فقدت الامة العربية كبار قادتها الذين وقففوا مواقف صلبة للمحافظة على البلاد العربيه في وجه الافاكين والباحثين عن وطن.. فقد اصبحنا ايتاما بعدهم.. وعلى سبيل المثال ، فقدنا الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وجلالة الملك الحسين والرئيس بومدين والرئيس الاسد وجلالة الملك فيصل واخيرا الرئيس عرفات.. وغيرهم رحمهم الله جميعا.
واملنا في الجيل الشاب الذي تولى مقاليد الحكم في العالم العربي ليكونوا خير خلف لخير سلف. قلنا ان الوطن العربي محتاج للقيادة الحازمة والقوية التي تقف في وجه الافاكين والطامعين في وطننا. فهذا نتنياهو يقول بكل وقاحة في كتابه مكان تحت الشمس (انتزعت بريطانيا شرق الاردن من منطقة الوطن القومي اليهودي وبجرة قلم واحدة انتزع من الاراضي المخصصة للشعب اليهودي ما يقارب %80 من هذه الاراضي وسلمتها الي الملك عبدالله الذي ينتمي الي الاسرة الهاشمية من مكة ليقيم فيها دولة جديدة باسم شرق الاردن واليوم هي المملكه الاردنية..). فهو يعتقد بخبث ان الاردن جزء من اسرائيل ويطالب به ولم يكتف اليهود الغزاة باحتلال اجزاء غاليه على قلوبنا وهي الاراضي المحتلة في فلسطين الا ان الوقاحة تزداد ويطلبون المزيد فهذا في دمهم وهذه عقيدتهم التي تحضهم على القتل اينما ذهبوا فهم يحتفلون بعيدهم الكبير (عيد الغوييم) بانهم قتلوا 75000 جندي من الفرس.. كما ورد (في التوراة) وان كنا غير متأكدين من صحة هذه الارقام. فالاحتفال بذكرى القتل اصبحت عيدا عند اسرائيل بدلا من ان تكون خجلة مما فعلوا ويقدموا اعتذارا عما فعلوا. هذا اذا كانت هناك علاقة بين اسرائيل واليهود.
ونذكر هنا سطرا مضيئا من تاريخ كبار رجال العرب لعله يعطينا بريقا من الامل وزيادة في ايماننا باننا سوف نخرج من الواقع المذل الذي نحن فيه هذه الايام فقد التقى جلالة الملك فيصل مع الجنرال ديجول رئيس فرنسا اثناء زيارته الي باريس يدعوة رسمية في حزيران سنة 1967 قال الجنرال ديجول: يا جلالة الملك.. تريدون ان تلقوا باسرائيل في البحر..؟ بالرغم من انها امر واقع ولا يقبل احد القاء اسرائيل بعد ان اصبحت امرا واقعا..؟ فاجاب الملك فيصل قائلا انا استغرب هذا من فخامتكم.. فقد احتل هتلر باريس واصبح احتلاله امرا واقعا واستسلمت كل فرنسا الا انت.. فقد رفضت الامر الواقع وبقيت تقاومه حتى تغلبت عليه وعادت فرنسا حرة فانا استغرب ان تطلب مني الرضى بالامر الواقع.. الويل للضعيف اذا احتله القوى واصبح امرا واقعا وبالتالي فقد اصبح الاحتلال مشروعا..؟ ودهش ديجول من جرأة الملك وذكائه فغير لهجته وقال اليهود يقولون ان فلسطين وطنهم وجدهم الاعلى اسرائيل ولد هناك؟ فرد الملك فيصل قائلا: فخامة الرئيس انت رجل مؤمن ومتدين وانت بلا شك قرأت الكتاب المقدس خاصة العهد القديم (التوراة) اما قرأت ان اليهود جاءوا من مصر..؟ جاءوا غزاة فاتحين حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والاطفال.. فكبف تقول فلسطين وطنهم..؟ وهي للكنعانيين العرب.. فهل يا جنرال تريد ان تعيد استعمار اليهود لفلسطين..؟؟ لماذا لا نعيد استعمار روما لباريس..؟ فقد كانت روما تحتل فرنسا قبل الف سنة..؟ نحن العرب امضينا 200 سنه في جنوب فرنسا فهل نطالب بفرنسا..؟ هل تريد تغيير خريطة العالم لمصلحة اليهود؟فقال ديجول ولكن اليهود يقولون ان اباهم ولد في فلسطين..؟ اجاب الفيصل: غريب هذا.. عندك الان 150 سفارة في باريس واكثر السفراء يولد لهم اطفال في باريس فاذا صار هؤلاء الاطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بباريس بحق الولادة فيها فمسكينة باريس.. لا ادري لمن تكون..؟؟ صمت الجنرال لحظة ثم استدعى رئيس وزرائه جورج بومبيدو وقال له الان عرفت حقيقة القضية الفلسطينيه اوقفوا السلاح المصدر الي اسرائيل.. وكانت اسرائيل يومها تحارب باسلحة فرنسية وليست امريكية.
رحم الله الفيصل فقد كان قائدا عظيما اظهر الحقيقة لمن يحبها فقد كان احد العمالقة الذين فقدناهم فقد دافع بموفقه الرجولي هذا عن فلسطين والاردن ضد اطماع اسرائيل وان شاء الله يكون الشباب عمالقة مثل ابائهم فيحرروا الاقصى من اسره ويحطموا اغلال القدس الشريف. يا رب.
Comments