انتفاضة القدس والحجر الفلسطيني..ومعركة الكرامة..؟
ما اشبه اليوم بالبارحه فبعد هزيمة سنة 1967 كان ذلك مثل وقع الصاعقة كابوس لا يصدق ولكنه حقيقة فانكسرت قلوبنا وما اصعب تحطيم القلوب ولكن استيقظ الفلسطينيون ليجدوا القدس والضفة الغربية وغزة اي كل فلسطين اصبحت بيد اسرائيل فاصبح جميع الفلسطينيين لاجئين في وطنهم..؟ انه حلم من احلام اليقظة الا ان الهزيمة جلبت الحرية للفلسطينيين وهذا اول اثر من اثار الحرب انه قمة التناقض فلا باس في ذلك فقد سقط شعار الجيوش العربية فقط .لتحرير فلسطين فاصبح من حق الشعب الفلسطيني ان يحمل السلاح سعيا وراء تحرير بلاده فالشعب اصبح حرا في حمل السلاح ..وفي التدريب وفي اختراق الحدود الي الارض المحتلة .وكان هذا من المحرمات فلا وقت للجلوس في المخيمات او المغسكرات او في المدن والقرى بانتظار تحرير فلسطين . فان واجب التحرير اصبح ملقى على الشعب الفلسطيني وعليه ان يحرر ارضه. وبدأت العمليات الفدائبة الفلسطبنية تشق طريقها في الوادي الصعب المليء بالترسانة العسكرية الاسرائلية..وكلها اسلحة امريكية وفرنسية ومن كل دول العالم .وضايق الفدائيون الفلسطونيون اسرائيل لاول مرة فجولدا مائير كانت تراهن على ان الفلسطينيين سوف ينسون مع الزمن وطنهم وكانت واهمة وفتحت المملكة الاردنية الهاشمية الحدود للفلسطينيين وفعلا كان لهم مركزا في الشونة قرب الحدود وقرر ت اسرائيل القضاء على الفدائيين في داخل الملكة الاردنية الهاشمية بكل غطرسة وعنجهية .ووصلنا الي معركة الكرامة في غور الاردن والتي اصبحت نقطة تحول مفصلية في الشعوب العربية كلها اثبتت قوة الجيش الاردني مع رجال المقاومة وقدرتهم على هزيمة الجيش الاسراءيلي وحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر. ان القوات الاسرائاية دخلت الحدود الاردنية اللقضاء على مجموعة من الفدائيين الفلسطينيي الذين كانوا يتخذون من بلدة (الكرامة) في غور الاردن مقرا. بتاريخ 21/3/1968 ارسلت اسرائيل ثلاثة الوية مدرعة عدد افرادها 15000 جندي مجهزين بالدبابات تساندهم الطائرات بقيادة الجنرال (امنون شاحاك) رئيس المفاوضين الاسرائليين في عملية السلام. قمة التناقضات. هاجمت القوات الاسرائلية مدينة (الكرامة )وكانت اول مواجهة عسكرية بالرغم من التفاوت الكبير بين المهاجمين والمقاومة ولكن مدافع الجيش العربي الاردني الموجودة في الجبال المحيطة بالاغوار وضعت حدا لخيال اسرائيل مما كان له اكبر الاثر في المعركة ..فقد فشل العدوان الاسرائلي وطلب العدو وقف اطلاق النار لسحب قتلاه .وقام النشاما من رجال الجيش الاردني بسحب الدبابات الاسرائلية المحطمة الي عمان فرب فندق( فيلادلفيا ) وتبين ان بداخل الدبابات الاسرائلية سلاسل فولاذية وجنازير لربط الجنود الاسرائليين.. تمنعهم من الهروب منتهى الجبن. وهذه المعركة كانت بداية انهيار اسطورة الجيش الذي لا يقهر معركة (الكرامة) وابطالها رجال الجييش العربي الاردني.. مع الفدائيين الفلسطينيين .اسرائيل قامت بقرار من الامم المتحدة .وفلسطين بلغة القانون الدولي ارض مغتصبة والاحتلال العسكري لا يكسب السيادة على الارض مهما طال.
انتفاضة القدس الحالية تذكرنا بالانتفاضه الفلسطينية الاولى فهما متشابهتان تماما ففي سنة 1978 انطلقت الانتفاضه المباركة نحو اهدافها بدون الحاجة الي دبابات او صواريخ ..فتسلح الشباب الفلسطيني بحجارة الارض الطيبة الارض المباركة التي باركها الله تعالى منذ القدم ..حجارة من البيوت التي هدمتها اسرائيل ففيها رائحة الشهداء.. ورائحة الدماء الزكية.. فاصبحت حجارة من (سجيل) فجعلت الاسرائليين كعصف مأكول .واصبح كل اسرائيلي هدفا مشروعا للابطال فهم يقذفون الحجارة على السيارات الاسرائلية والباصات وكل شيء يهودي لا يخافون الموت ..ولا يهابون من الاسر.. ولا يهربون من قوات مدججة بالسلاح..بل العكس هو الصحيح .فالقوات الاسرائلية تهرب من الحجارة القاتلة ..وبالرغم من كل اسلليب القمع والوحشية التي اتبعتها اسرائيل تجاه شباب الانتفاضه.. فانها لن تصل الا الي اظهار الوجه البشع للعنصرية الصهيونية.. التي حفرت القبور في معظم البلدان ..التي عاش فيها اليهود.. الا هؤلاء الشباب ..فلن تستطع اسرائيل حفر قبور لهم في القدس باذن الله .
اصبح واضحا لكل ذي بصر ان الانتفاضة الحالية ..هي انفجار الشعب الفلسطيني في وجه العنجهية الاسرائلية ..وفي وجه العنصرية البغيضة ولا ندري لماذا يدعي اليهود انهم كانوا مضطهدين وكانوا على هامش الحياة ..في الدول التي عاشوا فيها بل زعموا انهم تعرضوا (للمحرقة النازية )بالرغم من كل ما عانووه فلماذا يحاولون تقمص شحصية الجلاد..؟ ويعملون المجازر ضد الفلسطينيين..؟ فهم يعيشون على شرب الدماء من البشر. لقد قال القران الكريم عنهم :- (لقد قست قلوبهم واصبحت اشد قسوة من الحجارة ).
السؤال الذي يتردد الان بين المثقفين وهو هل سوف تبقى الانتفاضه مقتصرة على الحجارة والسكاكين ..؟ام ان الانتفاضة سوف تتحول الي انتفاضه مسلحه اي عسكرة الانتفاضة ..؟ الواقع مؤلم ..ونحن بين خيارين صعبين فهل يحمل شباب الانتفاضه الاحزمة الناسفة ..التي تلحق ضررا كبيرا بالمحتلين.. ولا يموتوا بدون ثمن ونكتفي بانهم شهداء عند ربهم ..؟ ام ان حياة اخواننا وابنائنا يجب ان يكون لها ثمن ..؟ ان حمل السلاح يصورنا وكاننا جيش مقابل الجيش الاسرائيلي وهذا غير صحيح وليس في مصلحتنا .
نحن لا نخاف من اسرائيل ولكن نخشى من اعوان اسرائيل وهم للاسف الشديد موجودون وعلى استعداد للعمل..والعالم كله يعرفهم فهؤلاء ندعو الله ان يعيدهم الي رشدهم ويحافظوا على شبابنا فهم درع لنا .
Comments