top of page

التحالف الامريكي السعودي.. لاستخدام سلاح النفط..؟


التحالف الامريكي السعودي.. لاستخدام سلاح النفط..؟

في القرن الحادي والعشرين تنعدم الصدف.. وتكثر التحالفات في الشوارع الخلفية بعيدا عن اعين المارة وبعيدا عن المتطفلين.. بل لمن يهمه الامر فقط .خاصة مع الدول التي بيدها مصير العالم.. في هذا الزمان الرديء.ونخص بالذكر في مقالنا هذا التحالف (الامريكي السعودي)لتخفيض اسعار النفط على مستوى العالم.فليس خافيا ان النفط اصبح محركا للحياة خاصة زمن الثورة الصناعية .فالعالم كله بحاجة الي النفط .ومن هنا بدأت الحكاية .استخدام (النفط كسلاح )لا يقل عن الصواريخ والقنابل وادوات الحرب .ونرجع قليلا لتنشيط ذاكرتنا ان العرب اول من استخدموا النفط كسلاح.. في معركتهم ضد العدو الاسرائيلي في حرب سنة 1973والان نجد امامنا تحالفا بين الولايات المتحدة الامريكية.. والمملكة العربية السعودية.. في (حرب النفط)التي تشن الان . ويشتد اوارها عند الدول المنتجة للنفط ..غير- امريكا والسعودية _التي اصبحت تقاتل من اجل الهروب من العجز في الميزانيات التي بنيت زمن الترف النفطي.. حين وصل برميل النفط ارتفاعات فلكية بدون سابق انذار. والحرب المعلنة الان هي استعمال النفط كسلاح .فقد تلاقت مصلحة الدولتين على العمل على تخفيض اسعار النفط عالميا واقليميا فهو صراع بن الكبار ولكن على مستويات فهو صراع عالمي وصراع اقليمي .فاما عالميا فهو بين (الولايات المتحدة)(وروسيا) ..واما اقليميا فهو بين (المملكة العربية السعودية ) (وايران.) فقد كان سعر بريل النفط 117 دولارا وفجأة بدأت عملية هرولة سريعة في اتجاه النزول.. الي ان وصل الان الي حوالي 45 دولار.وهو في هرولة مستمرة لم يتوقف عند رقم .امريكا كانت تريد ان تضغط على روسيا في ازمة (اوكرانيا .. والقرم.. وسوريا..) وهذا نزاع بين الكبار فامريكا لديها مخزون استراتيجي ضخم من النفط بحيث لا يؤثر علي اقتصادها تخفيض سعر النفط لفترة.واما روسيا فان اقتصادها يعتمد الي حد كبير على تصدير النفط والغاز.. وانخفاض السعر يؤدي الي اثر سلبي على( الروبل) العملة الرسمية.وبكل تاكيد سوف يؤدي الي عجز في الميزان التجاري والنمو الاقتصادي ..بل وفي الميزانية عامة للدولة ..الخ مما يسبب مشاكل كثيرةوكبيرة.وهذا يضعف مركزها القوي الان وبالتالي يساعد عل الوصول الي ما ترغبه امريكا في المشاكل المعلقة سالفة الذكر. وتستطيع الولايات المتحدة فرض ارادتها او تحقيق بعض التنازلات من روسيا .ولكن وزير الطاقة الروسي(الكساندر لوفاك )..اكد ان روسيا تتحمل تخفيض سعر برميل النفط الي 70 سبعين دولار .ولكن النفط نزل الان الي حوالي 45 دولار للبرميل وهو ما يزال في هبوط. مما يؤثر قطعا على روسيا..وهو ما يزال في عملية عدم استقرار مما يناسب امريكا وربما يحقق اغراضها من هذه الحرب.او بعضا منها على الاقل .

اما المملكة العربية السعودية ..فعندها فائض مالي ضخم قدر (باكثر من ترليون) دولار.. مما جعلها ترفض تخفيض انتاجها في اجتماع منظمة (اوبك) بل اصرت على عدم تخفيض انتاج دول (الاوبك) للنفط بصفتها اكبر دولة منتجة للنفط في العالمولقد صرح معالي (وزير النفط) والثوة المعدنية السعودي في اجتماع اوبك ان المملكة العربية السعودية لا تتاثر بهبوط الاسعار.. وهي تتحمل نزول اسعار النفط حتى لو وصل برميل النفط الي 40 دولار فقط. اما البروفيسور (سايمون هاندرسون) الخبير العالمي في شؤن النفط فقد قال في مقال نشره في جريدة (نيويورك تايمز)مؤكدا ان ثقة الحليفين في حرب النفط وهما الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية في موقفهم ناتج عن ان الولايات المتحدة الامريكية لديها مخزون ضخم ..من النفط . كما ان المملكة العربية السعودية لديها فائض مالي ضخم ..منذ سنة 2007 .ووقفت ضد اي تخفبض بالرغم من ان معظم (دول اوبك) كانت تطالب بخفض الانتاج لمواجهة انخفاض الاسعار العالمية للنفط ومن هذه الدول( ايران ) (والجزائر)(وفنزويلا)(والعراق)(ونيجيريا )بحجة ان تخفيض انتاج النفط سوف يؤثرعلى النمو الاقتصادي العالمي. فالنفط ليس سلعة مثل باقي السلع.. تخضع لقانون الطلب والعرض.. بل هو عامل مهم مثل الماء والهواء ويجب المحافظة على بقاء الانتاج العالمي على حاله.مما اكد اتفاق المملكة السعودية مع الولايات المتحدة في حرب النفط .وكان الهدف الرئيسي للسعودية هو الضغط على (ايران) بشكل خاص نظرا للتدخل الكبير من (ايران )في المنطقة ..فهي تريد ان تحجم ايران وتوقف نفوذها في المنطقة العربية اقليميا خاصة في (اليمن) التي تعتبرها المملكة السعودية الحديقة الخلفية لها . وفي سوريا ولبنان حيث امدتهم بالسلاح وبالمال ..ونعلم ان (الحوثيين) في اليمن ارتكبوا خطأ جسيما لا يغتفر فقد احتلوا اليمن كله بقوة السلاح وهم يعلمون انهم يشكلون اقلية في اليمن فلا يزيد عدد سكان (الطائفة الزيدية)ومنهم الحوثيون على 15% من عدد سكان اليمن الذي يعيش عيشة قبلية فلا يمكن لهؤلاء ان يحكموا اليمن. حتى لو ساعدتهم( ايران) فالمملكةالعربية السعودية لن تسمح بقيام جيوش معادية لها على حدودها وفي خاصرتها ونحن نرى الحرب القائمة الان في اليمن فان الحوثيين يقاتلون بالوكالة .

ولكن اذا طالت فترة تخفيض اسعار النفط .. فسوف تتضرر دول كثيرة ليس لها اي علاقة بالصراع بين واشنطن وموسكو ..ولا بين الرياض وطهران.. مثل العراق..ونيجيريا وفنزويلا..الخ. ولا ننسى دور (الصين) في هذه الحرب ..؟ صحيح ان (الصين) ليست طرفا مباشرا فيهذا الصراع ..ولكنها لاعب اساسي على الساحة الدولية ..خاصة في شؤون النفط .(فالصين) بحاجة الي كميات هائلة من النفط لمصانعها خاصة وان احتياطيها من (الفحم الحجري) بدأ في النضوب في الاقاليم البعيدة عن (بيجين) فان زيادة طلبها على النفط يغذي الحرب القائمة والتي لا تعتبر (الصين) طرفا مباشرا فيها.لكن الخبراء العالميين يبدون خشية كبيرة وتخوف ملحوظ من حدوث انكماش اقتصادي عالمي.. بسب الضغط الامريكي السعودي على اسعار النفط العالمية.. وهذا النزول الحاد الذي ليس له مبرر معقول.. سوى استخدام النفط ..باعتباره سلاحا في ملفا ت سياسية بين اطراف عالمية واطراف اقليمية.

فاذا تركنا الاسباب السابقة فهناك اسباب اخرى لا تقل اهمية عنها وهي الاستثمارات الضخمة في الحصول على النفط من (الصوف الصخري) فالمعروف ان كلفة برميل النفط من الصوف الصخري هي 80 ثمانون دولارا للبرميل وما دامت اسعار النفط بهذا الهبوط الحاد فهذا يعني توقف البحث عن انتاج النفط من الصوف الصخري . وبكل تاكيد فان الشركات الامريكية لها استثمارات ضخمة في هذا النوع وهو الحصول على النفط من (الصوف الصخري )وتتحمل الولايات المتحدة اعباء خسائر شركاتها.

اما المملكة العربية السعودية.. فهناك خطر كبير فان العقد الاجتماعي في المملكة يقوم على السخاء الملكي.. الكبير الي المواطنين السعوديين .فان هذا الدعم الكريم من الاسرة الملكية الحاكمة ..جعل المواطنين يقبلون بعيشة تقل كثيرا عن دول الجوار.. فهم قانعون بدون انتخابات برلمانية مثلا..؟ وبدون رقابة فعلية على القوانين .بل ليس خافيا ان كثيرا من الشباب السعودي ثائر..وانضم اعداد كبيرة منهم الي المنظمات الجهادية..والتي توصف احيانا بانها (ارهابية) ..مثل القاعدة وداعش.

واخيرا اين اسرائيل من هذه اللعبة..؟بكل تاكيد الاصابع الاسرائلية لها دور رئيسي في تخفيض اسعار النفط ..؟ والي مقال خاص بالتفصيل عن دور اسرائيل . اذا بقي في العمر بقية

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

Comments


bottom of page