ايران بعد الاتفاق النووي.. الي اين..؟
بعد مخاض عسير ومفاوضات شاقة استمرت عدة اشهر توصلت ايران والدول الغربية وهي 5+1 الي اتفاق بخصوص الملف النووي. الذي استمر مقلقا ومزعجا عدة سنوات واهم بنود فيه منع ايران من انتاج سلاح نووي لمدة عشر سنوات ..واخضاع المفاعلات النووية الايرانية للتفتيش من وكالة الطاقة الذرية.. ثم رفع العقوبات الاقتصاديه التي كانت مفروضة على ايران من الولايات المتحدة الامريكية ومجلس الامن ..ومن ثم الافراج عن مبلغ 150 مليار دولار كانت مجمدة او محجوزة بموجب العقوبات المفروضة عل ايران بسبب تجرؤها على الدخول في المجال النووي ..وهذا من المحرمات على الدول النامية وهو حكر على الكبار جدا جدا اي حكرا على الدول التي تحكم العالم.
ولكن ايران استمرت في ابحاثها النووية مدعية انها ابحاث نووية بحثا عن الطاقة السلمية فقط .الا ان امريكا كانتتشك في ذلك ولما رفضت ايران الدخول في بيت الطاعة الامريكي.. فرضت امريكا عليها العقوبات الاقتصاديه بواسطة مجلس الامن.وعلى اي حال فان هذا اصبح من الماضيومن خلف ظهورنا ..خاصة بعد ان وافق مجلس الامن على هذا الاتفاق بالاجماع.ولكن بقيت بعض الازعاجات على تنفيذه مثل ضرورة موافقة مجلس الشيوخ الامريكي عليه والخوف لانالحزب الجمهوري له الاغلبية مما قد يعرقل تنفيذ الاتفاق.. لكن هذا احتمال ضعيف والارجح نفاذ الاتفاق النووي الايراني .الا ان علامات الاستفاهام الكبيره والكثيره تدور حول رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران.. فكيف تتصرف بهذه المبالغ الضخمه وهى حوالي 150 مليار دولار ..؟
الاجابة على هذا السؤال تحتاج الي السحرة والمنجمين وضاربي الودع ..لانه اثر التوقيع على الاتفاق سارت المظاهرات في (طهران) ابتهاجا بهذا الاتفاق والذي قاد هذه المظاهرات المحسوبون على التيار الاصلاحي.. في ايران وهم الذين انتخبوا الرئيس روحاني.بينما ساد الوجوم الدول العربية خاصة دول الخليج وان حاولت التظاهر بموافقتها على هذا الاتفاق .ان دول الخليج تتاثر بالابحاث الذرية قبل غيرها فان المسافة بين المفاعل النووي الايراني ودول الخليج يضع كيلومترات فقط.
الا ان التساؤل الاكثر اهمية هو هل يستطيع الرئيس( روحاني) ومن معه من انفاق المليارات على الوضع الاقتصادي الداخلي..؟ خاصة وهو وضع سيء للغاية وان الايرانيين الذين ايدوا هذا الاتفاق يرون على الشاطيء المقابل لهم.. على ضفاف الخليج العربي الذول العربية مثل( الكويت) وهي تتلالأ بالانوار ..علامة الرفاهية ..كما ان مدينة( دبي )اصبحت على قاموس المدن الراقية في العالم ..وفيها الابراج والرغد والرفاهية التي ى تقل عن المدن الاوروبية او الامريكية.
وبكل تاكيد فان الايرانيين تواقون للعيش مثل جيرانهمولا يهتمون( بالحوثيين) في اليمن.. ويرفضون انفاق المليارات على حكم متداعي مثل حكم بشار الاسد في سوريا ..ولقد غضبوا من الرئيس السابق احمدي نجادي لانه انفق على سوريا 5 مليارات من الدولارات خاصة وان ايران بامس الحاجة لهم.فالتيار الاصلاحي في ايران يطمع بان تنفق الاموال داخل ايران ..على الاقتصاد الايراني وعلى المواطنين الايرانيين .الا انه يوجد في ايران تيار اخر من (المتشددين) وعلى راسهم (المرشد العام )للجمهورية الايرانية فقد خطب يوم الجمعة في مسجد طهران وقال كلاما مزعجا.. فقد اكد على ان ايران لن تتخلى عن المظلومين وهو تعبير عن الشيعة في البلاد العربية..
وقال ان ايران سوف تمد يد العون الي كل من يطلب في الاقطار المجاورة.. واكد كره ايران لامريكا والي اسرائيل..الخ. ومن جهة اخرى قال قائد الحرس الجمهوري الايراني (ان هذا الاتفاق ليس مقبولا على الاطلاق) خاصة وان الحرس الجمهوري له نفوذ كبير في ايران فهو يسيطر على 75% من المؤسسات الاقتصادية في البلاد. اضافة الي سيطرته على المؤسسه العسكرية مما يجعل موقفه جديرا بالوقوف عنده ومعرفة ماذا يريد..؟لقد دخلنا في لعبة الكلمات المتقاطعه الايرانية ..بعد ان خرجنا من لعبة القط والفار الامريكية .لقد تم التوقيع على الاتفاق النووي الايراني الامريكي ووافق عليه مجلس الامن بالاجماع..ولكن ايران ماذا تريد حقا ..؟المتظاهرون هتفوا فرحا وهتفوا الي السيد محمد ظريف وزير الخارجيةالذي وصل الي هذا الاتفاق ولم يهتفوا الي المرشد العام .. وهو قطار النجاة من الفقر والجوع والبطالة..خاصة وان (التومان) وهو العملة الرسمية لايران انخفض بمقدارر النصف تقريبا.وكانت ايران تنتج ثلاثة اضعاف انتاجها الحالي من النفط فان حصتها كانت 3و3 مليون برميل من النفط يوميا مما يجلب ثروة فلكية .
واصبحت ايران تستورد ما تشاء وتصدر ما تشاء بدون الاستعانة الي( دبي) في الامارات العربية المتحدة .
يبدو انها لعبة شد الاصابع بين التيار الاصلاحي برئاسة الرئيس روحاني وبين التيار المتشدد برئاسة الرئيس السابق احمدي نجاد..فكل منهما يحاول ان يزعم انه يحافظ على مصلحة ايران الوطنية ..فالمتشددون لا يريدون ترك التيار الاصلاحي منفردا في الساحة الايرانية. فهو صراع داخلي وكان هذا الصراع متوقعا فقد كان صراعا خفيا الا انه الان بعد توقيع الاتفاق لم يعد اي المعسكريين يخفي موقفه وان كان اعتقادنا ان هذا صراع للاستهلاك المحلي فقط فكل منهما محبذ لهذا الاتفاق المستقبل القريب كفيل باظهارالضباب الذي نراه الان في الساحة الايرانية.
Comments