ان ما يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله من دعم للفلسطينيين في وقت عز فيه الدعم من الاشقاء عدا الشعارات البراقه والدعم الاذاعي قولا وليس عملا .فان قوافل الخير التي تغادر عمان متجهة الى القدس ورام الله وغزة هاشم والمستشفيات المفتوحه امام الاهل في فلسطين وما قدمه جلالته من جهود سياسية مهمة فقد اخترق معاقل الصهاينه في امريكا واوروبا والقائمة تطول ..والذي يهمنا هو ان هذا العطاء جاء متصلا ومتواصلا ابا عن جد.. فالعطاء الهاشمي سلسلة ذهبيه لا تنقطع فقد اتضحت المؤامرة والتواطؤ على فلسطين وعلى المسجد الاقصى المبارك بين الحركة الصهيونية وحكومة الانتداب بعد ان بدأت افواج المستعمرين اليهود تغزو فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى فقد اصبحت فلسطين في مهب الريح فلم تكن هناك دولة وليس لنا رئيس واصبحنا تحت الانتداب .وهنا شعر زعماء فلسطين بانهم بحاجة ماسة الي دعم العالم العربي والاسلامي لمواجهة هذا الغزو.. ولم يكن في الصورة افضل من المغفور له باذن الله الشريف حسين شريف مكه فسافر اليه وفد من زعماء وعلماء فلسطين برئاسة المرحوم الحاج سعيد الشوا سنة 1924فقد كان الشريف حسين زعيما للعالم العربي بدون منازع فشريف مكة يتمتع بمكانة عاليه عند العرب فهو يملك السلطة في الحجاز والبلاد العربيه اضافة الي المكانة الاجتماعية له فهو يتمتع بمحبة العرب فهو من اهل بيت الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا يعني الكثير لمن يعرف معنى هذه الكلمة فهي ليست لقبا يسبغ على شخص او وساما يمنح ليوضع على الصدر بل لها معنى اعمق فهو عميد الهاشميين في كل مكان ولا يخفى على احد ان المسلمين سنة وشيعه هم اسعد الناس بمرافقتهم فهم القادة دائما لان العرب يحبون اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام لانهم يؤمنون به وبرسالته وما اجمل الايمان اذا اقترن بالنسب فقد قال عليه الصلاة والسلام : - (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي)
شرح الوفد الفلسطيني لجلالة الشريف حسين رحمه الله الوضع في فلسطين وما يجري في القدس وحول المسجد الاقصى فامر الشريف حسين بدفع مبلغ 25000 خمسة وعشرين الف جنيه ذهب لحماية القدس وصيانة المسجد الاقصى وكان هذا المبلغ في ذلك الزمان ضخما جدا واحضر هذا المبلغ الى القدس نجل الشريف الامير عبد الله وكان هذا بداية لجسر المحبة والتضحيات ..فقد ارسل الشريف حسين نجله الامير فيصل الي باريس لحضور المؤتمر الدولي لشرح وجه النظر العربيه بخصوص فلسطين .وبعد اتضاح التواطؤ الصهيوني الانجليزي كان لا بد من القوة فارسل الشريف حسين نجله الامير فيصل على رأس جيش الى سوريا ثم العراق وارسل الشريف حسين نجله الامير عبد الله بن الحسين على راس جيش الي الاردن حيث قام بتأسيس امارة شرق الاردن التي اصبحت اليوم المملكه الاردنيه الهاشميه..ولعل اكبر تضحيات الشريف حسين انه رفض الوطن اليهودي في فلسطين رفضا قاطعا ..وكان بامكانه ان يكون ملكا على العرب.. لو وافق على الوطن القومي اليهودي في فلسطين..؟ الا انه رفض ذلك ودفع ثمن هذا الموقف حيث غدرت به انجلترا ونفي جلالته الى جزيرة قبرص حيث انتقل الي رحمة الله راضيا مرضيا.. واوصى رحمه الله بدفنه في القدس الشريف حيث يرقد جثمانه الطاهر الان .ولم تتوقف مسيرة العطاء عند الهاشميين فان الملك عبدالله بن الحسين رحمه الله ارسل الجيش العربي(الجيش الاردني) للدفاع عن القدس الشريف وحماها من اسرائيل سنة 1948 وسقط عشرات الشهداء الكرام على اسوار بيت المقد س رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته وانقذ ما عرف بالضفة الغربيه وهي حوالي ثلث فلسطين .. واخيرا قدم المغفور له الملك عبدالله روحه فداء للقدس حيث تعرض الى مؤامرة اغتيال في المسجد الاقصى المبارك رحمه الله رحمة واسعة ..وجاء بعده جلالة الملك الحسين العظيم تغمده الله بواسع رحمته فقدم الي فلسطين والفلسطينيين الشيء الكثير الكثير..وفي الحقيقة فان تضحيات الهاشميين بحاجة الى مجلدات وليس الى مقال يمرسريعا ولكن الذكرى العطرة تملأ النفوس والوفاء يقتضي تذكرها دائما حتى ولو بكلمات قليله ..،، لقد ساهم جلالته في بناء الضفة الغربيه وفتح كل الابواب امام الفلسطينيين سواء للتعلم اوالعمل او التجارة وباختصار فتح لهم جميع سبل الحياة في الاردن الذي اعتبره الشقيق التوأم لفلسطين وكانت كلمته الخالدة (ان من يتكلم ضد الوحدة الوطنيه هو عدوي الى يوم الدين ..،،)لقد باع الحسين العظيم بيته في لندن من اجل صيانة سطح المسجد الاقصى المبارك..رحمك الله يا حسين فقد كنت ملكا للقوب ..، ومن مآثره التي لا تنسى ان جلالته امرباعطاء جوازات سفر لابناء غزة هاشم بعد ان تخلت مصر عن ابناء القطاع ورفضت حتى تجديد جوازات السفر التي اصدرتها فكان جلالة الحسين هو المنقذ وفتح لابناء غزة ابواب الاردن على مصراعيها للتجار والتلاميذ والحجاج والجميع وهذا دين في عنق ابناء غزة هاشم.. رحم الله الهاشميين فهم ملوك على القلوب قبل ان يكونوا ملوكا على العروش..،،
Kommentare