رأينا اليمن السعيد وقد تحول الي البؤس والشقاء.. الدماء تسيل في الطرقات والمباني الاثرية تحولت الي انقاض.. ووصف السعيد كان من ذكريات الماضي السحيق وليس في القرن الواحد والعشرين .لم يعد سرا خافيا على احد ان الحوثيين طائفة من المسلمين الشيعة الزيدية.. وهم عرب اقحاح من بني قحطان ..في اصولهم التاريخية .الا ان شيخهم حسين الحوثي.. سافر الي طهران وبقي في ايران بضع سنوات وعند عودته الى اليمن.. طلب من ايران ان تساعده فقامت ايران بامداد الحوثيين باموال طائلة.. وبالسلاح المتطور وبتدريب ابنائهم ..على استعمال السلاح بما في ذلك تدريبهم على قيادة الطائرات الحربية . وباختصار جعلت منهم ميليشيا مسلحة داخل الدولة.ونعرف باقي القضية.لكن بقى السؤال الذي نحتاج الى تسلق اعلى قمم الجبال.. في اليمن حتى نعثر على الجواب الصحيح له ..؟وهو هل الحوثيون بقوا عربا مخلصين لعروبتهم ووطنهم.. او انهم اصبحوا اصبعا ايرانيا في اليمن ..؟ هذا السؤال فرضته الحرب الجارية ..في اجواء اليمن وعلى ترابه وفي مياهه .صحيح ان الحوثيين تسلحوا من ايران ..واصبحوا جيشا داخل الدولة.. ثم انقلبوا على الدولة ..ليسيطروا على جميع المرافق فيها بل احتلوا (صنعاء) العاصمة .مما جعل العرب عامة ..والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة تتجه الي قصف معاقل الحوثيين بقسوة بالطائرات والصواريخ وبكل انواع الاسلحة المتوافرة لديها .. فالسعودية تعتبر اليمن الحديقة الخلفية لها ..ولا تستطيع ان تبقى بدون حراك وهي تجد جيشيا ايرانيا في خاصرتها..بل ان كل عربي مخلص لوطنه يرفض وجود جيش ايراني في اليمن ..الا يكفينا وجود الجيش الاسرائيلي على ارض فلسطين الغالية ..؟ ويبقى السؤال معلقا في الهواء الطلق .. فهل الحوثيون تحولوا الى اصبع ايراني اي يتلقون الاوامر من ايران.. وتحركهم طهران في الوقت الذي تريده وفي الاتجاه الذي تحتاجه..؟او انهم ما زالوا عربا يمنيين لا يحاربون بالوكالة عن طهران ..؟ الحقيقة مرة مهما كانت ..والذي يجثم على صدورنا ويكاد يصيبنا بالاختناق بالرغم من بعدنا عن ميدان القتال.. ما نراه من حشود لها اول وليس لها اخر مع احدث الطائرات المقاتلة في العالم تصب نيرانها على شعب كثير منه حفاة لا يلبسون حذاء او نعالا وهم متضورون جوعا ..فان رئيسهم المخلوع علي عبد الله صالح جعل اليمن مزرعة له ولاولاده ..واختلس اموال الدولة واصبحت ثروته تقدر بـ 60 مليار دولار.حتى نصل الي الاجابة الصحيحة في اعتقادنا يجب الرجوع الي ماضي ايران القريب جدا ..فلا نريد الغوص في اعماق التاريخ ..ولكن يكفي العودة عشرين او ثلاثين سنة فقط ..لمعرفة سلوك ايران مع العالم العربي وهل هو سلوك بريء او انه ينطوي على الاعداد للعودة الى الماضي .فقد راينا الثورة الايرانية وكيف بدأت راينا الامام الخميني رحمه الله .. ياتي الى طهران على متن طائرة فرنسية ..قادما من باريس..وما ادراك ما باريس ..؟ وبدأ في اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية الغابرة ولكن بطريقة حديثة ..وهي تصدير الثورة.ان ما حدث في اليمن.. هو( استنساخ)لما حدث في لبنان تماما 100% . لقد ساعدت ايران لبنان بدعم مالي.. الى حزب الله ثم بالسلاح وبالتدريب بحجة ان الشيعة مظلومون ومهمشون في لبنان..الى ان سيطر حزب الله على لبنان .واصبح حزب الله بما يملكه من اسلحة ايرانية.. اقوى من الجيش اللباني ..ونعرف ان ايران تنفق على حزب الله 100 مليون دولار شهريا .وكنا نعتقد ان هذه المساعدة هي مساعدة بريئة لمحاربة اسرائيل ..وتحرير فلسطين..وهي الاغنية التي تغنى بها حزب الله دائما وفجأة يذكر رئيس الحزب.. انه من اتباع الولي الفقيه ..في (طهران) وكان اعلانه في التلفزيون.الذي يكاد يؤدي بنا الي الموت غيظا.. اننا احببنا حزب الله حبا جما قبل ان يتبين للعالم كله انه ايراني الهوى.. وليس عربيا ولا لبنانيا.. وان تحرير فلسطين كان الوهم الصوري.. الذي استعمله جميع الانقلابيين..واصحاب الثورات في العالم العربي.. فقد كان تحرير فلسطين هو البند الاول.. في البيان الاول للانقلاب او للثورة دون استثناء.(حسبي الله ونعم الوكيل). واستنادا الى هذه الحقيقة فقد سمى الحوثيون انفسهم (انصار الله )وهو اسم يشابه (حزب الله )واخذوا اموالا وسلاحا من ايران تماما كما فعل حزب الله وقطعا وقعوا في نفس المازق فهم الان جنود بالوكالة .الالم يمزقنا فلم تعد لدينا دموع نبكي بها على حالنا فالدول الاستعمارية لعبت بمقدراتنا حتى النخاع ..والان جاء دور ايران ..ولا ندري من هو القادم المجهول في المستقبل..؟ فهل ينهض العالم العربي ويستيقظ من نومه فكفانا اقتتالا ..فان الدول الاجنبية تسلح العرب ليقتلوا انفسهم بايديهم فنحن لا نصنع السلاح ولكنا نجيد استعماله في قتل انفسنا.يا رب رحمتك. -
top of page
bottom of page
Comments