البالونات الملونة والدعاية المكثفة من اهم الفنون التي تتقنها اسرائيل مهما كثر تكرارها فهي تجارة لن تبور. فقد شاهدت فيلما ليلة امس يصور احوال اليهود في اوكرانيا زمن النازية وسألت نفسي هل التاريخ يكرر نفسه ..؟ هل الاذلال يتكرر..؟ اذلال اليهود شيوخا ونساء واطفالا وشبابا من الجنود المدججين بالسلاح يوجهونها الى كل من كان يهوديا بدءا من وضع نجمة سداسية على يد اليهود كدليل على احتقارهم.. والعنف الذي يثير الشفقة عليهم من الجنود.. الذين يضربونهم بالبنادق ويطلقون النار بلا اي ذنب الا لانهم يهود.. والرعب عند سماع صوت جندي او سيارة اضافة الي السجون والمعتقلات وافران الغاز.. اي ابشع انواع التعذيب.. واخيرا نجد الفرحة عند الخلاص من هذا الكابوس القاتل.. عند السماح لهم بالسفرالي الخارج واغلب الظن الى فلسطين.. سألت نفسي وانا اشاهد الفيلم المرعب هل يختلف هذا عما نراه اليوم..؟ شاشات التلفزه تنقل لنا نفس الفيلم القديم ولكن باسلوب العصر.. فالصورة مقلوبة..!!
فالجنود بدلا من النازيين اصبحوا من اسرائيل والمعذبون اصبحوا ابناء الشعب الفلسطيني والعربي.. الجنرال شارون وهو من اوكرانيا اصبح الجلاد الاول في اسرائيل وكل الجنود الاسرائيليون هم شارون .فلا نسمع الا التهديد والوعيد من نتنياهو كل يوم وبالامس القريب اذ ليبرمان وزير خارجية اسرائيل يهدد مصر اذا لم تسحب دباباتها من سيناء ..وشر البلية ما يضحك فقد اتهموا “ابو مازن” وهو الذي يؤمن بالسلام وينادي بالمفاوضات منذ 30 سنه اتهمته اسرائيل بانه ارهابي دبلوماسي يجب اعتقاله او ابعاده عن البلاد ..!! وجال في عقلي سؤال لماذا يرتكب الاسرائيليون كل افعال التعذيب مع الفلسطينيين خاصة والعرب عامة.. خاصة وان اليهود تعرضوا.. لهذا التعذيب وشربوا كأسه حتى الثماله.. فلماذا يعيدونه على شعوب اخرى..؟
العقل والمنطق يوجبان على كل من تعرض لمثل هذا التعذيب والاذلال.. ان يبتعد عنه بل ويحاربه.. لا ان يعيد تجربته على شعوب اخرى.. وكأنه ينتقم لنفسه من شعب لم يؤذه .. بل استقبله في ارضه بترحاب.ولنا في اليابان.. خير مثال يحتذى به فبعد ان دمرت الولايات المتحده مدينتي هيروشيما وناجازاكي بالقنابل الذرية .. وعرف اليابانيون اهوال القنابل الذرية..وما خلفته من دمار شامل ومن مئات الاف القتلى والجرحى والمصابين بالاشعاع الذري. رفضت الحكومة اليابانيه انتاج السلاح الذري بالرغم من قدرتها العلمية والعملية على ذلك... ولكن اسرائيل لها رأي اخر فقد زعم الاسرائيليون انهم شعب الله المختار ولكن افعالهم عكس ما يقولون فان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال (الناس ادرى بانسابهم ولكن راقبوا افعالهم..) اي اذا كانت افعالهم تعادل نسبهم فيكون قولهم صحيحا والعكس صحيح . فاليهود قتلوا الانبياء وكذبوهم ولم يحترموا المواثيق وقالوا: إن العهود ليست مقدسة والتواريخ ليس لها اي قيمة عندهم.. هذه اوصافهم بحسب ما جاء في القرآن الكريم بل والانجيل ايضا..! وهذه (اتفاقية اوسلو) امام كل من له بصر او بصيرة.ولكن السبب الاهم هو عقيدة الاسرائيليين الدينية كما وردت في التوراة (فهم يؤمنون بان قتل الاغيار (غير اليهود ) هو خدمة للرب؛ لأن ارواح غير اليهود هي ارواح شيطانية اما روح اليهودي فهي جزء من روح الرب) ولكن اليهود او الاسرائيليين مهما ارتكبوا من المجازر ومهما هدموا من المساكن ومهما امتلأت سجونهم بخيرة شبابنا ومناضلينا.. فان غطرسة القوة هي ردة فعل لديهم لما عاشوا فيه من تعذيب واذلال.. انهم جنود مرتزقه للقتل الجبان فقط.. ان الاسلحة الامريكية التي بايديهم مهما كانت متطورة فان مصيرها ان تصدأ لا محالة.... ويكفي ان ترى الرعب المرسوم على وجوه الجنود المدججين بالسلاح او على وجوه السكان في المدن والمستوطنات وهم يحملون المدافع الرشاشة اثناء حياتهم العادية فان اسرائيل تملك الاسلحة الذرية ولديها ترسانة ضخمة من احدث الطائرات واحدث اساليب التكنولوجيا ويزعمون بان جيشهم قوي ولا يقهر.. وبالرغم من كل ذلك فاسرائيل تستجدي الأمن من الفلسطينيين .. وهي تخاف من صواريخ يدوية..قد تصيب الهدف مرة ولكنها تخطئه مرات ..ومن حجارة الاطفال.. انها معادلة عجيبة.. ولكنها الصورة المقلوبة فهل كان تعذيب واذلال اليهود كما يصورونه في افلام تشبه افلام هوليوود ..؟ ان ما نخشاه هو ان يتحول الصراع بين اسرائيل والعرب الي صراع ديني؛ وفي هذه الحالة يخرج الحل من ايدي البشر وننتظر الرحمة من السماء..!! لأن الصراع الديني ليس فيه غالب او مغلوب بل فيه النصر او الشهادة..!!! -
Comments