الفرق بين المرأة والزوجه
منذ خلق الله سيدنا ادم عليه السلام كان وحيدا في الجنة.. لا يجد من يؤنس وحدته. فخلق الله جلت قدرته حواء لتكون نعم الجليس.. وتدخل البهجة الى قلبه ومن ثم الذرية فتتكاثر البشرية ويكثر خلق الله. فقال تعالى:- ( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العظيم فكانت حواء هي المرأة وهي الزوجة وهي الان الرقم الصعب.. الذي يصعب حل الغازه.. فهي تارة تمثل قمة العطاء في الحنان والجمال والحب..! وتارة اخرى تكون عكس ذلك تماما فهي.. الغضب والنفور والكراهية.. فجمعت التناقضات كلها في اسم واحد وهو حواء. الا انها الام لنا والزوجه والاخت والبنت وهي تشكل50%من المجتمع الذي نعيش فيه ..وبعيدا عن السياسه ومتاعبها خاصة التي نمر بها هذه الايام..بعيدا عن القتل والدماء التي تنزف من اجسادنا في اكبر العواصم العربيه ..في موجة من الالم لم تشهدها شعوبنا العربيه من قبل اردنا مقالا فيه راحة.. وفي نفس الوقت ليس ترفا فكريا بل فيه فائدة للمثقفين.. الذين يهتمون باللغة العربيه ويحبونها .التي بها نتكلم. فاخترنا الحديث عن المرأة.. من زاوية جديدة طرقها قليل من الادباء والكتاب.. وهي:- نعلم ان الزوجة هي امرأة ولا نتصور غيرها وليس بخافٍ ان المراة قد تكون.. انسة او سيدة او متزوجه او ارملة او مطلقة.. وذلك بحسب ارتباطها بزوج.. او عدمه او بسب وفاة زوجها او طلاقها منه.. ولكن السؤال الصعب.. هو متى يطلق على المرأة المتزوجه لقب سيدة.. ومتى يطلق عليها لقب امراة..؟ اذا نظرنا نظرة سطحية فنستطيع القول بعدم وجود فرق بينهما.. فالمراة هي سيدة والسيدة هي امراة.. ما دامت هناك علاقة زوجيه تربطهما .ولكن اذا غصنا قليلا في اعماق اللغه العربيه وجدنا اختلافا بينا بين اللفظين.. بالرغم من كونها في عصمة زوج. فمن المعلوم بالاجماع ان القران الكريم هو دستورنا ولقد نزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام باللغه العربيه فنحن نرى انه افضل مرجع لغوى.. بل انه اروع معلم لنا في تعاليم ديننا وفي تعاليم اللغه العربيه ايضا . لان العقول مهما تفتحت فهي تبقى مبهورة بتفسير القران الكريم.. وبمحكم سوره واياته.. فهو كلام الخالق جل شأنه الذي لا يدركه العقل الانساني.. من البلاغة والدقة في التعبيرولا ياتيه الباطل . فعند استقراء الايات القرانيه الكريمه التي ورد فيها اللفظان.. لفظ زوجه ولفظ امرأة. نجد ان لفظ زوج وهي بالمناسبه تطلق على الزوج والزوجة تطلقان بحسب معيار دقيق لا يتغير وهو :- اذا كانت الزوجية تامة بينها وبين زوجها.. وكان التوافق والاقتران والانسجام كاملا.. بينها وبين زوجها من الناحية الدينيه والنفسيه والجنسيه .اذا تحقق هذه المعايير تعتبر المرأة زوجة. اما اذا لم يتحقق احد هذه المعايير فلا تصبح زوجه بل يطلق عليها امرأة فقط..واليكم امثلة من القران الكريم تؤكد المعايير المذكورة اعلاه وهي:-قال تعالي:- ( والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين) ..وبنفس المعيار قال تعالى:- ( وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة) . معيار المحبة والانسجام التام بين الرجل والمرأة.. هنا متوفر.. ففناداهما ربهما جلت قدرته بلفظ زوجه .اما اذا تغير معيار الانسجام التام.. بين الرجل وزوجته فتسمى امرأة فقط وليست زوجه بالرغم من انها متزوجه فقال تعالى( امرأة نوح وامرأة لوط ولم يقل زوجة نوح او زوجة لوط) بالرغم من ان كلا منهما كانت متزوجة من نبي. والعلة هنا انهما كانتا كافرتين..وزوجاهما نبيان مؤمنان بالله . بينما قال جلت قدرته( وضرب الله مثلا امرأة فرعون )لان بينها وبين زوجهامانع من الزواج.. بحسب الشريعة الاسلامية فهي مؤمنة بالله وهو كافر.. والمؤمنه لا ينكحها كافر مما جعل المعيار يطبق هنا .
وما اروع التفرقة التي وردت في القران الكريم عندما.. دعا زكريا عليه السلام ربه فقد كانت امراته عاقرا لا تنجب.. لكبر سنها وطمع سيدنا زكريا عليه السلام بولد يرثه فدعا ربه واستجاب الله لدعائه.. وجعل امراته حاملا ونلاحظ هنا ان زوجة زكريا عندما كانت عاقرا لا تنجب. اطلق الله تعالى عليها لقب او لفظ امرأة.. وبعد ان استجاب الله نعالى لدعاء زكريا عليه السلام اطلق على زوجته.. لقب زوجه .فعندما وجد مانع من الانجاب لان امراة زكريا عليه السلام كانت عاقرا فان الزوجيه.. لم تتحقق بصورة تامة وبعد زوال المانع من الانجاب اطلق عليها لفظ زوجه.. والسبب واضح وهو زوال المانع فتحققت الزوجيه بينمهما على اتم صورة قال تعالى( وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا)وبعد ان استجاب المولى دعاءه قال زكريا عليه السلام مستغربا قال(رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامراتي عاقر.. قال كذلك يفعل الله ما يشاء )من هذا يتضح لنا ان امراة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى.. كان يطلق عليها امراة ولكن بعد الولادة اصبحت زوجا وليست مجرد امراة .من هذا البحث السريع يبدو لنا ان اللغه العربيه بحر.. ابتعدنا عن شواطئه بالرغم من انها لغتنا وبدونها نصبح شعبا بدون تاريخ.. بل لا نبتعد عن الحقيقه اذا قلنا اننا نصبح امة بدون هوية.. فالشعوب الحيه تعتز بلغاتها .ورحم الله عميد الادب العربي الدكتور طه حسين عندما قال بيت الشعر الخالد الذي يصف فيه اللغة العربيه :-(انا البحر في احشائي الدر فهل بحثت عن صدفاتي) لقد ارتكبنا خطيئة بحق ابنائنا.. فقد تركناهم وهم فلذات اكبادنا وامل مستقبلنا للخادمات الفليبينيات ومن سيريلانكا.. لتربيتهم. وسوف نجنى ثمار هذه الخطيئه بل الجريمه بحق انفسنا.. في المستقبل القريب. حمى الله الاردن وشعبها من كل مكروه..!!
Comments