الأردن يرفض الكونفدرالية وصفقة القرن
تمر المنطقة العربية عامة والاردن وفلسطين بصفة خاصة بادق مرحلة منذ عقود.. فنحن نواجه عواصف قادمه لعلها مثل جبل الجليد يظهر قليل منه يطفو فوق الماء والجزء الاكبر بعيد عن الانظار وان كانت حديث هذه الايام .وربما تكون فضائح نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل تدفعه الي الهروب الى الامام خارج حدود اسرائيل..والخبث الصهيوني جعله يصب حقده على اقرب جيرانه.. بدلا من المحافظة على الجار كما هو في ادبيات الشريعة الاسلامية .انطلق (نتنياهو)بمبادرة خبيثة للسيطرة على العالم العربي كله.. تحت ستار حل قضية الشرق الاوسط .وقدمه الي الولايات المتحدة والمؤلم ان الرئيس الامريكي (دونالد ترمب)تبنى المبادرة الاسرائلية كاملة. بكل وقاحة قدم نتنياهو مبادرة جديدة من منطلق اسرائيلي لحل الصراع في الشرق الاوسط واطلق عليها(صفقة القرن)لتكون حلا بين الاردن والفلسطينيين والعرب واسرائيل.وتحميل الاردن ما تبقى من فلسطين..وعلى الارن حماية حدود اسرائيل. بدأت (صفقة القرن) لتكون على حساب (الاردن وفلسطين) معا ثم مع العرب ثانيا . فقد رفض نتنياهو (حل الدولتين) اي دولة اسرائيل ودولة فلسطينية على حدود سنة 1967 وهي المنصوص عليها في اتفاق (اوسلو) بين منظمة التحرير واسرائيل سنة .1993والذي اقره رؤساء الولايات المتحدة كلنتون وجورج بوش وباراك اوباما . ولكن رفضه الرئيس الجديد (ترمب) ..وهو يعتقد بضرورة ايجاد حل شامل يشمل المنطقة كلها . ولا يخفى على احد ان (المصالحة) بين فتح وحماس تمت لرفض ومواجهة هذه المبادرة الصهيونية التي تهدف الى الغاء فلسطين.. وشعبها من على الخارطة السياسية. كما ان (الاردن) من جانبه رفض فكرة( الكونفدراليه) مع فلسطين المحتلة منذ زمن طويل .ورحم الله جلالة الملك الحسين عندما قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لجلالته ان اتفاق( الكونفدرالية) بين الاردن وفلسطين في جيبي.. فاجابه (جلالة الحسين ) رحمه الله ..ضع الاتفاق في جيبك الي ان تصبح فلسطين دولة محررة ثم نبحث الامر. اذا نظرنا الي بنود (صفقة القرن) التي تخص( الاردن) ( وفلسطين) نجد الخبث اليهودي يطل من بين السطور.. فهي ليست وحدة وليست (كونفدرالية) بل هي ما تبقى من الضفة الغربية..وما فيها من هموم ومشاكل بيوت مهدمة واسرى في السجون وشهداء وجرحى ووضع اقتصادي متدهور.ترميها اسرائيل على الاردن لتتخلص من تبعاتها. وكأن (الاردن) بحاجة الي هموم واعباء جديده.. فيكفيه ما عنده من لاجئين ومشاكلهم وضغط اقتصادي وبطالة..الخ. المهم ان هذه الصفقة بعيدة عن انفاس الشعوب وتقفز فوق حق ملكية فلسطين لاهلها وتخاطب الحكام في الشرق الاوسط متجاهلة انه لا يوجد توكيلات الي احد كائنا من كان للتنازل عن ارض فلسطين، فهذه الصفقة ليس فيها اي فائدة او مصلحة لجميع اطرافها باستثناء اسرائيل فهي تهدف بداية الى (تقطيع فلسطين) وتصفية قضيتها.. وبالنسبة الي (الاردن) تضم اليه ما تبقى من الضفة الغربية.. بكل مشاكلها بل انها تطلب تعهدا من الاردن (بحماية حدود اسرائيل)، واما (غزة هاشم )فهي ترميها عل مصر وتطلب تعهدا مصريا بحماية حدود اسرائيل، وبعد ذلك على الدول العربية جميعا (الاعتراف) باسرائيل والتطبيع معها. بكل وقاحة ..تقدم اسرائيل هذه المبادرة ..ويرعاها الرئيس (ترمب )وبكل تاكيد فان (الاردن) لن يقع في هذه المصيدة الحقيرة.. فالاردن لن يقبل ان يكون وصيا امنيا ..على ما تبقى من الضفة الغربية .بعد ان تقتطع اسرائيل الاراضي التي اقيمت عليها مستوطنات اسرائلية على الاراضي الفلسطينية بحسب اتفاق( اوسلو)، كما ان نتنياهو والرئيس الامريكي ترمب يكونان واهمين اذ اعتقدا ان المملكة الاردنية الهاشمية سوف تقبل ان تكون حارسا على حدود اسرائيل .. على حدود الضفة الغربية المحتلة..فالاردن اشرف من هذا الذي يريده نتنياهو.وجلالة الملك عبدالله الثاني هاشمي الاصل. والغريب في هذه المبادرة انها (تستثني القدس) عاصمة فلسطين من اي اتفاق عربي اسرائيلي؛ فالقدس في نظرهم هي العاصمة الابدية لدولة اسرائيل ولقد تناسوا (الوصاية الهاشمية) على القدس.. فجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ..هو الوصي على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس وليست اسرائيل.. حتى وان اعترفت اسرائيل بالضفة الغربية فقط (من دون غزة ) (ومن دون القدس )تعترف اسرائيل بهذه الدولة في نطاق الكونفدرالية مع الاردن فهل هذه دولة فلسطين ..؟انها ما يحلم بها نتنياهو فقط فهي ليست دولة وانما دولة مسخ اذا صح التعبير؛فلا تنازل عن القدس اما (غزة )وهي جزء لا يتجزأ من فلسطين.. فنعجب من الفكر الصهيوني اذ انه يقطع فلسطين كيف يشاء.. ويعطي الضفة الغربية الي المملكة الاردنية الهاشمية، اما (غزة ) فعلى مصر ان تحمل هموم 2 مليون فلسطيني في غزة وتؤمن لهم كل ما يلزمهم .ويجب على (مصر)ايضا ان تتعهد بحماية حدود اسرائيل بينها وبين قطاع غزة. هل تريد اسرائيل ان يتحول الاردن ومصر.. الى حراس لدولة العصابات؛ الدولة لتي اغتصبت ارض فلسطين العربية وسمتها اسرائيل وتريد من الاردن ومصر ان يحمياها..؟ منطق يهودي قذر وخبيث. من المهم في هذا الوقت ان نقول للاخوة الدول العربية الذين يفكرون بان يقتربوا من حل القضية الفلسطينية ان يبتعدوا عن فلسطين المحتلة وحذار ان تقعوا في الفخ الاسرائيلي؛ لان الثمن الذي تطلبه اسرائيل نظير هذا الحل المسخ هو اعتراف جميع الدول العربية بها، والتبادل السياسي والتجاري وباختصار تطبيع العالم العربي كله مع اسرائيل، وتحميل الاردن ما تبقى من الضفة الغربية (من دون القدس) وتحميل مصر عناء (قطاع غزة) والمحافظة على حدود اسرائيل مع غزة هاشم. يا رب ليس لنا الا انت اللهم.. احفظنا واحفظ الاردن ملكا وشعبا..!!
Comments