top of page

القدس ليس لها مكان على مائدة المفاوضات..؟


الصراع على امتلاك القدس يرجع الي العقيدة مما يجعله اشد تعقيدا من اي صراع اخر وهو يحتاج الي جهد لبيان موقعه الخفي .. فهو لا يرى بالعين المجرده نظرا لدوافعه الايمانية والروحيه . مما يحعل الاهمية الدينية للقدس الشريف تعلو فوق كل اعتبار فالصراع الدنيوي يختلف عن الصراع الديني فالاول ممكن انتهاؤه بين منتصر ومهزوم اما الصراع الديني فهو يخرج من يد البشر وينتقل الي السماء وبالتالي فان حسمه يكون شبه مستحيل دنيويا . وهذا اجج الصدور فلا احد يتنازل عن القدس الشريف وهي اسيرة في قبضة الاحتلال الاسرائيلي . القدس هي كنز سماوي هدية الله جلت قدرته الي المؤمنين من سكان كوكب الارض ويتصارع الجميع على امتلاكه ونحن نتحدث عن الصراع العربي الاسرائيلي فالعرب مسلمون ومسيحيون في قارب واحد واما الطرف الاخر فهم الاسرائليون. يزعم حاخامات اليهود ان اورشاليم (القدس) بالنسبة لليهود تستند على علاقة الله بالارض وعلى علاقة الله بشعب اسرائيل.فان ملكية اورشاليم (القدس) بالنسبة لليهود تستند على مسلمة الهية قدريه ينفذها على الارض شعب الله المختار بامر لا مرد له فاصبح لدى اليهود اقتناع راسخ هو : "لا قيمة لاسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون شعب اسرائيل فهم شعب الله المختار ولا قدس بدون هيكل سليمان." وبدأ زعماء اسرائيل يكررون هذا المعنى بصفة مستمرة فقال بن جوريون لامعنى لاسرائيل بدون القدس ولامعنى للقدس بدون الهيكل .وكرر مناحم بيجن نفس القول وقال براك سنتحد في وجه العالم باسره ان لم نجد سيادة لنا على الهيكل الاول والهيكل الثاني .وردد نتنياهو مثل هذا القول في كتابه مكان تحت الشمس .فالقدس هي العاصمة الموحدة لشعب اسرائيل الي الابد فهذه القضية محسومة في رأيهم منذ قديم الزمان في عقلية اليهود ..ذلك ان اليهود يعتقدون ان القدس مقدس نفسي ووجداني اضافة الي مسالة المقدس التاريخي المتواصل والمترسخ في العقل والوعي اليهودي.. فهم يعتقدون انهم مقيمون في القدس(اورشاليم )بدون انقطاع سواء كان هذا الوجود حقيقيا او خياليا ..! بعنى وجودهم في القدس( اورشاليم) في قلوبهم فقط وليس على الارض حقيقة. وهذا يبن لنا مدى ارتباط اليهود بالقدس وحبهم لها لدرجة الخيال ..! مما يجعلها مسالة شائكة في قمة التعقيد وحل هذه المشكلة من وجهة النظر الاسرائلية هوحل واحد لا ثاني له وهو بقاؤها تحت سيطرة اسرائيل.ويزعم اليهود انها كانت عاصمة الشعب الاسرائيلي منذ اكثر من ثلاثة الالاف سنه..؟ وان فيها هيكل سليمان الذي يعتبرونه تاج الحضارة اليهودية . .؟ ولعل مكانة اورشاليم( القدس) في العقل اليهودي تظهر في صلاة اليهود اليومية فهم يقولون في صلاتهم كل صباح "شلت يميني ان نسيتك يا اورشاليم .". هذا بحسب زعمهم والله اعلم بمدى صحته. ان ما نراه هذه الايام من سرعة الاحتلال في محاولة يائسة لتهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها الاسلامية والمسيحية وبناء المستوطنات المحيطه بها ومعاملة سكانها الفلسطينيين بقسوة بل بوحشية تنم عن حقد داخلي لا علاج له فالاعمال البربريه انتهاك لكل القيم والحضارات والمعاهدات الدولية.. مما يجعل حل مشكلة القدس يخرج عن نطاق المفاوضات وهو يحتاج الي شجاعة مقرونة بايمان راسخ والا بقى بقى الحل شبه مستحيلفلن يتنازل عنها الاسرائليون ببساطة..!! .واما الجانب العربي الفلسطيني فالقدس بالنسبة لهم لا يمكن وصفها ولا تقدر بثمن فان كل مسلم يتمنى من الله ان يصلي في القدس الشريف في المسجد الاقصى المبارك الذي باركه سبحانه وتعالى صراحة في القران الكريم بعد معجزة الاسراء والمعراج وهي معجزة غير مسبوقة بين الانبياء.. حيث اسري بالنبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة الي القدس الشريف حيث صلى عليه الصلاة والسلام اماما في جميع الانبياء وهذا تقدير وتكريم له من اخوانه انبياء الله عليهم جميعا الصلاة والسلام ثم عرج بعد ذلك من القدس الي السماء لمقابلة رب العزة. ان ما زعمه اليهود سواء ما ورد على لسان الحاخامات او الجنرالات فهذا كله اقوال يهودية لا تقوى على الوقوف على قد ميها عند مناقشتها مناقشة هادئه بعيدا عن الغوغائية الفكرية والمادية وتهريج الحاخامات على اختلاف مذاهبهم .فالقدس لم تكن يهودية في يوم من الايام بل هي مدينة عربية كنعانية منذ الازل اما حاخامات اليهود فيكتبون ما يشاءون وينسبونه الي الله وقد جاء في القران الكريم ذكر امثال هؤلاء والعقاب الذي ينتظرهم فقد قال تعالى في سورة البقرة ما يلي :- " فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون "صدق الله العظيم . فالقدس الشريف ضوء يتلالأ في اليل وفي النهار ويراه كل المؤمنين فهي اللحن السماوي الذي تعزفه الملائكه وتغرده الطيور حتى يسمعهم اهل الارض فيزيدهم ايمانا ويزيدهم اصرارا على تحرير القدس الشريف والتمسك بها وعدم التنازل عنها او عن اي جزء منها مهما كان الثمن .فالتاريخ الانساني مكتوب على جدرانها الضخمة وحجارتها المميزة ..فهي صرح اسلامي وهي اولى القبلتين وفيها المسجد الاقصى المبارك وترابها فيه خيرة شهداء المسلمين رحمهم الله واسكنهم الجنة . ووفاءا منا يجب الا ننسى ان القدس عاش فيها المسيح عليه السلام وهي مملوءة بالكنائس والاديرة المسيحية والاثار المسيحية ونذكر بالتقدير ما قاله الاب حنا عطاالله كاردينال القدس وهو ان الطير العربي الفلسطيني يطير بجناحين احدهما مسلم والاخر مسيحي. فالمسيحيون اخواننا في المحافظة على القدس وتخليصها من براثن الاحتلال الاسرائيلي قريبا ان شاء الله . وصدق انطون سعاده زعييم الحزب القومي السوري الذي قال :- منا من اسلم لله بالقران ..ومنا من اسلم لله بالانجيل.. ومنا من اسلم لله بالحق.. ولكن عدونا واحد هم اليهود ..مما سبق نرى ان القدس ازمة يستحيل حلها بالمفاوضات..!

Comments


bottom of page