top of page

العقلية الاستراتيجية الامريكية للشرق الاوسط..؟


العقلية الاستراتيجية الامريكية للشرق الاوسط..؟

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اصبحت الولايات المتحدة الامريكية هي القوة الوحيدة التي تملك كل شيء من العلم والصناعات الضخمة والاموال المكدسة والقوات العسكرية فاصبحت شهيتها مفتوحة للاستيلاء على العالم او على اكبر مساحة ممكنة فتحدث احد مستشاري الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عن نظرية الامن القومي الامريكي في العالم .فقال في مؤتمر صحفي اننا نظرنا الي اوروبا فوجدناها القارة العجوز فليس منها اي خطر او تهديد للولايات المتحدة الامريكية خاصة بعد تفكك الاتحاد فامريكا لديها ترسانة الاسلحة الذرية واسلحة الردع التي تكفي لعدم التفكير في مواجهتنا عسكريا ثم نظرنا الي الشرق الاقصى فلم نرى خوفا منه فان قواعدنا العسكرية منتشرة في ارجائه والصين لا تخيفنا في الوقت الحاضر على الاقل ..فهي التنين الاصفر العملاق القادم في المستقبل.

ثم نظرنا الي الشرق الاوسط ..وهو منبع الخطر ومفتاح الكنز معا ..فهو مخزن النفط العالمي الذي نسيطر عليه ويجبالمحافظة على ذلك .وبعد دراسة عميقة وحدنا في الشرق الاوسط قلعتين او نقطتين للارتكاز هما محل الحركة في تلك المنطقة من العالم .فقد اتضح لنا وجود منطقة ملتهبة وهي( العراق ) ومن حوله .وحتى لا نغوص في التاريخ ..فيكفي ان ننظر الي ما جرى في العصر الحديث لقد غضضنا النظر عن الرئيس صدام حسين ..قليلا فاذا به يغزو ايران ودخل البلدان في حرب مدمرة طوال ثماني سنوات سقط فيها عشرات الالاف من القتلى من الجانبين ..وبعد توقف تلك الحرب المجنونه قام صدام حسين.. بغزو الكويت وكان يريد ان يبني امبراطورية عراقية جديدة باسمه ..فان (العباسيين )انطلقوا من بغداد في صدر الاسلام ..وكانت جيوشهم تحتل حوالي نصف العالم في ذلك الوقت.ومن قبلهم (البابلون ) كانوا اكبر امبراطورية في الشرق في زمانهم.. ثم الامبراطورية الفارسية التي دامت اكثر من الف سنة ..وقضى عليها المسلمون في الفتوحات الاسلاميه سنة 641م.فهذه منطقة متفجرة بطبعها منذ قديم الزمان

اما النقطة الثانية المهمة في الشرق الاوسط فهي (مصر) ولكن لاحظنا انها نقطة (ناعمة او هادئه) فالمصريون ليسوا دمويين.. وليسوا غزاة.. ولا يهتمون كقيرا بالحرب فهم رجال حضارة وعلوم.. يهتمون ببناء الاهرام الضخمة.. لتكون قبورا لملوكهم ويبنون المعابد ..الشاهقة لدياناتهم وبرعوا في الطب والفلك والكيمياء فقد استطاعوا تحنيط جثث ملوكهم حتى عصرنا هذا .. واصبحوا الان منبرا للاسلام الوسطي فعندهم( الازهر) الذي يخرج سنويا مئات العلماء للعالم الاسلامي.فليس في تاريخ مصر حب الغزو والسيطرة على بلاد الغير. فهم لم يحاربوا الا دفاعا عن وطنهم .لذلك قرر الرئيس جورج بوش ضرورة السيطرة على النقطة الساخنة وهي العراق حفظا على الامن القومي الامريكي.. من خطر العراق وماحوله . ومن هنا افتعل قصة اسلحة الدمار الشامل ..طبعا لم تكن امريكا مهتمة كثيرا بنشر الديمقراطية في الوطن العربي بل كانت مهتمة بالحفاظ على مصالحها الاستراتيجية ..المرتبطة بخزان النفط العالمي الموجود في الخليج العربي .ويبدو ان الرئيس الامريكي (اوباما) يؤمن بنفس النظرية ..ولكن بقالب جديد ..فهو لا يريد احتلالا عسكريا للعراق.. مادام يوجد نظام سياسي يراعي مصالح امريكا النفطيه .وله استراتيجية معقولة فهو يكتفي بسيطرة امريكية بدون خسائر.. اي بطائرات بدون طيار.. ولا مانع من ارسال حاملة طائرات ..او بوارج حربية ..تاكيدا لهيبة الولايات المتحدة الامريكية .اما( مصر) فيكفي اغرائها بالمساعدات المالية والعسكرية ..التي هي في امس الحاجة لها.. لتزايد عدد السكان وحاجتها الي الاموال ..لبناء اقتصادها الذي تطمح في الوصول اليه .فهذا يكفيلحماية مصالح امريكا الاستراتيجية ..ولا داعي للتفكير بالاحتلال العسكري .اضافة الي وجود اسرائيل.. فهي قاعدة متقدمة لنا في الشرق الاوسط ويجب المحافظة عليها دائما..وعلى تفوقها على جميع الدول العربية مجتمعة 0

هكذا تفكر الولايات المتحدة الامريكية فالمهم عندها في سلم اولوياتها هو مصالحها فقط ..اما باقي العالم فليذهب الي الجحيم ..عقلية استعمارية سترك يا رب..ذهب الاستعمار الانجليزي من الباب فاذا بالاستعمار الامريكي يطل علينا من الشباك فنحن في قبضة الاستعمار غارقون الي متى ..؟الله اعلم..!

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

Comments


bottom of page