ايران هذه القلعة المغلقة منذ امد طويل فالاحداث في الداخل معقده نظرا لتعدد المعتقدات والاراء خاصة بعد تاسيس الجمهورية الاسلاميه منذ 34 عاما بزعامة الامام الخميني الذي غرس رؤية معينة خاصة تجاه امريكا واسرائيل فاطلق على الاولى اسم الشيطان الاكبر الذي يخلق كل المشاكل لايران وعملا بالقاعدة العلمية لكل فعل رد فعل مساوى له في القوة ومعاكس في الاتجاه جاء الرد الامريكي مؤكدا ان ايران تخلق المصاعب في الشرق الاوسط.. ثم استعملت نفوذها ففرضت عليها عقوبات اقتصادية بالغة القسوة من الامم المتحده والولايات المتحدة الامريكه والاتحاد الاوروبي.. نظرا لان ايران ارتكبت خطييئة لا تغتفر.. وهي رغبتها في الدخول الي النادي الذري السلمي .. الا ان امريكا اتهمتها بانها تحاول صنع القنابل الذرية..ومفاعلاتها ليست للطاقة السلميه وايران تنفي ذلك..صباحا ومساءا.. وليس سرا ان الاصابع الاسرائليه هي المحرض الاول ضد ايران لاتها تريد احتكار الاسلحة الذريه في الشرق الاوسط.السؤال الذي يطرح نفسه الان بقوة هل الربيع العربي الان يقف على ابواب ايران ..؟ والربيع العربي اصبح مصطلحا للقلاقل والاضطرابات والثورات.. بحجة ادخال الديمقراطيه الي البلاد .لاشك ان عام 2012 كان قاسيا جدا على ايران بكل المقاييس فان العقوبات الاقتصادية والحصار على النفط الايراني سبب كارثة غير مسبوقه فقد خسرت ايران 40 مليار دولار نتيجة تخفيض عملائها الرئيسيين لاستيراد النفط الذي يعتبر المصدر الرئيسي للاقتصاد الايراني فقد خفضت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبا مستورداتها من النفط الايراني بنسب تتراواح بين 30%-50% (ثلاثين الي خمسين بالمائه) خضوعا للعقوبات الاقتصادية ولقد تم احتساب هذا المبلغ على اساس ان سعر برميل النفط 112 دولار..وانخفض انتاج ايران من النفط نتيجة لعدم وجود اسواق الي 2.5 برميل من النفط بعد ان كان 3.7 برميل يوميا من النفط كما ان هذا السبب كان له اثر ضخم على الميزات التجاري وعلى حاجة ايران من العملات الصعبه التي تستطيع بموجبها تمويل ما تحتاجه من الخارج .ولقد انعكس هذا على العملة الايرانية فقد اوشك التومان الايراني وهو العملة الرسميه الايرانيه اوشك على الانهيار بعد ان فقد 50%من قيمته السوقيه ..بحسب ما قرره الخبير الاقتصادي الايراني (ابو الخلاص الاهوازي) .
المهم ان الانهيار الاقتصادي في ايران بدأ على الابواب ومنه يدخل الربيع العربي فيصبح ربيعا ايرانيا لا يقل بشاعة عما نراه في سوريا او تونس او مصر.. مما جعل الشارع الايراني يشهد مظاهرات واضطرابات يوميه.. حيث انطلقت مظاهرات عنيفه احتجاجا على غلاء المعيشه.. والوضع الاقتصادي السيء في الجمهوريه الاسلاميه.فازمة النفط وازمة انهيار العملة والغلاء الفاحش.. وعدم قدرة الحكومة على مواجهة كل الاخطار خاصة وان تفوق ايران العسكري..واظهار هذه القوة بشكل يومي خلق قلقا للدول المجاورة.. خاصة دول مجلس التعاون الخليجي.. التي اصبحت تنظر الي ابران على انها دولة ترغب في التوسع والهيمنه وتحل محل الاستعمار الانجليزي الذي كان في الخليج مما جعل الجمهورية الاسلاميه تعيش وكانها جزيرة وسط بحر هائج من الخوف والغضب .وبكل تاكيد فان الاعلام الامريكي والاسرائيلي كان له دور كبير جدا في خلق هذا المناخ المعادي لايران.وعلى اي حال فقد وقعت صدامات وسط العاصمة الايرانيه طهران بسبب هذه الازمات المتتاليه واشدها عنفا هي عندما انتشر المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب في حي( فردوسي) وسط طهران لاعتقال بعض الصيارفه الذين اتهمتهم السلطات بانهم غير مرخصين مما اثار احتجاجات وصدامات وتعرض رجال الشرطه للرشق بالحجارة من المتظاهرين . وقال احد الصرافين لوكالة الانباء الفرنسية (اغلقنا ابواب محلاتنا بسبب حملة الشرطة) واكد شاهد عيان( بان سوق طهران الكبير اغلق محلاته بسبب القلق المحيط بالعملة وبالاقتصاد المتدهور) ..!وقد اعلن قائد الشرطه الوطنيه (الجنرال اسماعيل احمدي) عن تشكيل مجموعة لمنع انهيار العملة ولمحاربة (الذين يتسببون في بلبلة السوق) ..!ولقد قال بعض المراقبين الاقتصاديين ان العملة الايرانية سجلت هبوطا وصف بانه تاريخي نتيجة للعقوبات الاقتصاديه المفروضه على ايران. ورد الرئيس الايراني على هذه الاقاويل بانها كاذبه حيث قال ان العقوبات الاقتصاديه التي فرضتها الامم المتحده وامريكا تستهدف الشعب الايراني والغرب يكذب عندما يقول ان العقوبات هدفها الضغط على الحكومة الايرانيه لتغيير سياستها. ونستمع الي اراء محليين اقتصاديين محاييدن فقد صرح رئيس هيئة البنوك السويسريه ويليام ارلفونج بانه شخصيا لا يعتقد ان ايران في المدى القصير على وشك الانهيار ولكن على المدى المتوسط او المدى البعيد فيمكن ذلك.. اذا لم تستطع الحكومة الايرانية ان تجد حلا لمشاكلها مع الغرب..واضاف صحيح ان ايران تخسر 100 مليون دولار يوميا نتيجة العقوبات ولكن لديها احتياطي كبير من النقد الاجنبي مما يغطي تمويل مستورداتها اضافة الي انها لديها وفرة في الميزان التجاري..! ولكن يصبح السؤال امامنا الي متى تستطيع ايران الصمود في ظل هذا الوضع السيء من الناحية الاقتصاديه والسياسيه فعلاقتها مع الغرب في منتهى السوء بل انها كسبت اعداءا جدد هم دول الخليج العربي الذين اصبحوا يكدسون السلاح ويشترونه باموال فلكيه خشية من جار كان صديقا ولكنه اليوم اصبح عدوا محتملا لا قدر الله. واكد معارض ايراني ان الربيع الايراني بدأ سنة2009 وهو سوف يستانف حراكه في الايام القليله القادمه وان الثورة في منطقة الاهواز مشتعلة ولكن هناك تعتيم اعلامي عليها من الدولة مؤكدا ان الاهواز اغنى الاقاليم الايرانيه وهي تسعى لنيل استقلالها خاصةوان 90% من النفط الايراني يستخرج من هذا الاقليم وكذلك 65%من الغاز الايراني يستخرج من هذا الاقليم اضافة الي الاراضي الزراعية الخصبه التي تنتج المحاصيل الزراعيه الرئسيه بحوالي نصف الناتج القومي الايراني واكثر من 80%من قيمة الصادرات في ايران.ونحن ننتظر ..!!
Comentarios