الملك عبد اللـه الثاني حامي المسجد الأقصى
تشرق الشمس على القدس الشريف زهرة المدائن ومدينة الانبياء فيرى كل ذي بصر المسجد الاقصى المبارك وهو يتلألأ في القدس وكأنه في منزلة القلب من الجسد..فلا معنى للقدس بدونه فان الله جلت قدرته قد بارك هذا المسجد ومن اجله بارك الارض المحيطة به. فأصبحت القدس كلها مقدسة واصبحت اراضي فلسطين وارض الاردن كلها مباركة من السماء. مما يجعل المؤمنين يتهافتون على القدس فاذا وصلوها لا يملكون دموعهم من الانهمار امام الاسوار الشامخة والتي بنيت باحجار ضخمة ليس لها مثيل في العالم وهي تسبح بحمد الله ولكن النعمة الالهية تصبح احيانا عبئا ثقيلا يصعب المحافظة عليه واحيانا تتحول الي نقمة اذا لم تصنها. وهذا ما حصل معنا نحن المسلمين فالقدس كنز إلهي اهداه الله الى البشر مما جعلها محل مطامع البشر خاصة اصحاب الديانات السماوية. ولا نريد الغوص عميقا في تاريخ القدس بل نرجع في رحلة قصيرة في تاريخ المدينة المعاصر الى بداية الفتح الاسلامي فان القوات الاسلامية حاصرت القدس ولم تستطع اقتحامها وبعد التفاوض وافق بطريرك القدس(صفرونيوس) على تسليمها الى المسلمين بشرط ان يستلم مفاتيحها امير المؤمنين نفسه وهذا ما حصل فعلا فقد جاء سيدنا عمر بن الخطاب من المدينة المنورة الي القدس الشريف واستلم مفاتيحها ودخلها على قدميه محبة للمدينة وتعبيرا عن تواضع المسلمين فلم يدخلها وهو يمتطي صهوة جواد.. والفرسان من حوله كما يفعل ملوك الغرب بل دخلها ماشيا على قدميه وهو يكبر الله ..وكان اسم المدينة في ذلك الزمان (ايلياء) نسبة الى الامبراطور الروماني. وفي هذا الزمان الرديء وقعت القدس في ايدي اليهود او بني اسرائيل ومن سوء حظنا اصبح المسجد الاقصى المبارك اسيرا بيد اليهود وبالرغم من ان الله بشرنا في القرآن الكريم بعودة المسجد الاقصى المبارك الى المسلمين كما جاء في سورة الاسراء فقال تعالى:- ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) الا ان هذا الوعد الرباني لا يجعلنا ننام على وسادة من الحرير بل يحتاج الي القوة فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ..فعندما يكون المسلمون اقوياء يكون المسجد الاقصى كله مسلما حتى الحائط الجنوبي منه يكون اسمه حائط البراق ذلك ان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ربط البراق في الحائط والبراق هو الدابة التي ارسلها الله الي سيدنا محمد عليه اطيب الصلاة وازكى السلام فركبها في رحلة الاسراء والمعراج المعروفة للجميع. ولكن اذا اصبح بنو اسرائيل اقوى من المسلمين استولوا على القدس واطلقوا اسما غريبا على حائط البراق وهو حائط المبكى. وليت الامر وقف عند حد التسميات فقد صعقنا ونحن نقرأ ونسمع اساطير اليهود وخرافاتهم عن هيكل سليمان الذي كان تاج حضارة اليهودية فلا عين رأت مثله ولا اذن سمعت اعظم منه وهو غير موجود..وسمعنا ان اسرائيل سوف تقوم بهدم المسجد الاقصى المبارك بحجة سخيفة وهي ان المسجد الاقصى مبني على انقاض هيكل سليمان بالرغم من ان المسجد الاقصى المبارك بني قبل ان يوجد الملك سليمان نفسه..خلافا لتعليمات المولى فقد جاء في القران الكريم :- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة البقرة. اشتد الاذى فبدأ اليهود يعاملون اهل القدس بقسوة بالغة واستعملوا العصا الغليظة مع سكان المدينة المقدسة. خاصة وان الجنود الاسرائيليين مدججون بالسلاح من كل الانواع فقتلوا الشباب وهدموا البيوت واعتقلوا وعاثوا في القدس فسادا .. فاستغاث اهل القدس بعد ان رأوا ما يطلقون على انفسهم «المتطرفون اليهود».. وهم يحاولوا اقتسام المسجد الاقصى المبارك زمانا ومكانا . الا ان الله ارسل الي اهل القدس ..ملكا هاشميا يتحلى بصفات الرجولة الحقة.. ويقف في وجه اعداء الاسلام ويحمي المسجد الاقصى المبارك..وكلنا سمعنا ورأينا رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يأتي الى عمان ويستمع من جلالة الملك عبد الله بما يصون القدس الشريف مما كان له اطيب الاثر على القدس وسكانها فبعد عودة نتنياهو تم فتح المسجد الاقصى المبارك لجميع المصلين ومن كل الاعمار وهذا ما تناقلته جميع المحطات الفضائية.. فاصبح القلب يلهج بالدعاء الى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين شاكرين له فضله.. متمنين له طول العمر والاستقرار في الاردن الشقيق خاصة واننا لم نسمع كلمة واحدة من أي من الملوك والرؤساء العرب والمسلمين بخصوص المسجد الاقصى المبارك تستنكر ما يفعله اليهود ولو مجرد كلمة. مما جعلنا نقول وبحق ان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين هو حامي المسجد الاقصى المبارك في القدس الشريف.
コメント