الصراع في القدس الشريف.. الي اين..؟
القدس الشريف مدينة النور الالهي القادمالي فلسطين والذي باركته السماء وباتفاق اتباع الديانات السماوية فهي عاصمة الدنيا وتهفوا اليها قلوب المؤمنين على اختلاف دياناتهم قهم يقفون امام اسوار االقدس خاشعين .
الا ان االصراع السياسي كان دوما المؤشر لموازين القوة يتاثر بها ايجابا وسلبا فاذا كان العرب هم الاقوى كان اسم الحائط الغربي للمسجد الاقصى المبارك هو حائط البراق اما اذا انعكس ميزان القوى لصاح اسرائيل سموا الحائط حائط المبكى وهكذا.فالقدس تشكلداخل المعسكرين الفلسطيني والاسرايلي محور الاجماع السياسي الداخلي فهي بالنسبة لليهودكلمة السر التي تربطهم معا في مرحلة يتلاشى الاجماع الوطني داخل اسرائيل لكثرة احزابها والحزب الواحد تجد فيه عشرات الدكاكين والاقسام فهي تتعدد بحسب مصادر كل عضو سواء من ناحية الجنسية السابقة او البلد الذي جاء منه او اللغة او العرق او المذهب او الفكر او درجة الغنى والفقر .فالمجتمع الاسرائيلي بطبعه خليط عجيب في تكوينه لان الحركة الصهيونية ارادت ايجاد وطن قومي لليهود اي لكل من يؤمن بالديانة اليهودية ..فكان من الطبيعي ان يكون المجتمع خليطا من كل الجنسيات بما تحمله من تناقضات لا حصر لهاوهي تحمل في طياتها بذور تفككها وانفراط حبات مسبحتها تمهيدا لانفجار ضخم من داخل اسرائيل بكل تاكيد .لذلك كان لابد من ايجاد شيء اي شيء لا يختلفون عليه فكانت مدينة القدس الشريف محور اجماعهم السياسي .وما زعموه من خرافات مثل الوعد الالهي فالقدس هبة من الرب وانها مدينة داوود فهي لليهود فقط وزاد الخيال اليهودي وبمعنى ادق زاد خيال حاخامات اليهود فزعموا ان في القدس هيكل سليمان وهو تاج الحضارة اليهودية وكله من الذهب الخالص فلا عين رات مثله ولا اذن سمعت عن ابهى منه.
والحال عند الفلسطينيين لا يختلف كثيرا عنه عند الاسرائليين لان التناقضات العربية تركت بصماتها على الشعب الفلسطيني الذي تاثر بذلك نتيجة الهجرة والظروف المعيشية القاسية التي تحملها داخل معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات في البلاد العربية منذ اغتصاب فلسطين سنة 1948.وتجلى هذا ايضا بعد الثورة الفلسطينية سنة 1965 فقد قامت كل دولة عربية بدعم منظمة فلسطينية .
فالقدس الشريف بما تحويها من هالة من المحبة السماوية والخشوع اللاهيجعل القدس البوابة السحرية لكل القلوب وامام اسوارها تتوحد جميع الفئات في الحركة الوطنية وجميع الفصائل الفلسطينية وتجعل اي خلافات بينهم في مرتبة ثانية.
وهكذا اصبحت مدينة القدس مطلبا جوهريا للطرفين المتصارعين واصصبح معلوما الي اسرائيل انها تستطيع احتلال القدس ولكنها لا تستطيع الاحتفاظ بها او بسط سيطرنها عليها .فسبق ان اغتصبها قبلهها كثيرون ولكنهم زالوا جميعا وبقيت القدس عربية اسلامية وان اخر المحتلين كان الصليبيون فيي غزوتهم عل الاراضي المقدسة فاحتلوا القدس الشريف 90 عاما ولكنهم لم يستطيعوا الاحتفاظ بها فحررها القائد العربي صلاح الدين رحمه الله .والفلسطينيون لهم ظروف اسوأ فهم يستطيعون تحدي الهيمنة الاسرائلية على القدس الشريف وتقديم قوافل الشهداء الا انهم لم يتمكنوا من انتزاع القدس من قبضة اسرائيل حتى الان ..صحيح قام الفلسطينيون بثورات متتالية وقدمنا قوافل الشهداء الابرار من اجل تحرير القدس وفلسطين وقد صمد اخواننا في غزة هاشم ضد العدوان الاسرائيلي على غزة هاشم سنة 2014 ولكن يجب علينا نحن الفلسطينيي الا نقع ضحية الوهم بالانتصار وبلوغ اهدافنا فقد قدم شعبنا الكثير وامامه اكثر من الكثير فنحن في بداية الطريق .
وعلى الجانب الاخر اي الشعب اليهودي اذا رغب في الحياة بحرية وامان وبعيدا عن الخوف الذي يعيشون فيه بالرغم من ترسانة الاسلحة التي يملكونها بجانب الشعب الفلسطيني في دولة واحدة وليس دولتين يجب عليهم ان يتخلوا الحركة الصهيونية وما فيها من سموم الحقد والعنصرية فالعقل هو البوصلة الحقيقية للحياة الكريمة بدون خوف بعيدا عن التفوق في امتلاك الاسلحة المستورده التي سرعان ما تصدأ والتاريخ مدرسة للجميع .ولكن اذا ركبت اسرائيل راسها واستمرت في غرورها واعتقادها انها الاقوى وانهم يشكون قدرية ثلاثية هذه الايام لا يقدر احد على تحديهم او هزيمته فهم شعب اسرائيل يقيم على ارض وهبها الرب لهم بحسب التوراة التي معهم . في هذه الحال نكون قد وصلنا الي الطريق المسدود وليس امامنا سوى ان يتحول الصراع على القدس الشريف اليحرب دينية بدلا من الحرب السياسية الي نعيشها فاذا تحول الصراع الي حرب دينية فهي تخرج من ايدي البشروتنتقل الي السماء ولا يصبح امامنا سوى النصر او الشهادة بمباركبة اللاهية.ان النصر من عند الله
Comments