العدوان الإسـرائيلي رسالة إلى أمريكا ومصـر ودول المنطقة
نتكلم بعقولنا وليس بعواطفنا تجاه العدوان الإسرائلي الجديد على غزة هاشم فالذي يراقب الوضع الإسرائيلي بأمانة تامة.. يجد إسرائيل في قمة الارتباك ..وهي غارقة في مستنقع الذل الذي أوصلها اليه غطرسة )نتنياهو(ومن يطلق عليهم المتدينون المتطرفون فإسرائيل بجيشها الذي قالوا عنه ما قالوا.. وطيرانها الذي وصفوه بأنه اليد الطويلة لإسرائيل.. واسطولها البحري مع 40000 أربعين الف جندي اسرائيلي على حدود غزة . يهدد منذ اسبوع باقتحام بري لغزة ولم يجرؤ حتى الآن .لأن الاقتحام البري ليس نزهة.. بل هو مكلف كثيرا. ولكن ربما يرتكبوا هذه الحماقه ..العقل الاسرائيلي عجيب.. فقد رغبت اسرائيل ان يدور العالم الغربي والشرقي في فلكها وكأنها اصبحت مركز الكرة الارضية ومن عليها . فماذا تريد اسرائيل من هذه المجزرة الجبانة..؟ اعتادت اسرائيل على ارتكاب مثلها ولكنها في هذا العدوان ترسل رسائل لمن يهمه الأمر..؟ قالت القيادة السياسية لإسرائيل انها تريد ان تصبح القوة الصاروخية عند حماس صفر...ثم القضاء على البنية التحتية لحركة حماس..ثم ان اتفاق (حماس) مع (فتح )لا يعفيها من العقاب..ثم يجب القضاءعلى حماس نهائيا .واخيرا تهدد بالاجتياح البري الى غزة هاشم .وهذه هي الاهداف المعلنة.. للعدوان الجديد .ولكن هناك اهداف أخرى.. لم تعلنها اسرائيل سنراها في هذا المقال.واضح ارتباك الحكومة الاسرائلية فهي حددت اهداف العدوان الجديد على (غزة) فارتكبت مجزرة جديدة تضاف الى سجلها الأسود بإرهاب الدولة ومجازرها.. فأياديها ملطَّخة بالمجازر التي ملَّ المرء من ذكرها . المهم ان امريكا ادارت..ظهرها الى اسرائيل..ورفضت تلبية طلبها بقصف المفاعل النووي الإيراني.. واكتشفت اسرائيل ان المقولة التي كانت سائدة وهي( اسرائيل تحكم امريكا) ما هي الا اكذوبة ..ومن جهة ثانية فقد فقدت اسرائيل.. حليفا لا يعوض.. وهو الرئيس المصري المخلوع (حسني مبارك) فقد كان النظام البائد يؤمن لإسرائيل حدودها الجنوبية ويقدم لها خدمات لا تقدر بثمن..وكذلك الحال فإن إسرائيل تراقب بقلق شديد حدودها الشمالية.. فالوضع السوري.. يثير الفزع لأن سوريا تشتعل على نار متوهجة ..وقودها جثث الأبرياء السوريين.. والجولان ينتظر من يحررها ..وهذا يزعج اسرائيل إن لم يخيفها . فهي لا تعلم القادم المجهول ..؟ فقد كان النظام السوري لا يسمح برمي تفاحة على اسرائيل..( والاردن) لا يقل خطرا على اسرائيل.. فالمسؤلون الأردنيون.. والإعلام الاردني.. يردد دائما انه الشقيق التؤام لفلسطين.. وجلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد دائما الوصاية الهاشمية ..على المسجد الاقصى وعلى المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين.. ويدعم الاشقاء في كل المجالات فلا يسمح بالاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية ما يزعج اسرائيل . اسرائيل كانت واهمة عندما اعتقدت انها تحكم (امريكا)..ثم ضاع الأمن ..بسقوط مبارك وحكمه في (مصر).. ثم تعددت الثورات في مصر الى أن جاء المشير السيسي.. ثم ما يجري في (سوريا) فالنيران تأكل كل شيء ..(والعراق) وتقلبات الرياح فيه فلا تستقر على عنوان ..(والاردن) تسمع صوت جلالة الملك ينادي بالوصاية الهاشمية على المقدسات.. وهكذا اصبحت اسرائيل تشعر بالقيد يضيق حول رقبتها ..بعد فترة الاسترخاء الذهبية ..التي انقضت . وهي لا تتردد بالاعتداء اعتمادا على خرافات كتبها الحاخامات.... مثل قتل الأغيار حلال وهو قربةٌ للرب والعدوان دون اسباب ..الخ. السؤال الغامض هو ان اسرائيل ستشن الحرب لتحقيق الاهداف الاسرائلية ..ولكن في أي اتجاه ..؟وأخيرا قررت الاعتداء على غزة هاشم ..معتقدة انها انها النقطة الاضعف.. وسرعان ما تبدد الوهم الإسرائيلي وانقلب السحر على الساحر.كانت المقاومة الفلسطينية تعمل ليل نهار على استيراد الصواريخ وصنعها في سراديب تحت الأرض.. فانطلقت صواريخ المقاومة من غزة الى تل ابيب.. والقدس وحيفا.. واسدود وبئر السبع ..والى معظم الاراضي الفلسطينية المحتلة . واصبح 3 ملايين اسرائيلي يعيشون في الملاجئ.. بل ان (نتنياهو) ومجلس وزراء اسرائيل انعقد في ملجأ تحت الارض.. خوفا من الصواريخ..ردا على غارات الطائرات الاسرائلية التي هدَّمت المنازل.. فوق رؤوس السكان المدنيين العُزَّل.. وقصفت المساجد ومدرسة المعوَّقين وسيارات الاسعاف واستخدمت القنابل المحرمة دوليا وسقط الشهداء وهم اكثر من 200 شهيد حتى الآن، أمَّا الجرحى فهم اكثر من 1400 جريح علما بأن المستشفيات في غزة ليس فيها ادوية وغير مؤهلة لمثل هذه الاعداد من الجرحى ..ومن بينها المستشفى الميداني الأردني . إن عدم التكافؤ بين غزة وإسرائيل من ناحية التسليح والعدد والعتاد لا شك فيه، إلا أن المقاومة نجحت بتحقيق توازن.. في ميزان الرعب دون شك. نخلص من هذا الى أن إسرائيل تهدف من هذا العدوان البربري على غزة -إضافة للأهداف التي أعلنتها -من خلال ضرب عدة عصافير بحجر واحد، فهي أولا: تريد إفشال أي تقارب امريكي إيراني وعودة اسرائيل لتكون الطفل المدلل عند امريكا وثانيا : اختبار جدي لموقف مصر تحديدا وهل هو مؤيد للفلسطينيين أم أنه يتخلى عن غزة، وثالثا : تحذير القادم الجديد الي سوريا كائنا من كان من التعرض الى اسرائيل، ورابعا :- تذكير الأردن بأن القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل والى الأبد وعدم ترديد الوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية. وما النصر إلا من عند الله، وهو قادم بإذن الله، يا رب.!!
Comments