نؤمن ايمانا راسخا بان الشعوب هي التي تصنع الحضارة واما الحكام فهم مراة لشعوبهم وكما كنتم يولى عليكم وانطلاقا من هذا اقول بصدق تصيبني موجات من الالم عندما اقرأ في وسائل الاعلام المضيئه والمرئيه عن الازمة الاقتصاديه التي نمر بها وعن ارتفاع المديونيه بشكل غير مسبوق .. اننا نعلم ان الازمات الاقتصاديه تصيب جميع دول العالم بدون استثناء.. ونحن من هذه الدول وحالنا مثل حالهم .. فهذه امريكا وهي اكبر دولة في العالم في هذا الزمان نجد عمالقة بنوكها وقد تهاوت واعلنت افلاسها.. والحال كذلك في اوروبا ..فقد اعلنت اضخم الشركات عن افلاسها فان الازمات الاقتصادديه احدى مظاهر النظام الرأسمالي بل هي احدى نتائجه المدمرة .. ولكن الشعوب عادة هي المنقذ الاول لنفسها من الالم والمصائب التي قد تصيب بعضا منها وهذه قاعدة تكاد تكون عامة بين الشعوب .. حتى قبل نشوء انظمة الاقتصاد المتنوعه في العصر الحديث مثل النظام الشيوعي.. والنظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي.. والنظام الاسلامي ..الخ. فهذه الانظمة نشأت استنادا الي نظريات وتحليلات واحيانا الي عقيدة سماوية واخذت مكانها بين الامم .وهي لتنظيم العلاقةات الاقتصاديه بين افراد الشعب نفسه وكذلك تنظيم العلاقات بين الشعوب مع بعضها البعض فاذا وقعت كارثة غير متوقعه في بعض البلاد فان حلها يختلف من جة الي اخرى بحسب رقي هذا الشعب او تخلفه ذلك ان الشعوب ذات العمق الحضاري تحاول علاج الكارثه بنفسها وبعكس ذلك فان الشعوب المتخلفه التي لا تملك بعدا ثقافيا ولا تملك ارثا حضاريا تجلس مكتوفي الايدي بانتظار الاخرين لكي يرفعوا عنها تبعات الكارثه واخرين ينتظرون حكوماتهم لتقوم بهذا العبء منفردة لذلك فنحن نرى انه لا يجوز لنا ان نعتمد كليا على الحكومه ونحن نجلس بانتظار ما سوف تعمله الحكومه او مجلس الوزراءمن دعم لبض السلع خاصة السلع الضرورية لحياة المواطنين فالشعوب الحيه دائما تقف لتقديم ما لديها من اموال وافكار وعمل للمساهمة في رفع الضررعن الامة.. وقديما قبل ظهور هذه النظم .. كانت الشعوب هي التي تساعد وتتكافل مع بعضها للتغلب على اثار اي ازمة او مصيبة تحل ببعض افرادها ..خاصة وانه لم يكن في ذلك الزمان حكومات ومجلس وزراء بحسب المفهوم الحالي .. وعلى سبيل المثال فان العرب في الجاهلية قبل الاسلام فقد كان العرب رجال تجارة.. بين اليمن وشواطيء البحر الابيض المتوسط انطلاقا من (مكة المكرمة ) فقد ورد في القران الكريم تاكيد لهذه الرحلات ( بسم الله الرحمن الرحيم ..لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ) .فقد كان للعرب رحلتان احداهما في الصيف.. والثانية في الشتاء.. وكانت وسيلة التجارة في ذلك الزمان هي القوافل المكونه من الابل اي الجمال.. وكان العرف السائد في ذلك الزمان انه اذا هلك جمل او مات فان باقي القافلة مجتمعه تدفع ثمن هذا الجمل الي صاحبه.. تضامنا معه مما يخفف عنه .ونفس الشيء كان يحدث في (انجلترا) فاذا قامت عاصفة بحريه مدمرة واغرقت بعض زوارق الصيد كان باقي الصيادين مجتمعين يدفعون الي صاحب الزورق الغارق تضامنا معه وتخفيفا عليه .. ولعل حريق لندن الكبير الذي وقع سنة 1876 والذي سبب كارثة كبرى في انجلتر فقد احترقت بسببه الكثير من المنازل في لندن.. وقيل ان نصف مباني لندن تقريبا قد احترق نتيجة لاشتداد العواصف الا ان الشعب الانجليزي لم يقف عاجزا يتفرج على ما اصاب عاصمته من دمار وخراب ويقال ان هذا كان سببا في انشاء اول شركة تامين.. ضد الكوارث والحوادث والازمات..بل ان الشعب كله دفع كل بحسب طاقته وتاسست شركة تامين لاصلاح الدمار.. وكذلك فان الاحزاب والهيئات تتولى مساعدة باقي افراد الشعب اذا اصابهم مكروه وقد اخبرني احد اصدقائي ان حزبهم قدم عشرين طن من اللحوم.. الي احد المخيمات في جرش في شهر رمضان المبارك..لمساعدة المواطنين وتخفيف عبء الحيااة عليهم خاصة وان الاسعار ارتفعت بارقام فلكيه . ومن جهة اخرى فان الهيئات الخيريه قد تخترق الحدود وتقدم المساعدة لشعب شقيق.. وخير مثال على هذا ما نراه من الهيئة الخيريه الهاشمية الاردنيه..فهي ليست هيئه حكومية بل من اسمها يتضح للجميع انها خيرية جميع ما تحمله هو من الشعب الاردني.. فان قوافل المساعدات محملة بالمواد الغذائية والادوية والمعدات الطبيه تنقلها سيارات الهيئة الي اخواننا في فلسطين لمساعدتهم على ظروف الاحتلال البغيض وطبعا لها كل الشكر من اعماق القلوب من هذا يتبين لنا ان الشعوب التي ترفل باثواب المدنيه والحضارة لا تنتظرالحكومة او المساعدات الخارجية حتى تمسح دموع الاطفال وترفع المصيبة االتي قد تصيب عائلة او فرد او جماعة او الدولة باسرها . بل تبادر الشعوب نفسها بالبذل والعطاء فيقدم الاثرياء الي اخوانهم وابناء شعبهم ما يرفع عنهم الهم ويزيل الغم وان شاء الله نجد في وطننا رجالا كراما لا يبخلون فيساعدون في التخلص من الازمة الاقتصادية ويساندون شعبهم في وقت الشده..ويبقى الاردن عزيزا غاليا مرفوع الراس برجاله الاثرياء ان معالجة رفع الدعم عن المحروقات او غيرها من السلع يمكن معالجته بفرض ضريبة الدخل التصاعديه وبزيادة الرسوم على الاندية الليليه والكحول والسجائر..الخ اما التركيز على الاجانب المقيمين في البلاد فنعتقد ان هؤلاء ينفقون اكثر من غيرهم سواء ايجار السكن والاكل والملبس والمواصلات ..الخ فهم ليسوا عبئا على الدولة بل انهم ينفقون ويساعدون في سرعة دورة عجلة الاقتصاد اما المواطنون الاغنياء فيجبعليهم دفع اليسير من اموالهم للتضامن مع اخوانهم ويبقى الوطن سيدا باذن الله
top of page
bottom of page
Comments