هي تركيا وايران واسرائيل ومصر.. وهم يتآمرون لإبعاد مصر من المعادلة.هذا مفهوم للجميع لكن اللغز المحيّر هو معادلة جديدة التركيب في مصر حديثة الالوان وهي معادلة القادم الجديد مع الماضي ذي الجذور القوية..بينما الشرخ الحاد بين الشعب المصري ولا نعلم اين الحقيقة؟. ولكن ترى هل مصر العزيزة بعيدة عن الجنون ..؟ او انها مثل باقي العرب المحيطين بالاردن الحبيب..لا ندري ماذا يريدون ولا نعلم ما يخبئه القدر لمصر اكبر دولة عربية..! المظاهرات مستمرة وعجلة الاقتصاد واقفه ونحن بانتظار حكماء مصر وعقلائها وهم كثيرون لايجاد حل يرضي جميع الشعب المصري الشقيق. وحتى تكتمل الصورة من حولنا، فاذا نظرنا شرقا وجدنا العراق العظيم وقد ارتفعت السنة اللهب من جديد فقد سعدنا عندما انسحبت القوات الامريكية التي غزت العراق سنة 2003 وعاد العراقيون يحكمون بلدهم بايديهم الا ان الحسرة ملأت القلوب من جديد فالعراقيون عرب اصابهم ما اصاب الاخرين من رغبة في القتل او في الاقتتال ونسمع يوميا صناعة الموت وادواته تنشط فالسيارات المفخخة والانتحاريون بكثرة واخيرا قوات الجيش تتدخل في الانبار بقسوة.فان بعض العقول اصابها صمم وتعاليم القرآن الكريم مهملة بل يدعي من يشاء بانه ينفذ تعليمات المولى ..يا رب نحمد الله اننا ننعم بالامن في بلادنا فهي واحة هاشمية لا ينزف فيها دماء وحياة الاردنيين غالية على ملكهم جلالة الملك عبد الله فهو يحكم بعقلية يحسدنا اخواننا العرب عليه، وندعو المولى ان يحفظ الاردن سالما بعيدا عن النار وبعيدا عن الجنون.. حفظ الله الاردن ملكا وشعبا..!
Commentaires