ثمن تاجيل نقل السفارة الامريكية الي القدس..؟
الرئيس الامريكي الجديد ترمب رجل اعمال ناجح فهو ملياردير مما يؤكد انه بارع في عقد الصفقات الرابحه اقتصاديا والان سياسيا .فقد توجهت عيون الملايين من البشر الي واشنطن من خلال شاشات التلفزيونات لرؤية حفل تنصيب الرئيس الامريكي الجديد( دونالد ترمب) وهو الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحده الامريكية وكان الفضول لدينا كبيرا لمعرفة خطط الرئيس المستقبلية ..وهل هي تنفيذ لخطاباته الانتخابية ام تختلف عنها..فربما تكون الخطابات قد اصبحت من خلفه الان.
فقد وجه ترمب صواريخ عديدة في حملته الانتخابية الي عدة جهات ولا نبالغ اذا قلنا انه وجه الصواريخ الخطابية الي معظم دول العالم.. بدءا باوروبا وحلف شمال الاطلسي (الناتو) مرورا بالدول الغنية في العالم وقولته المشهورة ..(لا توجد حماية امريكية مجانية بعد اليوم..) بل ربما باثر رجعي . واكثر ما يهمنا تهديده العلني بعزمه على( نقل السفارة الامريكية) في اسرائيل من تل ابيب الي اورشاليم (القدس الشريف) ..ومهاجمته الاسلام الردكالي ومنع رعايا 7 دول معطم مواطنيها من المسلمين من دخول الولايات المتحده الامريكية .وسوف نتناول هذه الخطابات .
بعد اداء ترمب القسم القانوني اصبح رئيسا للولايات المتحده الامريكية فالف مبروك .ولكن فوجئنا بقدوم (حاخام يهودي..) و(قسيس مسيحي ..)الي الميكرفون وبدأ الحاخام اليهودي.. تهناة الرئيس بمنصبه الجديد ..ولكنه ذكره بوعده بضرورة نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الي (اورشاليم) القدس .. عاصمة الدولة الاسرائلية منذ قديم الزمان . وذكر للرئيس القسم اليهودي الذي كانوا يقسمونه كل صباح منذ ثلاثة الاف.. عام في الشتات وهو:- (شلت يميني ان نسيتك يا اورشليم) وهو كاذب مليون بالمئة ..وكان هذا مقدمة لحفل التنصيب وهو عنوانه .فان اسرائيل في المقدمه وهي في المقام الاول من مخططات الرئيس ترمب في القادم من الايام.
طبعا تاثرنا لعدم وجود (شيخ مسلم) في حفل التنصيب كما جرت العادة عليه في تنصيب الرؤساء الامريكان حيث يحضر حفل التنصيب رجال الدين المسيحي واليهودي والاسلامي .
فقد كان هذا المنظر طبيعيا لان (ترمب) شن حملة شرسة ضد الاسلاميين الرداكليين الارهابيين ..وهدد بالويل والثبور وعظائم الامور.. الي كل المسلمين بدون ان يفرق بين ما جرى العرف المصطنع في هذه الايام عن التفريق بين الاسلام وبين الارهابيين.. لان( ترمب)اعتبر الاسلام والمسلمين ارهابيون وممنوع دخول المسلمين الي الولايات المتحده .ربما هذا مثير للسخرية او للشفقه فان (ترمب) كما هو معروف للجميع مولع بالكازينوهات والحسناوات00 وان معظم ثروته جمعها من هذا الطريق.. وهذا نشرته كل الصحف العالمية .مما جعل (ترمب) نفسه يهاجم الاعلام الامريكي والغربي .اي ان هذا الرجل ربما يكون من رجالات مافيا النساء..كما هو معروف للجميع يهتم بهذا النوع من الاستتمار الرخيص.. المنتشر في العالم هذه الايام .حسبي الله ونعم الوكيل.
ان الرجل لم ينكر محبته واخلاصه لليهود فان (ابنته متزوجه من يهودي) هو الملياردير اليهودي(جاري كوشنر)..الذي عينه امينا عاما للبيت الابيض .اليهود محيطون به من كل جانب وعلينا ان نفهم ذلك بدون ضحك على انفسنا. فقد سبق وان راينا الرئيس (اوباما) يحضر الي جنازة مجرم الحرب الرئيس الاسرائلي شمعون بيريز وهو يلبس القلنسوة اليهوديه ..ويؤكد ان الولايات المتحدة واسرائيل انطلقا من مذهب واحد.فان الكتاب المقدس عندهم يتكون من (العهد القديم) اي التوراة (والعهد الجديد) اي الانجيل..وكان داعما الي اسرائيلكما يعلم العالم .
وسوف نتناول في هذا المقال تهديد ترمب بنقل السفاره الامريكية الي اورشليم القدس . فالقدس الشريف ضوء يتلالأ في الليل وفي النهار ويراه كل المؤمنين فهي اللحن السماوي الذي تعزفه الملائكة وتغرده الطيور حتى يسمعهم اهل الارض فيزيدهم ايمانا واصرارا على التمسك (بالقدس الشريف) وعدم التنازل عنها والدفاع عنها بارواحهم واولادهم واموالهم وكل ما يملكونه.. فهي (زهرة المدائن) بدون منازع .
اما نقل السفلرة الامريكية من تل ابيب الي اورشليم (القدس) فالعالم كله يعلم ان القدس الشريف (مدينة محتلة) بالقوة من اسرائيل سنة 1967 وانهم انتهكوا حرمة المسجد الاقصى المبارك من قبل جحافل المسنوطنين اليهود.. اكثر من مرة وان الحكومة الاسرائلية حفرت في كل بقعة في القدس الشريف بحثا عن اثار يهودية تثبت وجودهم في هذه المدينة العربية الاسلامية المقدسة..ولكنهم فشلوا.
فقد زعم اليهود ان اورشاليم (القدس) كانت عاصمة لملكهم قبل 3000 الاف عام بالرغم من عدم ثبوت هذا الزعم في المراجع الدولية . بل العكس هو الصحيح فهي مدينة كنعانية منذ فجر التاريخ ..وهي مدينة اسلامية فقد قال تعالي في القران الكريم :- ( سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) وان جميع حفرياتهم باءت بالفشل فلم يجدوا شيئا يثبت وجودهم في القدس الشريف.. سوى ما هو مكتوب في كتبهم المقدسة التي حرفوها وكتبوها بايديهم.مما يجعل نقل السفارة الامريكية الي القدس الشريف اعترافا بها (عاصمة لدولة اسرائيل) خلافا للقانون الدولي. وخلافا لما لقرارت مجلس الامن واهمها القرار رقم 2334 بتاريخ 23/12/2016الذي اكد عدم شرعية الاستيطان اليهودي.. في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية . وكذلك فان نقل السفاره الي القدس يخالف قرارات منظمات الامم المتحده المتعاقبة واخرها قرار منظمة الامم المتحده للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)بتاريخ 18/10/2016 اكد القرار ان القدس الشرقية تراث اسلامي خالص . كما يوجد قرار اخر ينفي وجود اي ارتباط ديني لليهود بالمسجد الاقصى المبارك . كما انه يوجد قرار اخر للامم المتحده اكد ان المسجد الاقصى المبارك من المقدسات الاسلامية الخالصة.. وانه لا علاقة لليهود به.وخلافا للقرات الدولية فان (الولايات المتحدة) الامريكية قررت منذ سنة 1967 بان القدس مدينة محتلة وانها لن تنقل سفارتها من تل ابيب الي( القدس) ذلك لان نقل السفارة الامريكية الي القدس الشريف هو تصديق لمزاعم اسرائيل.. والضرب بعرض الحائط بالقرارات الدولية وبمشاعر المسلمين..والمسيحيين ايضا. ورفض الرؤساء الامريكان اتخاذ هذا الاجراء على اختلاف اسمائهم واتفاق الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري على هذا ..منذ احتلال اسرائيل للقدس الشريف سنة 1967.
والمذهل ان الرئيس (ترمب) اراد التوفيع على قرار نقل السفارة الامريكية الي القدس الشريف في الاسبوع الاول من رئاسته وحلفه اليمين القانونية وتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية. فهو في احضان اسرائيل..؟ الا ان هناك (اصفقة جديدة) ظهرت في الافق فجأة لتاجيل نقل السفارة الامريكية الي القدس..؟ الا ان نتنياهو وافق على ذلك ولكنه طلب الثمن..؟
فوافق ترمب على.. السماح لاسرائيل ببناء 2000 وحدة سكنة حول القدس وفي الضفة الغربية المحتلة خلافا لقرار مجلس الامن الدولي المذكور اعلاه..ثم قررت الحكومة الاسرائلية بناء 3500 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة ويبدو ان الصفقة تنص على البناء مفتوحة. .فيحق لاسرائيل بناء ما تريد ..؟
ونحن لا نعتقد ان الجيوش العربية سوف تتجه لتحرير القدس الشريف ردا على قرار ترمب..فنحن نعلم ان الجيوش العربية مشغولة في حروبها الداخلية وهي عن فلسطين لاهية. (ومالنا ومال القدس) كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس فلك الله يا قدس ..وسوف نرجع الي قول (السيد هاشم بن عبد مناف) رحمه الله عند غزو ابرهه الحبشي الي مكة المكرمة بقصد هدمها وتحويل المصلين الي اليمن فقال السيد هاشم قولته المشهورة والتي اصبحت جزءا من التراث العربي الاسلامي .._(ان للبيت ربا يحميه ) .فان الله جلت قدرته كفيل بالحفاظ على بيوت الرحمن..فهي بيوته .
طبعا لن ننسى وجود الابطال من ابناء القدس ..ومن شيوخ القدس ومن الخنساوات ..في القدس فهم عباد الله..المعتكفون في المسجد الاقصى ..ورماحه للمحافظة على القدس الشريف باذن الله.
Opmerkingen