جبارين يا ابناء القدس.. جبارين يا ابناء فلسطين!
جبار يا شعب فلسطين ..جبار يا ابن القدس ..جبار يا ابناء المسجد الاقصى..! لم تنتظروا مساعدة من احد لا من قريب ولا من بعيد .بل كانت زندوكم جاهزة للدفاع عن مسرى رسول الله ..لتثبتوا انكم حماة المسجد الاقصى المبارك واصحابه وحدكم فقط ..دون مشاركة من اعدائكم . ان ما رايناه في القدس الشريف في الاسبوعيين الماضيين هو ثورة الشعب الفلسطيني اهل القدس شعب الجبارين .. ضد محاولة الاحتلال الاسرائيلي السيطرة على المسجد الاقصى المبارك .بوضع بوابات اللاكترونية على مدخل باب الاسباط ثم وضع كاميرات ذكية لنفس السبب. فالاحتلال الاسرائيلي البغيض حاول السيطرة على المسجد الاقصى المبارك وهذا هدفه المعلن منذ سنة 1948 فيخطيء من اعتقد ان الاحتلال الاسرائيلي كان يفكر في اقتسام ..المسجد الاقصى المبارك..سواء زمانيا او مكانيا مثل المسجد الابراهيمي…ولكنكم اجبرتوه على سحب تلك الابواب والكاميرات الي غير رجعه. المسجد الاقصى المبارك كان هدف اسرائيل تنفيذا لخطة اجرامية جهنمية مبنية على احدى اساطيرحاخامت اليهود وخرافاتهم فقد زعموا ان المسجد الأقصى المبارك مقام على انقاض هيكل سليمان.. الذي يعتبره اليهود تاج الحضارة اليهودية .وبالتالي كان الاستيلاء عليه لهدمه.. واقامة الهيكل الثالث المزعوم مكانه . طبعا هم جهلة فلم يسمعوا كلام الله جل شانه :- (ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه.. وسعى في خرابها.. اولئك لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم) صدق الله العظيم . فقد كان خيالا خصبا لاحد الحاخامات فزعم ان هيكل سليكان لم يكن هيكلا للصلاة فحسب بل كان قصرا لسكن الرب ..كما هو وارد في التوراة مما جعله عنوانا لفن البناء والبذخ ..الذهب يملا ارجاءه وكل ما فيه من الذهب والفضة حتى يكون قصرا لائقا بسكن الرب.. فهوهيكل لم ترى عين مثله ولم تسمع اذن احسن منه .ويستمروا في احلام اليقظه فزعموا ان من يدخل هيكل سليمان يصبح قريبا من الرب..كما ورد في التوراة.. ولكن امبراطور بابل (نبوخذ نصر) سبي نساءهم وهدم هيكلهم سنة 586 ق.م. وعاد اليهود الي القدس بعد قصة خيالية وبنوا الهيكل الثاني الا ان القائد الروماني (تيطس) هدمه سنة 70 م.بعد دخول الرومان في الديانة المسيحية . وفي الحالتين فلم يترك اثرا للهيكل.ونسال اين الهيكل..؟ فيقولوا انه مذكور في التوراة فقط . فالقدس تعيش على مسلمة قدرية ثلاثية (القدس) عاصمة (اسرائيل) و(ارض الميعاد)و (شعب الله المختار) . فالقدس قضية محسومة منذ القدم فهم يعتقدون ان القدس مقدس نفسي ووجداني اضافة الي المقدس التاريخي المتولصل والمترسخ في الوعي اليهودي. فهم يعتقدون انهم مقيمون في (القدس) بدون انقطاع واقعي او خيالي بمعنى وجودهم في القدس منذ الالاف السنين.فقد ربطوا القدس عقائديا بشكل يبرر استعمارها واحتلالها .وهذا يبن لنا ان القدس قضية معقدة وشائكة فلا حل لها الا بوجودها تحت سيطرة اليهود فهي لا تقبل القسمة عندهم …وتبقى القدس مقدسة عند اليهود لحين يتصدى لهم النقيض الذي يستند على المعطيات العقائدية ..فجاءت العقيدة الاسلامية منذ 1400 عام وهو يؤكد نفسه هذه الايام كما نرى محاربا اسرائيل.. التي تتشدق دوما بانها الدولة العبرية او دولة اليهود.. فهي التي تمنحهم الهوية.. اليهودية فهل القدس طوق النجاة لاسرائيل..؟ والقدس بالنسبة للمسلمين اكثر اهمية عند المسلمين ..فالقدس كنز سماوي اهداه الله لنا فيها كثير من المعجزات وهي مدينة اسلامية عربية منذ فجر التاريخ بناها اليبوسيون العرب الكنعانيون منذ القرن الرابع ق.م. وهي عاصمة الفلسطينيين منذ الازل فهي بمثلبة القلب من الجسد وبدون القدس تصبح فلسطين جثة هامدة لا تستطيع الحياة وتاريخ القدس الاسلامي حافل فعلى جدرانها استشهد عشرات من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي قبلة المسلمين الاولى وفيها المسجد الاقصى المبارك وهي للمسلمين كافة بحسب اوامر الله جل شانه .واليها اسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من (مكة المكرمة) ومنها عرج الي السماء.. في رحلة ايمانية غير مسبوقة من الانبياء. مما جعل ذكر القدس مجرد ذكرها يجعل المؤمن يخرج من افاق هذه الدنيا ..ويعيش حياة ايمانية..تصل حدودها الي خارج البصر بل تصل الي السماء ..وتصبح في القلب . واما المسجد الاقصى المبارك فهو ثالث الحرمين الشريفين وقد بناه سيدنا ادم عليه السلام بامر من الله تعالى بعد ان فرغ من بناء الكعبة المشرفة وبينهما اربعون عاما بحسب الحديث الشريف .والمسجد الاقصى المبارك قال عليه الصلاة والسلام :- لا تشد الرحال الا الي ثلاثة مساجد الحرم الشريف في مكه ومسجدي هذا في المدينة المنورة ..والمسجد الاقصى في القدس.وله خصوصية عند المسلمين فقد قال تعالى:- ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الي الي المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير). فهو مبارك من السماء مما جعل التضحية من اجله شهادة في سبيل الله.وبجانب الصراع الديني فان السيطرة على القدس هو صراع على الهوية.. ايضا فبعد تقسيم سوريا الكبرى بحسب اتفاق (سايكس – بيكو) اصبحت فلسطين دولة وبالتالي يجب حصول الفلسطيني على هوية فلسطينية اضافة الي هويته العربية وهويته الاسلاميمية وهما معترف بهما وليسا محل خلاف .ومن هنا بدأ التصلب من كلا الجانبين. وتبقى القدس المدينة الطاهرة مدينة الانبياء مدينة السلام الا انها تبقى غارقة في العنف ولا نجد تفسيرا معقولا لهذا الوضع الشاذ بكل المقاييس فالقدس مدينة السلام باجماع العالم وهي زهرة المدائن الا انها مكبلة بقيود الاحتلال العسكري الاسرائيلي وهي تتعرض للتهويد والهدم والدعوة الصريحة الي افراغها من سكانها الاصليين مسلمين ومسيحيين.. كما حدث مع باب المغاربةوهو احد احياء القدس فهدمت بيوته وجعلته حائطا لمبكى اليهود.. يبكون عنده ويلطمون.ويعيثون فسادا ولقد نسوا ان السلاح الذي بايديهم سوف يصدأ مع الايام . واذا كان اليهود جبلوا على ارتكاب المجازر فاننا لن نتساهل معهم ولن نتنازل عن تحرير القدس بل تحرير فلسطين كلها من النهر الي البحر باذن الله .ان ما رايناه من وحدة شباب القدس ورفضهم الخضوع الي اوامر الاحتلال الاسرائيلي الغاشم بالدخول الي المسجد الاقصى المبارك فرفضوا بكل شموخ وكل كبرياء الدخول الي المسجد الاقصى للصلاة تحت البوابات الالكترونية الاسرائلية.رحم الله امير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي قال (ان الله لم يعزنا بعدد او عدة بل اعزنا بالاسلام).وهكذا فعل ابناء القدس الجبارين اعزهم الله بالاسلام فواجهوا القوات الاسرائلية بصدورهم العارية ورفضوا الخضوع الي اوامر الاحتلال وتحملوا القنابل االمسيلة للدموع والرصاص المطاطي بل والرصاص الحي واستمروا في ثورتهم ومعركتهم اربعة عشر يوما اضطر الاحتلال بعدها الي سحب الالبواب اللالكترونية والكاميرات الذكية التي ركبها على باب الاسباط وبعدها دخل اخواننا ابناء القدس الي المسجد الاقصى المبارك للصلاة فهم لا يحنون رؤسهم الا لله جل شانه.منتصرين على عدوهم وكان هذا صراع الارادات القوية المؤمنة بالله تعالى. لقد تذكروا قوله تعالى: – ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله. صدق الله العظيم. فقام علماء المسلمين بتولي القيادة في القدس والتف خلفهم الاخوة الابطال ابناء القدس في اتحاد هو الاول من نوعه اتحاد بعيدا عن الفصائل ووجهتهم الاستشهاد في سبيل الله وقارعوا العدو بصدورهم العارية ولم نسمع صوتا للفصائل الفلسطينية ولا للسلطة الوطنية فقد تخلوا عن اهل القدس فتولى العلماء القيادة بارك الله فيهم وشكلوا القيادة الجديدة لاهل القدس بل لاهل فلسطين ونحن نحمد الله اننا وجدنا من يوحدنا ومن نصلي خلفه ونسير بتعليماته .اندفعوا من تلقاء انفسهم فصمدوا وانتصروا على العدو الاسرائيلي وهذه الثورة تعطينا درسا هو قوة الشعب الفلسطيني عندما يتحد فانه يهزم الاسرائليين الجبناء . جبار يا ابناء القدس ..جبار يا شعب فلسطين..!
Commentaires