(ترمب) تاجر يطلق الصواريخ على حلفائه واعدائه..؟
واضح لكل ذي بصر ان الرئيس الامريكي ترمب ملياردير ناجح يعرف من اين تؤكل الكتف وهو يجيد استغلال الفرص المالية بعيدا عن السياسة وانفاقها .
لم نرى رئيسا للولايات المتحدة مثل الرئيس الحالي (ترمب) فهويصرح كثيرا ولا يبالي باطلاق التهديدات تجاه اعدائه وحلفائه على السواء.. ربما للهروب من المضايقات التي تحدث له في داخل امريكا.. قيهرب الي الامام وهي لعبة قديمة جديدة .مما لا شك فيه اننا اصبحنا في الحياة المادية فقط نبحث عن الذهب الاصفر وبريقه ونسخر العلم للقتل والدمار وهذا ما نراه بالعين المجردة فقط بدلا من تسخيره لسعادة ورفاهية البشر.فالسياسة لعبة خطرة منذ الاجل خاصة بين الكبار فهي قد تصبح لعنة على من يتعامل فيها في لمح البصركما قال السياسي العريق (ميكافلي) ولعل ما نراه الان امام ناظرينا من انقلاب 180 درجة بين الولايات المتحدة (والمانيا والسعودية وايران) بعد انتخاب الرئيس (دونالد ترامب )رئيسا للولايات المتحدة .فبينما كانت هذه الدول على عللاقة هادئة وان لم تكن ممتازة الا انها متعاونه زمن الادارة الامريكية السابقة ايام الرئيس (باراك اوباما) وجدنا ترمب يبحث عن المال بحسب شخصيته وعقليته التجارية فالسياسة عنده تجاره ربح وخساره فلا توجد حماية مجانية ويجب على الدول ان تدفع وهذا ما حصل.
وجاء ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة وله رؤيا مختلفة تماما عن رؤية سلفه اوباما ويبدو واضحا ان ترمب يريد( اعادة هيبة) امريكا في العالم باستعمال القوة العسكرية.. فالترسانة الامريكية فائضة عن الحاجة. . والقوات الامريكية اخذت استراحة المحارب بما يكفي .فقد امر البوارج الامريكية بضرب القاعدة الجوية السورية (الشعيرات )بتسعة وخمسين صاروخا من طراز(توماهوك) بحجة ان النظام السوري قام بضرب مدينة (خان شيخون ) باسلحة كيماوية محرمة دوليا هي غاز السارين وشكلت تلك الهجمة السورية مجزرة بشعه قتل فيها اكثر من 100 من الاطفال والنساء وجرح اكثر من 160 مدنيا .
اتجه الان الي اوروبا عامة والي (المانيا) بشكل خاص قائلا ان العجز التجاري بين امريكا والمانيا يصل الي 56 مليار دولار سنويا. وهدد بمنع دخول السيارات الالمانية الي الولايات المتحدة الامريكية خاصة وان شركة (مرسيدس بنز) التي تصنع سيارات مرسيدس تصدر 40% من انتاجها من السيارات المرسيدس الي الولايات المتحدة .ولم يكتفي بهذا بل شن هجوما عنيفا على (المانيا) متهما ايها بانها لا تدفع حصتها في تمويل حلف الناتو حلف شمال الاطلسي . ثم اعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية (باريس) المتعلقة بالمناخ العالمي..حفاظا على ارباب الصناعة الكبار في الولايات المتحدة فالمصانع الامريكية هي المصدر الاول ضد البيئة فمصانعها ذات المداخن الضخمة اتي تستعمل الفحم الحجري مسؤلة عن تغير المناخ في العالم وعن تلوث البيئة.
وردت عليه المستشارة انجيلا ميركل بان على اوروبا ان تعتمد على نفسها فقط بعد اليوم وهذا كلام خطير ..فهي تريد الحصول على حريتها والاستعناء عن القوة الامريكية مادام ترمب يريد ثمنا لها.
يبدو ان ترمب يتحرك شمالا ويمينا في الهواء الطلق فبعد ضرب سوريا اتجه الي محاولة الاحتكاك مع ايران من بعيد ثم تقترب الولايات المتحدة لانها تريد اخراج ايران من سوريا وقال هذاعلنا وفي كل المحطات التيلفزيونه..فقام الرئيس ترمب بمهاجمة (الاتفاق النووي) الذي تم بين ايران والولايات المتحده والدول الخمسة الاخرى وهدد بتمزيقه.. معتبراياه اسوأ اتفاق على الكرة الارضية..في مقابلة صحفية مع صحيفة( فوكس نيوز)بتاريخ 6/2/2017 خاصة وانه لا يمنع ايران من صنع السلاح الذري ..ولكن يؤجل ذلك لمدة عشر سنوات .وهذه مدة في عمر الزمن قصيرة جدا .ولا يبرر الاتفاق الغاء العقوبات الاقتصادية المفروضه على ايران من مجلس الامن.. ومن اهم بنود الاتفاق افراج الولايات المتحدة عن اموال لايران تبلغ قيمتها (مائة وخمسين مليار دولار) وهذا خطأ جسيم من وجهة نظر الرئيس (ترمب) فقد اكد الرئيس ترمب ان ايران كادت على وشك الانهيار لولا ان الولايات المتحدة اعطتها فرصة للحياة بمبلغ 150 مليار دولار .
فقد اتهم ترمب ايران في عدة خطابات له متلفزة بانها تمول الحرب الدائرة في سوريا.. واتهمها بانها تمول (الاسد) بالاموال والسلاح.. وانها ارسلت الحرس الثوري الايراني للمحاربة بجوار الاسد. وعلى اي حال فهذا ليس سرا بل انه علنا ويعرفه القاصي والداني الا ان ترمب وجه تحذيرا ا لي ايران قال فيه :- (ان المعاملة الناعمة من سلفه اوباما لن يجدوها معه ).
واغلب الظن ان الاصابع الاسرائلية ليست بعيدة عن تصرفات ترمب بل هي التي تضع المستشارين اليهود حول ترمب .وهم يتولون وضع الكلام المناسب لاسرائيل في فمه او يكتبون خطاباته المقروءه .فقد اوعز الي وزرائه في التهديدات الكلامية ضد المانيا والمملكه العربة السعودية واليابان . . ثم قام وزير الدفاع الامريكي (جيمس ماتيس) بتلبية النداء او بتنفيذ الاوامر فسارع الي مهاجنة ايران اثناء (زيارته لليابان) فوجه الي ايران تهما كثيرة اهمها بانها اكبر دولة في العالم تساعد سورية فقد جندت مئات الالوف من المرتزقه من باكستان وافغانستان والشيشان ..الخ.. ..ولكنه قال انه لا يفكر بضرب ايران الان ..ولا داعي لارسال مزيد من القوات الامريكية .
وزاد لهيب النيران الكلامية فجاء دور وزير الخارجية الامريكي (ريكس تيلرسون) فهاجم ايران.فقد قال تيلرسون (في اي مكان تنظر ان كانت هناك مشكلة في المنطقة فانك تجد ايران ..) وذكرنا هذا القول بما كان يقال عن الشيطان البريطاني حيث كان يقال ما يلي:-
(اينما تجد مشكلة في العالم فان بريطانيا تكون خلفها ) فمشكلة فلسطينن صناعة بريطانية ومشكلة كشمير بين الهند وباكستان صناعة بريطنية ومشكلة جزر الفوكلاند مع الارجنتين صناعة بريطانية. ومشكلة جزر الامارات العربية المتحدة مع ايران جزيرة طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة ابو موسى صناعة بريطانية .. والقائمة تطول .
وركز تصريحاته حول الاتفاق النووي فهو بكل بساطة لن يمنع ايران من انتاج الاسلحة الذرية في المستقبل القريب .. وهذا خطر عى اسرائيل ..واكد ما قاله وزيرالخارجية .. ايران ارسلت الحرس الثوري الايراني للمحاربة مع الاسد.
وبعد اشتداد لغة الولايات المتحدة الكلامية مع ايران اقتربنا من الاصطدام بالنار الا ان ايران لم ترضخ للتهددات وقامت بالرد على تهديدات امريكا فقد هدد مسؤول ايراني بضرب اسرائيل والاسطول الامريكي الخامس الموجود في الخليج العربي وبحر عمان.
ثم اجتمعت لجنة الامن القومي وصرح رئيسها (مجتبي ذر النور) قائلا ان اي اعتداء امريكي على ايران سيقابل بضرب تل ابيبب بالصواريخ الايرانية في 7 دقائق.كما حذر قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني العميد (سماعيل حاجي زاده ) من ان صواريخ ايران جاهزة للدفاع عن البلاد.
يبدو ان المعركة الكلامية بلغت الحد الاعلى ونعتقد بانها وصلت الي نهايتها خاصة وان( ترمب ) قال بوضوح انه ليس مثل سلفه الرئيس (اوباما ) ونعتقد ان تصريحاته في الهواء فاذا لم يحصل على اموال من ايران فانه سوف يفرض عقوبات اقتصادية جديده من جانب الولايات المتحده .
في الحقيقة نحن اصبحنا في عالم مجنون لا يتفاهم الا بالمال او بالقوة .وكاننا في بحر هائج متلاطم الامواج ياكل السمك الكبير السمك الاصغر منه .
ونتذكر الحديث الشريف فقد قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :- (القاتل والمقتول في النار) .فان سلاح الردع اصبح موجودا في العالم وان كان بنسب متفاوته . ان الاسلحة التقليدية وهي قاتلة الا انها اصيحت سلاحا في ايدي الصغار فقط .واصبحت الاسلحة الذرية احتكارا الي نادي العمالقة الكبار في العالم .الا انها اصبحت تصلح فلوكلورا شعبيا فقط توضع في المتحف .فلا تستطيع اي من الدول التي تملك القنابل الذرية استعمالها لوجود الردع لدى الاخرين.
رب ارحمنا من ويلات الحروب ..فكفى ما اصابنا من جروح . انك نعم المولى ونعم النصير..!!
Σχόλια