حارس الكازينو في اسرائيل.. يحدد شروط حل القضية الفلسطينية..؟
شر البلية ما يجعلك تكاد تقطع جسدك ..فقد شربنا كأس الذل حتى نهايته ووصلنا ال الدرك الاسفل من المهانة ..وغرقنا في بئر لا نهاية له من القهر .حتى خيل لنا اننا نتساوى مع الصفر. فقد عجزنا عن تحرير فلسطين وعن حل قضيتنا نقصد القضية الفلسطينية.. ولم يستطع مجلس الامن الدولي.. ولا هيئة الامم المتحده ..وطبعا لم تستطع الجامعة العربية او الدول الاسلامية وبالتاكيد الجيوش العربية المظفر.. المشغوله بحروبها الداخلية او جيوش الاستعراضات ..وحتى الفلسطينيون انفسهم بدلا من حل قضيتهم انتهوا الي نزاع بين( فتح وحماس) وعدنا الي تاريخنا القديم نزاع بين (الاوس والخزرج) ولم يشفع لنا مرور مائة عام علينا ونحن في الخيام الممزقة ..وفي الجحور في مخيمات اللاجئين الفلسطينين في الشتات التي يعتبرونها كافية للشعب الفلسطيني . كل هذا مر علينا ونحن في حرب بيننا السنا من العربان ..؟ فلماذا نختلف عنهم ويحمل كل زعيم جديد خيمته الي (دويلة رام الله) او (دويلة غزة) وهما تحت الاحتلال الاسرائيلي البغيض . ولم نسمع سوى المبادرات الخطابية تصلنا من معظم الدول العربية ..وهي مجرد مبادرات لا تسمن ولا تغني من جوع .وبدلا من تحرير فلسطين ذهبنا الي (اوسلو المشؤم) ومنه اعترفنا بان فلسطين هي اسرائيل بمليء ارادتنا.. وبدون ضغط او اكراه .وعاد القادة الفلسطينيون الي (غزة )وهم يرفعون شارة النصر ..بعد ان وافقت اسرائيل على اعطائنا 7% من ارض فلسطين هي (مساحة غزة )فقط والحقيقة اننا انتزعناها من اسرائيل بدماء شهدائنا .واجبرنا السفاح الاسرائيلي الجنرال شارون على سحب القوات الاسرائلية من (غزة) بعد ان زاد عدد القتلى من الجنود الاسرائليين.
واليوم جاء حارس الملهي الليلي او حارس الكازينو (افيقدور ليبرمان) الذي اصبح زعيم حزب اسرائيل بياتنا وتقلد اليوم منصب وزير الدفاع الاسرائيلي.. بعد ان ان كان حارسا للامن في احدى الملاهي الليليه في (مولدوفيا) في الاتحاد السوفيتي.. قبل قدومه الي اسرائيل اي (فلسطين المحتلة).
ليبرمان قدم مبادرة اسرائلية جديدة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ..؟ بعد ان تخلى الرئيس(دونالد ترمب )عن حل الدولتين.. الذي اقترحه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش والذي سار على نهجه الرؤساء الامريكيون من بوش الي الرئيس كلينتون الي الرئيس اوباما ورعت الولايات المتحدة المفاوضات الاسرائلية الفلسطينة.. في عدة اماكن في الكرة الارضية بعد اتفاق (اوسلو) الذي تم توقيعه في واشنطن..والذي ورد ذكره في اتفاق المبادي بين منظمة التحرير الفلسطينبه وبين اسرائيل والذي اطلق عليه اسم اتفاق( اوسلو). وهو ينص على دولتين احداهما دولة اسرائيل لليهود (ودولة فلسطينية) ..على حدود الخامس من حزيران سنة 1967اي الارض التي كانت مع (مصر) وهي قطاع غزه والضفة الغربية لنهر الاردن وهي الارض التي كانت مع( المملكة الاردنية الهاشمية) قبل العدوان الاسرائيلي سنة 1967.وتبعه مباشرة او ربما يكون قبله(بنيامين نتنياهو) رئيس وزراء اسرائيل اليميني المتطرف جدا الذي سارع من واشنطن واعلن استحالة حل الدولتين. الذي اتفقت منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل عليه. ان الاعتراف للفلسطينيين بدولة لهم على ارض فلسطين كانت خدعة كبرى من اسرائيل ومن تحالف معها .فان (الجنرال رابين ) الذي تم توقيع اتفاق (اوسلو) بحضوره قال (ان الاتفاقات ليست مقدسة ) وعلى نهجه سار نتنياهو فكانت المفاوضات الفلسطينية الاسرائلية عبثية بكل ما تعبر عنه هذه الكلمة من معنى وبجميع اللغات.
ليبرمان بعد ان اتضح له اننا لا حول لنا ولا قوة لنا سوى الاستجداء من اسرائيل .فقد تم غرس اراضي الضفة الغربية المفروض انها ارض فلسطينية غرسها بالمستوطنات الاسرائلية واصبح في الضفة الغربية حوالي 400000 اربع مائة الف اسرائيلي. يعيشون في مستوطنات جديده..كذلك احاط القدس الشريف بحزام من المستوطنات واصبح عدد السكان الاسرائليون في (القدس الشريف) وضواحيها 570 الف مستوطن اسرائلي جديد .وهم مسلحون ومدربون على حمل السلاح فمعظمهم من الجيش الاحتياطي للقوات الاسرائلية.
وليت الامر وقف عند هذا الحد .فقد سمعنا السيد (بنيامين نتنياهو) يلقي خطابا في المؤتمر الصحفي الذي عقد في واشنطن بينه وبين الرئيس الامريكي الجديد (ترمب) فقد قال السيد نتنياهو شيئا غريبا نسمعه لاول مرة وهو:- لماذا يطلق على اهل الصين صينيون لانهم من الصين.. ولماذا يطلق على اليهود (انهم يهود لانهم من يهودا ) فاسرائيل تطلق على الضفة الغربية اسم يهودا والسامرة .وهذا يعني ان نتنياهو لا يفكر بالخروج من الضفة الغربية لفلسطين باعتبارها موطن اليهود ومنها اخذوا اسمهم ..وهذا كذب وافتراء .فان (نتنياهو) اعتاد على الكذب في السياسة ولكن في (الديانة )فلا يحق له ذلك لان كلمة اليهود.. وردت على لسان سيدنا موسى عليه السلام . كما ورد في القران الكريم في سورة الاعراف (فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة انا هدنا اليك ) صدق الله العظيم وهي تعني اننا عدنا الي الدين الصحيح .فاسم اليهود جاء من (هاد يهود) اي هدانا الله وليس من اسم مكان اطلقوا عليه اسمه بانفسهم ..وطبعا صرح علنا بان حل الدولتين غير مقبول وهو مستحيل التطبيق عمليا لوجود الاف الاسرائليين في المستوطنات التي بنيت في الضفة الغربية بعد اتفاق اوسلو والتي تعتبر ارض الفلسطينيين . ولم يهتم السيد نتنياهو الي قرارات الامم المتحده فان المستوطنات التي بنيت في الضفة الغربية هي مستوطنات غير مشروعه.. بحسب قرار مجلس الامن رقم 2334الصادر بتاريخ 23/7/2016.
وعلى اي حال فان الاسرائليين او اليهود يبيعون كل شيء.. فهم كما وصفهم الفيلسوف الانجليزي (شكسبير) في روايته الخالده تاجر البندقية .فهم يركضون وراء الذهب الاصفر الذي هو هدفهم الاول ورحم الله الرئيس( ياسر عرفات) عندما قال في التلفزيون :- (اننا نشتري السلاح من الجنود الاسرائليين.) فان شرف الجندي هو سلاحه.. الذي يحارب به ولكن الجندي الاسرئلي لا يهتم الا بالمال وبالمال فقط.
نرجع الي مبادرة (ليبرمان) وزير الدفاع الاسرائيلي التي اطلقها الاسبوع الماضي وهي تتلخص في تبادل الاراضي والسكان بين السطة الفلسطينية وبين اسرائيل.. فتبقى المستوطنات الاسرائلية في مكانها ويعطى الفلسطينيون مساحات مساوية من ارض اسرائيل.وثانيا تبادل السكان فيبقى سكان المستوطنات الاسرائلية في مستوطناتهم ولم يبين كيف تتبادل السلطة الفلسطينية سكانا بدلا منهم .ولا يهتم (ليبرمان) بان المستوطنات الاسرائلية الحالية تقطع اجزاء الارض الفلسطينية وتجعل التواصل بينها مستحيلا .وبالتالي فان حل الدولتين او حل دولة واحدة يصبح مستحيلا.(وليببرمان) لا يحب اسم الدولة الفلسطينية.. ولا حتى السلطة الفلسطينية ..وهو يفضل القبائل الفلسطينية او العشائر الفلسطينية ..فان الارض الفلسطينية عندما تقطع وتصبح اصغر من كانتونات صغيرة يحكم كل قطعة ..مختار او عمدة او اي اسم اخر.
ولا ندري لماذا يتعب ليبرمان نفسه ..؟ ان تاريخنا الحديث مع اسرائيل.. معروف للجميع فلماذا لا تفكك اسرائيل كل مستوطناتها ..؟ رحم الله الرئيس المصري (انور السادات) فقد اصر على ازالة جميع المستوطنات.. التي اقامتها اسرائيل في سيناء منذ حرب 1967 الي ميعاد توقيع معاهدة (كامب ديفيد) بين مصر واسرائيل وفعلا تم ازالة ثمانية عشر 18 مستوطنة من سيناء سنة 1982.
وكذلك (مدينة طابا ) ذلك ان اسرائيل ارادت ان تلتف بخبث لاقتطاع (مدينة طابا) من مصر فقامت ببناء فندق.. في مدينة طابا واقامت قرية سياحية.. وادخلت حرس الحدود ..ورغبت في ان تبقى (منطقة طابا) مدينة اسرائلية نظرا لان طابا لها موقع استراتيجي عسكري.. فهي تطل على اربع حدود هي:- مصر واسرائيل والاردن والسعوديه . ولكن مصراصرت على ان طابا مصرية واحتكم الطرفان( مصر واسرائيل ) الي التحكيم الدولي.. في سويسرا وصدر الحكم بان طابا مصرية وانسحبت اسرائيل من طابا .
كذلك الحال في غزة الباسله فعندما انسحب الجنرال شارون والقوات الاسرائلية تم تفكيك جميع المسستوطنات الاسرائلية.. التي اقامتها اسرائل منذ احتلال غزة سنة 1967 وكان عدد تلك المستوطنات 21 واحد وعشرين مستوطنة.
ان حل القضية الفلسطينية لا يحتاج الي (اكاذيب نتنياهو) ولا الي (مبادرات حارس الكازينو) حتى وان اصبح وزيرا للدفاع الاسرائيلي.
تحرير فلسطين لا يتم عبر المفاوضات العبثية بل بسواعد ابناء فلسطين ثم بمساعدة اخواننا ابناء الامة العربية والامة الاسلامية.
وان ينصركم الله فلا غالب لكم .
Comments