المسلمون السنة..محاربون من الأيدي الأجنبية؟
في المناطق الملتهبة من العالم العربي هذه الايام نجد سؤالا يطرح نفسه دائما وهوعن دور المسلمين السنة في هذه الديار..وهوهل هم موجودون في تلك الدول ..ام انهم مغيبون لاسباب مجهولة..ام انهم محاربون ..؟.فمن قائل ان المسلمين السنة مسالمون بطبعهم كونهم يعتنقون الوسطية في الاسلام . ويقول اخرون ان المسلمين السنة ليس لهم مرجعيات تجمعهم وياتمرون بامرهم .. بينما يقول ثالث ان المسلمين السنة ليس لهم دعم خارجي يمدهم بما يحتاجون اليه .واخرون يؤكدون ان المسلمين السنة محاربون من بلاد اجنبية. وبين هذه الاراء يبقى السؤال مطروحا ولكن الاجابة صعبة وان لم تكن مستحيلة. بداية نقصد المناطق الملتهبة من العالم العربي.. تلك الدول التي نرى الحروب فيها على شاشات الفضائيات ونرى اشلاء ابنائنا واخواننا وشلالات الدماء في شوارع عواصم عربية عزيزة على قلوبنا ..فالعرب يقتلون بعضهم بايديهم وكأنما عدنا الى عصر الجاهلية والى عصر حرب(داعس والغبراء).ولم يبق في عيوننا دموع حتى نبكي على المدن المدمرة والتي دمرناها بايدينا.ويقتصر هذا المقال على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق فقط لضيق المقام . اولا:- نبدأ بما جرى في فلسطين الحبيبة :- معظم سكانها مسلمون سنة.. بدات القوافل اليهودية تهاجر الى فلسطين وبدأوا يبنون المستعمرات اوالمستوطنات ثم بدأوا بزرع العصابات اليهودية وتدريب اليهود شبابا وصبايا تدريبا عسكريا. والعرب المسلمون السنة اهل فلسطين يتفرجون عليهم حتى لم يحاولوا تقليدهم بالرغم من علمهم بقصد اليهود .فالارهابي اليهودي المتطرف (زئيفي) قدم الى فلسطين سنة 1936وانشأ منظمة (الهاجاناة)وقال كلمته المشهورة (يهودا والسامرا اخذت بالقوة ويجب ارجاعها بالقوة) يقصد الضفة الغربية .فأنشا اليهود المنظمات العسكرية (الهاجاناة )..(شتيرن)..(زائفيي) ثم شكلوا الفيلق اليهودي.. حتى يحارب مع جيوش الحلفاء ضد النازية في الحرب العالمية الثانية. وعند انتهاء الحرب العالمية سنة 1945 عاد الفيلق اليهودي الى فلسطين بكامل اسلحته ومعداته. وفي سنة 1948 اعلنوا قيام دولة اسرائيل بالقوة المسلحة فكان لديهم 60000 (ستين الف) جندي مدرب تدريبا جيدا بينما ابناء فلسطين المسلمين السنة لم يكن لديهم شيء.لا نريد ان نضع تقصيرنا على شماعة الانتداب البريطاني ولا نريد ان نجلد الذات ولكنها الحقيقة .واستعنا بالجيوش العربية لتحرير فلسطين ونحن نعلم حالهم وانتهت الحرب بانتصار اليهود واغتصبوا فلسطين . والمسؤولية الكبرى تقع على العرب الفلسطينيين المسلمين السنة..الذين كانوا نائمين على وسادة من العسل.بالرغم من ان اليهود جبناء فقد قال تعالى عنهم :- (لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة اومن وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) .صدق الله العظيم/ سورة الحشر. المهم ضاعت فلسطين والاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ..وجوهرتها المسجد الاقصى المبارك..ونكتفي بالدعاء ..!! ثانيا :- الدولة العربية الثانية هي لبنان:- لبنان دولة فيها حوالي 17 طائفة ففيها مسلمون سنة وشيعة ومسيحيون ودروز وارمن وشركس ..الخ.ولكن العجيب ان جميع الطوائف لها ميليشيات مسلحة بل جيوش مسلحة الا المسلمين السنة ..فليس لهم انياب يحاربون بها.وهذا يلفت النظر ويستحق التأمل والبحث عن الاسباب. اذا نظرنا الى الطائفة المسيحية فنجد شبابها وشاباتها يحمون كيانهم بانفسهم فنجد حزب الكتائب مسلح بقيادة ال الجميل ونجد القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع ونجد قوات المردة ونجد قوات شمعون ..الخ.فكل المسيحيين مسلحون متأهبون للدفاع عن انفسهم في وجه اي خطر . اما المسلمون الشيعة ..فانهم مسلحون تسليحا كبيرا ومدربون تدريبا عسكريا جيدا فلهم قوات (حزب الله )بقيادة الشيخ حسن نصر الله اشتركوا في تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي سنة 1980 ودافعوا عن لبنان ضد العدوان الاسرائيلي سنة .2006وكذلك المسلمون الشيعة اعضاء (حركة امل )وهي قوات مسلحة ومدربة تدريبا عسكريا جيدا بقيادة السيد نبيه بري. واما المسلمون السنة فهم الوحيدون بدون جيش وبدون قوات مسلحة اسلامية سنية بل ودون زعامة رئيسة بل زعماء مختلفون.يعتمدون على الجيش اللبناني علما بان قائد الجيش مسيحي ماروني بحسب الدستوراللبناني . حسبي الله ونعم الوكيل. ثالثا :- الجمهورية العربية السورية العزيزة على قلوبنا:- غالبية السكان مسلمون سنة ولكن فيها علويون حوالي 3% وفيها شيعة ومسيحيون واكراد وارمن ودروز ..الخ. الغريب في سوريا ان النظام طائفي بامتياز فرئيس الدولة علوي وبالتالي فمعظم قادة الجيش علويون ولكن بعد 2011 دخلنا في حرب اهلية . فاستعان الرئيس بحلفائه من المسلمين الشيعة .. فدخلت سوريا 65 ميليشيا من مختلف الجنسيات مثل (حزب الله) اللبناني وميليشيا(ابوالفضل العباس) العراقية. (وحرس الثورة الايراني ) ايراني .ودخلت قوات اسلامية تزعم انها سنية وهم قلة. ثم تدخلت( روسيا )دفاعا عن رئيس الدولة وفي الحقيقة طمعا في حماية مصالحها. وكان نتيجة ذلك ان هاجر ملايين السوريين الي اوروبا والي البلدان العربية التيتحميهم مثل الاردن ولبنان.واما الشهداء والمعتقلون في السجون السورية فهم من دون حساب.ولا نعرف مصير سوريا هل هوتقسيمها كما تريد الولايات المتحدة الامريكية بحسب التقسيم الذي وضعه اليهودي الانجليزي الاصل (برنارد لويس) والذي وافق عليه الكونجرس الامريكي بالاجماع سنة 1980.لتصبح سوريا خمس دويلات. لك الله يا سوريا. رابعا :- العراق الشقيق:- العراق بلد فيه قوميات كثيرة اهمها المسلمون السنة ثم المسلمون الشيعة والاكراد والمسيحيون والازيديون والصابئه..الخ.كان العراق قويا في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين وكان الجيش من المسلمين السنة والمسلمين الشيعة فلا فرق بين العراقيين. بل ان العراق دخل في حرب مع ايران لمدة8 سنوات منذ سنة 1980-1988 .الا ان الولايات المتحدة اتهمت العراق زورا بانه يملك اسلحة (الدمار الشامل) وهي الاسلحة الكياوية والاسلحة البيولوجية وانه على اعتاب صناعة القنابل الذرية فهاجمته قوات الولايات المتحدة سنة 2003واحلته وفي الحقيقة دمرته وقبل انسحابها من العراق قسمته الى ثلاثة اجزاء هي :ِ- 1-شمال العراق واعطته الي (الاكراد) حيث اقاموا دولة كردستان وهي تتمتع باستقلال كامل وان كانت جزءا من العراق فلها قواتها (البشمرجه). 2-جنوب العراق واعطته الولايات المتحدة الي (المسلمين الشيعة) وهوغني بالنفط وفيه ميناء البصرة. 3-القسم الاوسط من العراق وقد قسمته امريكا ليكون وسط العراق( للمسلمين السنة ) وهذا التقسيم الجديد للشرق الاوسط. الا انايران واتباعها دخلوا بقوة ..بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق وشغلوا معظم المرافق الرئيسة للدولة في جنوبها وفي وسطها لان الاكراد عندهم قوات مسلحة فحافظوا على اقليمهم اما المسلمون السنة فهم لا يملكون قوات مسلحة ما سهل على المسلمين الشيعة سواء كانوا عراقيين اوايرانيين السيطرة على وسط العراق وجنوبه. مما سبق لا ننفي تقصير المسلمين السنة .. وهم يتحملون مسؤولية ما اصابهم وفي الوقت نفسه لا نريد ان نجلد انفسنا ..فيكفي ما اصابنا !!
Comments