امريكا واوروبا.. تريدان تركيا.. بدون اسلام؟
الرئيس اردوغان ينشط هذه الايام في زيارة العالم الاسلامي فقد زار الاردن من ايام وقبلها زار ايران لعل هذا تمهيد لخروج تركيا من عباءة الولايات المتحدة السياسة مثل القلب كثيرة التقلب خاصة اذا كان اللعب مع الكبار فليس هناك ضمان من الاستمرار في موقف او في الحرص على معاهدة.. تركيا شهدت العصر الذهبي لها زمن ان كانت دولة الخلافة الاسلامية فيها فالسلطان كان في مرتبة امير المؤمنين او خليفة رسول الله .ولكن هذا كان نعمة على الاتراك ونقمة علي غيرهم من الصليبيين.الا ان الصليبيين الجدد غيروا حياتهم ووحدوا صفوفهم ونقصد الصليبيون الجدد اي دول اوروبا في الحرب العالمية الاولى واستطاعوا هزيمة تركيا وتقسيم الاراضي التي كانت تحكمها تلك الامبراطورية العظيمة بما عليها من شعوب. وبدات المؤامرات على تركيا الواحدة تلو الاخرى فسهلت اوروبا الي(مصطفى كمال اتاتورك) الوصول الي قيادة الجيش التركي. وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى قام اتاتورك بالغاء الخلافة الاسلامية في تركيا واعلن قيام الجمهورية التركية سنة 1923 .علما بان (اتاتورك )باجماع المؤرخين كان يهوديا من يهود الضلمه وهم الذين فروا من اسبانيا لان المقصلة كانت تلاحق اليهود في ذلك الزمان. فهربت عائلة اتاتورك مع مئات العائلات اليهودية ولجأوا الي تركيا. ثم وضع اتاتورك دستورا جديدا لتركيا تصبح بمقتضاه تركيا بلدا علمانيا بعيدا عن الاسلام وفي الحقيقة لم يكتب اتاتورك ذلك الدستور وانما كتب هذا الدستور في اقبية الاديرة والكنائس المسيحية في اوروبا بعد انتصار الدول الاوروبية على تركيا وسمى دستور اتاتورك كذبا . عاشت تركيا فترة من حكم العسكر وهم يفهمون لغة الانقلابات فعاشت تركيا تحت حجم العسكر الا انها كانت فترة عدم استقرار .والجدير بالذكر ان الدستور التركي الجديد منع الزعماء السياسيين من العودة الي الدين الاسلامي .والغى الدستور كثيرا من اركان الدين الاسلامي فقد منع الاتراك من الحج..وحرم الاذان باللغة العربية ..والغى معظم المساجد.. وجعلها متاحف او اسطبلات للخيول.. ومنعت المرأة التركية من ارتداء الحجاب ..الخ. الي ان تولى الحكم في تركيا الرئيس( رجب طيب اردوغان) وهو اسلامي متشدد كشف الماضي المشرف الي الاتراك.. واظهر لهم الكنوز التركية المخفية في تراث الماضي.. وظهرت للاتراك هويتهم الحقيقية .فهم جزء من العالم الاسلامي بل كانوا قادة للعالمالاسلامي والمسيحي .فاعاد لهم الحنين الي الماضي والي ان تاخذ تركيا مكانتها اللائقة بين الامم . فطلب تغيير بعض مواد الدستورالتركي واجراء استفتاء من الشعب التركي على هذا التعديل .ان اهم ماطلبه هو جعل تركيا رئاسية بدلا من كونها دستورية.. وفي الحقيقة فهو يريد تمزيق الدستور التركي القديم الذي ابعد تركيا عن الاسلام. ومن هنا بدأت الحرب على تركيا ..حرب شرسه بكل معانيها لدرجة الرغبة في تقسيم تركيا نفسها.. وضم جزء من اراضيها الي الاكراد. لقد راي الاوربيون في الرئيس رجب طيب اردوغان نفس شحصية (السلطان سليمان) بعد ارساله (اسطول الحرية) التركي لرفع الحصار الاسرائيلي عن غزة وقراءته القران في كثيرمن المناسبات.. اضافة الي النهوض بتركيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا فالجيش التركي اقوى جيش في اوروبا..الخ. بدأت المؤامرة الثانية على تركيا:- الا ان اوروبا الصليبية حاقدة على تركيا المسلمة . .خافوا من السلطان الجديد (اردوغان) .وعرفت اوروبا ان السلطان اردوغان سوف يحتل اوروبا بعد ان يمزق الدستور الذي كتبته اوروبا ..وبدا الخطر واضحا فاوروبا الان هرمت وهي متخاذلة متفرقة الي اكثر من 26 دولة تعيش على حماية الولايات المتحدة . وبدأت المناوشات من العيار الثقيل فمنعت هولندة طائرة وزير الخارجية التركي من الهبوط في مطار امستردام بدون اي مبرر. ثم.. طلبت السلطات الهولندية من الوزيرة التركية مغادرة الااضي الهولندية بدون اي سبب. اوروبا لم تنس خيول السلطان التركي سليمان وهي تجوب بلدان اوروبا ومدافعه تدك المدن الاوروبية الواحدة بعد الاخرى.. فقد كانت تركيا دولة عظمى ويبدو ان اردوغان سوف يعيدها الي سابق مجدها بعد ان كشف للاتراك عن كنوز الماضي وعرفوا هويتهم الاصلية.لذلك كانت الحرب شرسة ضد تركيا فرفض الاتحاد الاوروبي انضمام تركيا اليه بالرغم من ان نصف تركيا يقع في قارة اوروبا ..! فقد قال الرئيس الفرنسي السابق (ساركوزي ) قولته المتعفنة وهي :- (ان الاتحاد الاوروبي نادي مغلق على المسيحيين فقط ).وهكذا كشفت اوروبا عن عنصريتها الحقيرة وان الديمقراطية التي تتغنى بها ليست الا مثل ديمقراطية روما القديمة ..فقد كانت الديمقراطية في (روما) على درجتين اي ان الرومان فقط لهم حق الترشح والانتخاب .اما باقي رعايا الامبراطورية فليس لهم حق الانتخاب فهم مثل العبيد. اوروبا تخشى عودة الخلافة الاسلامية في الامبراطورية العثمانية ا فهي لم تنسى ما فعله سلاطين تركيا باوروبا ..وعلى راسهم (السلطان سليمان القانوني) رحمه الله فقد امتد حكمه اربع قرون ..امضى منها عشر سنوات وهوعلى ظهر جواده غازيا اوروبا.. ناشرا الاسلام… في ربوعها فقد تم في عهده فتح معظم بلاد اوروبا وضمها الي دولة الخلافة الاسلامية في الامبراطورية العثمانية ..التي بلغت مساحتها في عهده (15خمسة عشر مليون) كيلومتر مربع ..وهي الان مقسمة على اربعين.. دولة. تلك التي قال عنها الانجليز (دولة الرجل المريض) في الحرب العالمية الاولى . فقد فتح السلطان سليمان القانوني اجزاءا كبره من اوروبا ..مثل صربيا والمجر.. واوكرانيا ورومانيا ..وبلاد القوقاز.. ووصلت قواته الي النمسا في قلب اوروبا وكان يعتبر( فرنسا) ولاية تابعة الي الامبراطورية العثمانية ..وقد تنازلت له فرنسا عن (ميناء طولون) فاصبح قاعدة حربية اسلامية هامة في غرب اوروبا في البحر الابيض المتوسط . وعند وفاته رحمه لله وهو في طريقة لفتح( فينا )عاصمة النمسا دقت اجراس الكنائس في اوروبا ..ابتهجا بوفاته. بل ان بعض الدول الاوروبية ااحتفلت بيوم وفاته وجعلت ذلك اليوم (عيدا لها) . يقول المؤرخ الالماني الشهير(هالمر) كان(السلطان سليمان) اشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه ..!! واخر صور العنصرية ضد تركيا المسلمة وماتلاقيه من نية تقسيم تركيا ما قامت به الولايات المتحدة الامريكية التي تدعي حربها عل الارهاب والتخلص منه .وهي تقود حملة من 60 دولة ضد الارهاب وتحديدا ضد (داعش) او الدولة الاسلامية في سوريا والعراق . فقد منعت تركيا من تحرير مدينة (الرقة) من حركة داعش الارهابية في سورية .. وقامت بالتحالف مع ميليشيا تدعى(قوات حماية الشعب) وهي ميليشيا كردية .وقامت امريكا بتسليحها ثم وعدت باعطائها مزيدا من الاسلحة الثقيلة بالرغم من ان الجيش التركي هو اقوى جيش في اوربا وهو عضو في الناتو اي حلف شمال الاطلسي . ولم يعرف سبب لهذا فامريكا تكيل بمكيالين ..ولكن الحقيقةهي خوف الولايات المتحدة من عودة الامبراطورية العثمانية الاسلامية ..الي الظهور من جديد وتهديد اوروبا ..بل ربما باحتلالها من قبل المسلمين..كما سبق للعثمانيي الذين وصلوا الي ابواب فينا عاصمة النمسا في قلب اوروبا..خاصة وان اوروبا الان هرمت ولم تعد في قوتها السابقة بل اصبحت مقسمة الي 26 دولة وتعيش على حماية امريكا مما يجعلها لقمة سائغة في فم الامبراطورية العثمانية الاسلامية . ترى هل هذا مصير من يتحالف مع الولايات المتحده الامريكية فليس لها قلب ولا تعرف العواطف انما المصالح فقط فكل ما يهمها في الشرق الاوسط هدفان فقط هما:-اولا :- الحصول على النفط والغاز بدون ثمن او بثمن رمزي . ثانيا :- حماية اسرائيل الطفل المدلل وتامين حدود امنة لها . اردوغان له مواقف عظيمة من القضية الفلسطينية فلن ننسى مواقفه امن اجلنا واهمها. انه ارسل اسطول الحرية التركي لفك الحصار الاسرائيلي عن غزة. والشهداء الاتراك في الباخرة التركية( مرمره ) الذين سقطوا برصاص الغدر الاسرائيلي وهم في طريقهم لفك الحصار عن غزة. وهذا لم يفعله اخوة الدم ولا ابناء العم ولا الاخوة في الدين.. هو وحده فعلها. فهو في قلوب الفلسطينيين. غطرسة (الرئيس ترمب ) والصليبيون معه يؤكد خوفهم من عودة الامبراطورية العثمانية الاسلامية من جديد. ان تنصروا الله ينصركم والله عزيز حكيم.
Comments