ثورات مصرية متلاحقة.. او بالونات ملونة؟
مصر لها محبة خاصة في قلوبنا وفي قلوب جميع العرب..فهي مركز الثقل العربي وهي ربان سفينة العرب.. اذا عزت عز العرب معها والعكس صحيح .نكتب هذه الكلمات بقلوب مرتجفه ونحن ننظر الي التلفاز وتقرأ الاخبار عن مصر.. فنرى ونسمع ما لا يسر حبيب ولا صديق مظاهرات في الشوارع واعتقالات وقتلى وجرحى وعنف ..الخ ويتساءل المرء اذا كان طاهرا مع الله.. صادقا مع نفسه.. لماذا يحدث هذا ..؟ومصر الي اين..؟ هل هذا بفعل الشعب المصري العظيم ..؟
او نتيجة صراعات خفية تجري من تحت الاقدام ..؟ان هذا يهم كل عربي فمصر هي الشقيقة الكبرى لنا.. ويهمنا ان نعرف حقيقة ما يجري على ارض النيل الخالد. الحقيقه انه بعد سقوط الرئيس السابق بعد ثورة 25 يتاير 2011 سبح الشعب في احلام اليقظة بعد تخلصهم من القبضة الحديدية للحكم السابق.. وبداوا يحلمون بالحرية والديمقراطية.وبالفعل جرت انتخابات الرئاسة وتم انتخاب رئيس جديد لمصر.ولكن العصا بل العصى.. وضعت في الدواليب لمنع حركة مصر بالقيادة الجديدة..فليس سرا ان الرئيسالجديد كان له خصوم سياسيون.. على قدر من المهارة والدهاء..فوجدنا في مصر من يسبح ضد التيار..وهم الدولة العميقة صحيح ان الثورة اطاحت بالرئيس مبارك الا ان جذوره بقيت على حالها فلم يتغير شيء قي مؤسسات الدولة المصرية .
وان كانوا قلة الا ان المؤامرات تؤتي ثمارها في كثير من الاحيان . ذلك ان مصر بعد الحرب العالميه الاولى انبهرت بالحضارة الاوروبية ومالت الي العلمانية.. والي فصل الدين عن الدولة..والي ابقاء الدين والمتدينين في المساجد وفي الكنائس .. وقال بهذا كبار رجال مصر مثل سعد زغلول واحمد لطفي السيد . ثم ظهر راي اخر في مصر بين المثقفين يدعو الي ان تكون مصر دولة تهتم بشؤونها الداخليةاي تلتفت الي اصولها الفرعونية فقط..وليس لها علاقه بالعالم العربي والاسلامي. ولكن جاءت ثورة مصر سنة 1952 ونادىالزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالقومية العربية.. حيث عادت مصر لواجهتها العربية.
الا ان السادات بعد توقيعه معاهدة( كامب ديفيد) المشؤومة مع اسرائيل سنة 1978مما اعاد الاصوات المنادية بان مصر فرعونية.. خاصة بعد ان قاطع العرب الرئيس السادات .. ونقلوا مقر الجامعة العربية من القاهرة الي تونس.. وجاء الرئيس مبارك فسار في ذلك الاتجاه ..ولم تهتم مصر بالعروبة الا بقدر محدود جدا في عهد حكم مبارك .ووصلنا الي الجيش المصري فاهتم به السادات وجعله علمانيا ..لا يتدخل في الدين او السياسة خاصة بعد توقيع معاهدة (كامب ديفيد) بضمان امريكا التي ساعدت في المضى في الخط العلماني بعيدا عن الدين ..ترسيخا لمصالحها في الشرق الاوسط بل تعهدت بتقديم مليار وثلاثماءة مليون دولار سنويا كمساعدات عسكرية للجيش المصري .وفوجئنا بحركة جديدة تظهر على السطح وتحاول جمع تواقيع ثم سارت المظاهرات في الشوارع واحدة تلو الاخرى ودخلت مصر بين الامواج الهادرة الي ثوره جديدة ..ضد الرئيس الجديد.المنتخب.فان التهم بعد الثورات عادة تكون جاهزة .
ونحمد الله فان الشعب المصري طيب ولين فلا يحب العنف وليس متعطشا الي الدماء.. ففي اوروبا مثلا كانت المقصلة جاهزة لقطع الرؤوس في اغلب الاحيان فورا او بعد محامنات صورية في كثير من الاحيان . الشباب المصري كان وقودا لثورة 25 يناير 2011 ضد الرئيس السابق… وتتوالى الثورات في مصر فقيل ان الجيش تدخل في 3 يوليو2013 واعلن انضمامه الي الشعب المصري في ثورة جديدة.. تم بمقتضاها عزل الرئيس..وتم تعيين رئيس جديد للدوله وتعيين رئيس الوزراء ..!!
وهكذا راينا العلمانيين والاقباط ومن يطالبون بمصر الفرعونيه ..يتحالفون لاسقاط الرئيس.. مع مئات من قادة التيار وسمعنا عن الاحكام القضائية القاسية التي لم تشهد مصر مثيلا لها في تاريخها الحديث . ونحن ما زلنا نرى هذا الارتباك في مصر.. تتراكض موجاته .اما الثورات المصرية الجديدة ..فلا ندري اين ثورة 25 يناير2011 ثم ثورة 30 يونيو2013 ثم ثورة 3 يوليو2013الواحده تحل محل سابقتها او الثورة تلغي ما قبلها ولا تحاول البناء عليها فهي مثل امواج البحر.. الموجه تجري ورا الموجه علوزه تطولها ..ولكن لا تطولها وكاننا في مشهد حديث مليء بالمفاجات ونسمع البالونات الملونه وهي تنفجرفي الميادين العامه وكاننا في عيد ميلاد طفل صغير حديث السن.. ثم ماذا..؟
يعود المواطنون الي بيوتهم وكأن شيئا لم يحدث ..كل هذا يحدث ونحن نسمع الاستاذ محمد حسنين هيكل يتكلم في تلفزيون مصر قناة سي .بي. سي.مؤكدا عدم وجود شيء وان ما سوف يجري هو استحقاق رئاسي فقط..فاضاف لغزا جديدا .ونحن نعتقد بان مصر العظيمه التي تلقينا العلم في جامعاتها.. وشربنا من نيلها العذب.. قادرة على النهوض من هذه الكبوة. وليكن الرئيس كائنا من كان.. فهم رجال مصروقادتها مقتنعين بان الرئيس القادم سوف يعمل مخلصا ..لمصر ولجميع المصريين كل المصريين ..وسوف يعيد مصر الي اشراقها لتاخذ مكانها في صدارة الامة العربيه ..وهكذا دخلنا عصر الثورات المتلاحقة في مصر والبالونات الملونة في الميادين العامة ..حفظ الله مصر من كل مكروه ..!!
Comments