
حوار العرب مع العرب.. مثل حوار الطرشان..؟
لم تبق كلمة جميلة في وصف العرب الا وقلناها ولم تبق كلمة ذم للعرب الا وبقيت عالقة بين السماء والارض .. فهي باقية ما بقى العرب على حالهم التي لا تسر صديقا ولا عدوا.. فحالنا يغني عن الوصف .الجديد في امر العرب هذه الايام هو استبدال اللغة العربية (بلغة الحوار) فقد سمعنا منذ ايام قليلة عن ان (الحوثيين) وافقوا على الحوار مع الرئيس الشرعي للبلاد منصورعبد ربه هادي في مؤتمر جنيف.. الذي اقترحته الامم المتحده .ونسأل ماذا يريد المجتمعون في الحوار..؟فيقول (الحوثيون) نحن انصار الله ..وقمنا بثورة ضد الفساد في البلاد..الخ.الي ان يكملوا الاسطوانة.ونسمع ا(لرئيس) هادي الذي جاء من الرياض على طائرة سعودية ..ليؤكد انه هو الرئيس الشرعي في اليمن السعيد.. وان الحوثيين لم يقوموا بثورة بل قاموا بانقلاب.. عليه وعلى الشرعية..الخ. ويكمل الاسطوانة التي سئمنا من سماعها من الطرفين منذ البدء في حرب اليمن الي ان يفرج الله عن الشعب المسكين ..(شعب اليمن )الذي لا ناقة له ولا جمل مع اي من الطرفين.. ولكنه الحوار ..ويبقى كل طرف يغرد في اليقظة او في المنام لا فرق..المهم ان يتحاور بحماس.
وناتي الي الاخوة الاشقاء في (سوريا ) فقد مارسوا لغة الحوار.. في فلك الدنيا الواسع بدءا من جنيف ..الي اسطنبول.. الي القاهرة ..الي موسكو الي ..الي..الخ.فنحاول ان نسمعهم فاذا بالاخوة في (المعارضة ) يؤكدون على حق الشعب السوري في الحرية والخروج من العبودية والديكتاتورية والبراميل المتفجرة ..الخ.ونحن نعرف باقي القصيده .اما (النظام)فله اسلوب مختلف في الحوار.. فهو يؤكد ان الرئيس تم انتخابه من الشعب وانه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد ..واما هؤلاء فهم مؤامرة ..على القطر العربي السوري.. لانه يقود الممانعة العربية..الخ. ونستمع اليه حتى تنتي تلك الاغنية.. سواء اعجبتنا او كانت نشاز. المهم ان هذا هو الحوار الذي سوف يخرج (سوريا) من الدمار ومن شلالات الدماء والله اعلم .
ونصل الي العراق الشقيق فالحكومة العراقية ترفض بشدة الجلوس على طاولة الحوار مع (داعش) فهؤلاء ارهابيون قتلوا ودمروا واحرقوا وسرقوا واختلسوا..الخ الي نهاية قاموس الشتائم ..وتؤكد الحكومة ان الاستعانة بقوات ايرانية ..خير من الحوار.ونفس الجواب نسمعه من الدولة الاسلامية الذين يرفضون ان تخاطبم بانهم (داعش ) ويبقى الحوار المباشر مقطوعا ولكن لا بأس اذا كان عن طريق طرف ثالث..؟ حوار عجيب .
اما الحوار في (ليبيا) فهو مختلف فتارة يكون من اعضاء المجلس النيابي الذي انتهت ولايته.. وتارة يكون الطرف الاساسي في الحوار هو الحكومة التي لم يعترف بها احد.. وتارة يكون المحاور هو اللواء المتقاعد حتر.. اما المحاورون الاخرون فلا تدري لهم اسما او عنوانا فهم القاعدة او داعش او القبائل.. او المتطرفون او المسلحون..الخ.وتخرج من ساحة ليبيا وانت تسمع حوار الرصاص فقد انعدم الحوار بالكلمات واصبح الحوار (بالرصاص )ويجب عليك ان ترتدي خوذة حديدية او تترك البلادللنجاة .
واذا جئنا الي القضية التي يعتبرها العرب كل العرب قضيتهم المركزية وهي ام القضايا في الشرق الاوسط ..وهي القضية الفلسطينية فقد مضى على احتلال اليهود لارض فلسطين اكثر من 65 عاما ونحن مازلنا لاجئين..الحوار هنا مختلف فهو ليس بين الفلسطينيين واعدائهم اسرائيل ..؟ بل هو حوار فلسطيني فلسطيني ..فلسطين (دويلة فتح في رام الله) وفلسطين (دويلة حماس في غزة) هل تصدق ان الحوار بين الفلسطينيين له 7 سنوات ولم يصلوا الي اي نتيجه ..؟عقدوا اتفاقا في مكه المكرمة ..ولم يحترموه وعقدوا حوارا في اليمن.. ثم لم يحترموه وعقدوا حوارا في القاهره.. ولم يحترموه .وما زال الفلسطينيون يطالبون بالمزيد من الحوار..؟لعن الله الحوار والذي اخترع هذه اللغه فهو لا يختلف عن حوار الطرشان ..يغرد كل من الطرفين وهو يسير عكس السير فلا يسمعه احد ولا يراه احد ولا يتفق معه احد..فكلهم يسيرون في الظلام..!!
コメント